|
ما بين الجانجويد ... وحزب الله في لبنان !!
|
الجنجنود !! عكس الاعتقاد والفهم السائد في الأنظمة الشمولية الأخرى من أن طول فترة بقاء المسئول السياسي في موقعه يعكس مدى الاستقرار السياسي في ذلك البلد ، وبل حتى كفاءة المسئول المعنى في بعض الأحيان ، إلا أن الأمر في سودان الإنقاذ غير ذلك تماما . أثبتت تجربة الإنقاذ أن أطول المسئولين بقