الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 10:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل المقيم الطيب صالح
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-20-2009, 01:28 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! (Re: jini)

    Quote: الطيّب صالح : الكاتب موجود في كلّ ما يكتب ولا تمثلني شخصية في موسم الهجرة الى الشمال

    كايد هاشم ہ

    قلّة من الكثيرين الذين يلتقيهم المرء في دروب هذه الحياة مَنْ يتركون في النفس أثرًا لا يُمحى. ومهما قيل في وصف هذا الأثر يظلّ سرًا كأسرار الروح الإنسانيّ ... فهو عصيّّ على وصف كنهه ، عصيّّ على الانكشاف والتفسير ، أو هو بالأحرى من هذه الأسرار التي لا يملك مفاتيحها إلاّ بارىء الروح جلَّت قدرته. أما البقية من الكثرة الكاثرة ممن نلتقي بهم مرارًا أو نعرفهم لسنين ، تطول أم تقصُر ، فقد لا يتركون سوى انطباعات ، إيجابيّة أحيانًا ، وسلبيّة في بعض الأحيان ، وبين هذه وتلك في أحيان أخرى. والنفس - إذا سَلًمَت من الدرن والتهافت - تميلُ بحكم أصلها الخيًّر إلى رسم الانطباع الإيجابي ، أو ما هو أقرب إليه في الغالب الأعم ، إن لم يكن النفور والغثاثة قد قطعا عليها كلّ طريق إلى ذلك،

    والطيب صالح من تلك القلّة أصحاب الأثر الجميل الباقي ، على المستوى الإنسانيّ كما على المستوى الإبداعيّ الأدبيّ. لم ألتق به شخصيًا سوى مرّة أو مرتين ربما ، خلال أيام قلائل حين كان في زيارة عمّان في غضون شهر حزيران 1982 ، من أجل المشاركة في اجتماع تحضيري لخبراء الاتصال والإعلام ، نظمته اليونسكو تمهيدًا لعقد المؤتمر الدوليّ الحكوميّ بشأن سياسات الاتصال في الدول العربيّة. كان في ذلك الحين أحد خبراء اليونسكو ، وقد أصبح فيما بعد ممثلاً لهذه المنظمة في منطقة الخليج ، وكنّا مجموعة من طلاب دائرة الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك ، اختارنا الدكتور مازن العرموطي ، مدير الدائرة حينذاك ، لحضور الاجتماع بصفة مراقبين ، وبهدف تدريبنا على اكتساب مهارات الاتصال والاستفادة مما يطرحه الخبراء المشاركون في الاجتماع.

    وعلى مدار الأيام الستة لذلك الاجتماع ، كنت وزملائي الطلاب ننشغل بتدوين الملحوظات عن الأفكار والآراء التي تُطرَح والنقاشات حولها ، ثم كتابة الملخصات ... وكنت أيضًا منشغلاً - بحكم اهتماماتي الأدبيّة - بتتبع الروائي كاتب "موسم الهجرة إلى الشمال" ، ومبتدع بطلها تلك الشخصية الآسرة بغموضها وعمقها (مصطفى سعيد) ... كيف يتحدث ويجادل؟ كيف يدير النقاش في الجلسات التي يترأسها؟ ايماءاته ، حركاته ، سكناته ، اطراقه ...؟ وربما ذهب بي الخيال في ذلك الحين إلى المقارنة بين كاتب الرواية الجالس أمامي بشحمه ولحمه ، حيًّا ينطق ويتنفس ويتحرك ، وبطلها "الرجل العميق" - كما وصفه أحد أبناء قريته في الرواية - وكما في صورته الناطقة على الورق. وربما شطح بي الخيال بعيدًا فرأيت بعض ملامح "مصطفى سعيد" تخرج من بين السطور وطيات الكتاب لتتجسَّد أمامي في شخص الكاتب ... ولا تلبث أن تعيدني أجواء الاجتماع الرسميّة إلى الواقع وإلى الانشغال بما أقوم به مع الزملاء الطلاب من تسجيل وتدوين ، لكن بعد أن يكون الخيال قد اختزن صورة إنسان في هدوئه النفسيّ المنعكس على تقاسيم وجهه بمسحة صوفيّة ، وبساطته وتواضعه ، وجمال تعبيره المهذب بنبراته العميقة ، السلسة ، والأنيسة ، خاصة حين تغلب عليها اللكنة السودانيّة ، وما يشفّ عنه كلامه من عُمق وبُعد نظر ، مصدرهما ثقافة وخبرة واسعة من دون ادعاء ولا تعالُم ... ما يشبه في هذا كلّه صورة متبتل في محراب ، تتطاير من أمامها وتتناثر أجواء الرسميات - بما يداخلها من اصطناع وتكلُّف ومقت وثقل على النفس - كقصاصات ورق يتلاعب بها النسيم،

    اغتنمت الفرصة في إحدى الاستراحات ، فتقدّمت من الطيب صالح وهو بين جماعة من الحضور ، وبعد أن عرفته بنفسي ، طلبت إليه أن يحدًّد لي موعدًا لإجراء حوار أنشره في جريدة "صحافة اليرموك" التي نصدرها في الجامعة ... ابتسم بوداعة وسألني: عن ماذا تريد أن نتحدث؟ وكأن الجواب كان على رأس لساني ، قلت على الفور: عن "موسم الهجرة إلى الشمال" ، وأردفت: وما حولها. قال: بكل سرور ، نلتقي بعد الظهر في الفندق.

    لم يكن أمامي سوى سويعات لإعداد أسئلة الحوار. وفي غمرة التفكير بالأسئلة الكثيرة التي أعددتها ، التفكير الذي امتزج بفرحة إجراء حوار مع روائي عربيّ كبير ، لم ألبث أن ألفيت نفسي جالسًا أمامه في قاعة الفندق ... لا أدري كيف ابدأ الحديث، كنت قد أحضرت معي نسختي الشخصيّة من رواية "موسم الهجرة ..." ، وهي نسخة من منشورات "صلاح الدين" بالقدس في أيار 1976 ، أهداني إياها قريبي المقدسي المهندس حسين البيطار ، فقدمتها إلى الطيب صالح ليكتب لي إهداء عليها ، ووجدتها فرصة لألتقط طرف الخيط للحوار ... قلت: كثيرون من القراء يعتقدون بأن الكاتب هو بطل روايته ، وأنَّ الرواية ما هي إلاّ صياغة فنيّة لتجارب ذاتيّة. ما مدى انطباق هذا الكلام على بطل "موسم الهجرة ..."؟

    قبل أن يجيبني عن سؤالي أخذ نسخة الطبعة المقدسيّة من روايته بين يديه بحنو ، وتأملها قليلاً كأنه يتأمل وجه فلذة كبده بعد طول فراق ، ثم مرر باطن كفه على غلافها بحركة رقيقة ، وقال لي: هذه الرواية تُرجًمَت إلى لغات عدّة ، لكن لهذه الطبعة الفلسطينيّة مكانة عزيزة في قلبي ... والتمعت عيناه ببريق طفولي جذاب وهو يقول بصوت كأنه تردّد في أعماقه صلاة قبل أن يخرج من بين شفتيه: "القدس ... القدس"،

    انتظرت لحظات وخلته نسي سؤالي وهو يرفع نظارتيه عن عينيه ويمسح دمعا ترقرق فيهما ... وبعد برهة رفع رأسه ليقول: "الكاتب موجود في كلّ ما يكتب دون شك ... إلا إذا قال لك منذ البداية إن هذه هي ترجمة ذاتيّة. أعتقد أنه لا يوجد شخص داخل الرواية هو بمثابة ممثل لي. وكما قلت في مناسبات أخرى إنني قدّمت شخصيات كثيرة ، ولا أدري لماذا انصبَّ الاهتمام على هذه الشخصيّة بالذات (أي مصطفى)؟، الكاتب موجود في ما يكتب بمعنى نظرته الكليّة للعالم الذي يصوره ... بإحساسه بالأشياء. وهذا موزَّع في كلّ العمل ، وليس في شخص واحد ... توجد وجوه شبه ظاهريّة بيني وبين شخصيّة بطل "موسم الهجرة ..." ، لكنها وجوه شبه تنطبق على عشرات الآلاف من العرب. أقول لك مخلصًا بأنني لم أقدًّم نفسي كشخصيّة في هذه الرواية".

    سألته عن الظروف والإرهاصات التي أبدع في ظلها ومن خلالها "عرس الزين" و"موسم الهجرة ..." ، وبدا متحمسًا للإجابة قبل أن أكمل السؤال ، قال: "هاتان الروايتان كتبتهما وأنا بعيد عن السودان ، وربما تجد فيهما ملامح الغربة بطرق مختلفة ... "عرس الزين" كانت استذكارًا - إذا شئت - أو محاولة استعادة العالم الذي فقدت ، واحتفاءً بهذا العالم ، فخرجت هكذا ، وفيها باعتقادي ملامح المجتمع السودانيّ كما كان في طفولتي ، أي يكاد يكون - على الرغم من الجوانب الأسطوريّة من الناحية الفنيّة في هذه الرواية - تعبير عن الواقع الذي عايشته في تلك المرحلة ، وهي احتفاء بهذا الواقع ، وفيها ملامح السودان كما يحب السودانيّون أن يتخيّلوها حتى الآن ، على الرغم من أنَّ الظروف اختلفت ، لكنهم يحبون أن يظنّوا بأنَّ السودان في أعماقه ما يزال هكذا. ولذلك فهي رواية محبوبة في السودان".

    "أما (موسم الهجرة ...) فهي أيضًا تتضمن ملامح الغربة ، لكن بشكل آخر ... السخط والحدّة فيها نتجا عن إحساس: بل بداية إحساس على أي حال ، لأنَّ القيم القديمة التي كان الإنسان يعيش بها ، والتي كانت ما تزال مستمرّة في "عرس الزين" بدأت هنا تتضعضع ، كذلك فيها طروحات بشكل أكثر تدبيرًا ، وفيها دروس أكثر. وفيما يتعلَّق بالبيئة التي استذكرتها في "موسم الهجرة ..." بدا لي أنَّ هنالك شروخًا أخذت تصل إلى المجتمع ، ثم رجعت إلى فكرة التصادم الحضاريّ ... إلخ هذه الأمور التي كُتًبَت عن الرواية".

    قادني جوابه هذا إلى سؤال يتعلَّق بالبيئة التي تحدَّث عنها ، فقلت: كثيرون منّا يرون في الروائيّ عالمًا غامضًا: أعني في الجانب الإنسانيّ ، والإبداعي أيضًا ... طفولته ، نشأته ، بيئته الأولى ، طريقته في الحياة ... لم يدعني أكمل ، وقال: "الغموض عند الكاتب سيظلّ موجودًا حتى لو تحدَّث عن حياته ، لأنَّ العمليّة الإبداعيّة مُحاطة بالغموض ... من أين تأتي؟ وكيف يكتب الإنسان؟ لكن لا بأس سأعطيك نبذة عن طفولتي ... فقد نشأت في قرية في شمالي السودان الأوسط. هي قرية كما قال شاعر من شعرائنا عن بلدة مشهورة عندنا تسمّى "الدّامر": (فيا دامر المجذوب لا أنتً قرية بداوتها تبدو ولا أنتً بندر). فالبلدة التي نشأت فيها من هذا النوع ، لا هي قرية ولا هي بندر ، لكنني أعتقد أنها أقرب إلى القرية ، وهي تسمّى "الدّبّة" ، والدّبّة في السودان تعني المكان المرتفع. أما المنطقة فهي "مروي" ديار قبائل الشعيديّة ، والبذيريّة ، والجوابرة ، والركابيّة ، وهي قبائل عربيّة. وهذه المنطقة تكوًّن الحدود الشرقيّة لبادية كردفان ، إحدى المناطق المشهورة في السودان برعي الإبل ، وفيها - برأيي - أكبر تجمُّع للبدو في العالم العربيّ كلّه ، فهم قبائل عربيّة هاجر بعضها قبل الإسلام والبعض الآخر بعد الإسلام ، وتحتفظ بخصائص عربيّة واضحة".

    "منطقتنا مستقرّة على النيل ، والناس مزارعون ، وتشتهر بالنخيل. ولذلك قد تلاحظ في ما أكتب أنَّ النهر والنخيل لهما مكانة خاصة. ثم إنَّ تركيبة المجتمع لا تختلف كثيرًا عن تركيبة المجتمعات القرويّة في الأردن أو سورية أو العراق أو مصر ... وهذه أماكن أصبحت مستودعات للتراث. وقد قضيت طفولتي في الثلاثينيات ، وصباي في الأربعينيات في أحضانها ، وما أزال على صلة بها... ما أريد قوله هنا إنَّ المجتمع كان مجتمعًا متكافلاً ، لأنَّ الفرد يعيش في منطقة مكونة من كذا مئة شخص ، كلّهم أقاربه ، فتجد الجدّ ، والجدّة ، والخالة ، والعمّة ، وأبناء العم ... ذلك النظام الذي نعرفه في العالم العربيّ ، وهذه البيئة تمتاز ، ولا تزال إلى حدّْ ما - وأرجو ألاّ تؤثًّر عليها وسائل الإعلام الحديثة - ، بأنها تنتج فنّها ، وتنتج ثقافتها ، وهذه الأمور ترتكز على الطقوس من أفراح وأتراح ، وهكذا ... ثم إنَّ هذه البلدة بالذات معروفة على أنها من مراكز تدريس القرآن الكريم. فحين كنت طفلاً ذهبتُ إلى الكُتَّاب ، وكنّا نسمّيه الخلوة ، لقراءة القرآن ... حتى ونحن في المدارس كنّا أيضًا نذهب ونقرأ القرآن في الخلوة. كان في هذه البلدة - آنذاك - ما لا يقلّ عن مئة حافظ للقرآن. ويُقال بأنها في أيام مملكة سنار ، وهي أوّل دولة عربيّة إسلاميّة في السودان ، كانت حرمًا يحرم على موظفي الحكومة دخولها ، ويعدّ أي إنسان ارتكب ذنبًا ولجأ إليها بأنه في حرم،".

    "أيضًا شاركتُ مشاركة تامة إبان طفولتي وصباي في كلّ ما يدور في البلدة ... زرعت مع الناس ، ورعيت ، وتسلّقت النخل ، وسبحت في النهر ، وعزقت الماء من البئر ... كلّ هذه الأمور قمت بها مع أندادي ، كذلك ساهمت في حصاد القمح ، وكان الحصاد مناسبة جميلة".

    عدنا إلى الحديث عن الرواية والأدب ، لكن من دون أسئلة مرتّبة فيما يبدو من الأوراق التي سجلت عليها الحوار ، قال الطيب الصالح: "إنَّ الكاتب يعمل في سياق فكريّ ، فهو يتحاور مع الأفكار المطروحة في المجتمع من سياسيّة واجتماعيّة وغيرها. ثم هو يتحاور أيضًا مع تيار الأدب نفسه ، بمعنى أننا نحن الكُتَّاب العرب نكتب ضمن تيارْ يوجد فيه شعراء وكُتَّاب نتحاور معهم بطريقتنا. والكاتب له دور اجتماعيّ ، فحين يقدًّم الأفكار ويناقشها ويطرح التساؤلات فهو يشبه المؤرخ أحيانًا ، لأنه يؤرًّخ لحقبة أو لإحساس عام للأمة في زمن محدَّد. وتجربتي تؤخذ مما كتبت ، والنقّاد هم الذين يقيمونها".

    ثم تطرَّق الحوار إلى قضيّة عالميّة الأدب العربي ، وقد كانت من القضايا المُثارة على نطاق واسع في الفترة التي أجري خلالها الحوار. مما قاله الطيب صالح حولها ، وهو الذي تُرجًمت روايته "موسم الهجرة ..." إلى الكثير من اللغات الأجنبيّة: "هذا موضوع أنا أراه غير مهم. فنحن حينما نقول عالميّة الأدب العربيّ نقصد أن يقرأنا الأوروبيّون على وجه التحديد ، أي أن نُترجَم إلى الفرنسيّة والإنكليزيّة ... هذا هو مفهوم العالميّة لدينا ، كما يقال كذا عالميّ كذا دوليّ. نحن نكتب باللغة العربيّة بوصفنا كُتَّابًا ننتمي إلى العرب ... إذا كان هنالك مَنْ يرون فيما نكتبه ما يهمهم فإنهم سيترجمونه ، إذا أرادوا أن يتعرفوا علينا ، كما نفعل نحن حين نقرأ بالفرنسيّة أو الإنكليزيّة ... أو يتعلّموا لغتنا ليقرأوا بالعربيّة، المهم أنا لا أرى أنَّ هذه قضيّة يجب أن تشغَل بالنا. نحن لا ننتج ليقول لنا الآخرون يا سلام أنتم أحسنتم ، نحن نُنتج كجزء من نشاطنا الثقافيّ ، والكاتب العربيّ إذا قُرىء في كلّ العالم العربيّ فهو عالميّ ، لانَّ هذه المنطقة يسكنها قرابة مئتي مليون بني آدم (الكلام في أوائل الثمانينيات) ، وليس بالضرورة أن يقرأه الإنكليز والفرنسيّون،".

    ومن أحاديث هذا الحوار ما ذكره الطيب صالح عن الأجواء والطريقة التي يكتب فيها ... وبعض أسرارها ، قال: "أحبّ أن أكتب على طاولة كبيرة لها سطح واسع لأنشر أوراقي عليها ، وأكتب بقلم حبر سيّال يلازمني منذ خمسة عشر عامًا. لكنني من الممكن أن أكتب في أي مكان إذا توافر لي الوقت ، وأحيانًا أخرج للمشي إذا وصلت في الكتابة إلى طريق مسدود. وأعتقد أنَّ كلّ كاتب يكتشف حيلاً يتحايل بها - إذا صحَّ التعبير - على آلهة الفن ، أو تلك الشياطين التي يقولون بأنها كانت تأتي للشعراء العرب من وادي عبقر ... وأنا عادةً أحاول ألاّ أنهي فصلاً كاملاً ، فإذا أتيت إليه في اليوم التالي فإنني أعيد كتابة صفحة أو صفحتين مما كتبت. وهذه العمليّة أشبه ما تكون بلصق قطعة قماش بأخرى ... والغريب في الأمر أنني أحيانًا أنهي فصلاً وآتي في اليوم الثاني لأكتب فيصعب عليّ الأمر ، فكأنني وصلت إلى نهاية حاسمة. على أي حال هي عملية مؤلمة والإنسان يحاول أن يتحايل عليها بشتى السبل".

    "دائمًا أحب أن أكتب في الليل ، وعادةً حين يكون عقلي قد استيقظ أجد نفسي غير قادر على النوم ... فمثلاً إذا أنهيت الكتابة الساعة الثانية صباحًا فأنا أحتاج إلى وقت طويل قبل أن يصل النوم إلى أجفاني ، حيث يكون عقلي في هذه الأثناء ما يزال يعمل ... يفكًّر في ما كتبت ، هل كان من الممكن كتابته بطريقة أخرى؟".

    على هامش إحدى ورقات هذا الحوار - الذي رحل صاحبه الرحيل الأخير في بلاد الغربة - نقلت ، في حينه ، بضعة أسطر من أحد فصول رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" ، لسبب لم أعد أذكره ، وفيها يتحدث الراوي عن بطل الرواية "مصطفى سعيد": إذ يقول:

    "إنما هل هي فعلاً النهاية التي كان يبحث عنها؟ لعله كان يريدها في الشمال ، الشمال الأقصى ، في ليلة جليديّة عاصفة ، تحت سماء لا نجوم لها ، بين قوم لا يعن

    التاريخ : 27-02-2009

    التاريخ : 27/02/2009
                  

العنوان الكاتب Date
الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 12:27 PM
  Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 12:38 PM
    Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 12:47 PM
      Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 12:53 PM
        Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 12:58 PM
          Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 01:01 PM
            Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 01:04 PM
              Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 01:06 PM
                Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! طارق جبريل03-20-09, 01:08 PM
                  Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 01:11 PM
                    Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 01:14 PM
                      Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 01:16 PM
                        Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 01:24 PM
                          Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 01:28 PM
                            Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 01:32 PM
                              Re: الطيب صالح طيب الله ثراه فى الدستور الأردنية!!!!! jini03-20-09, 01:42 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de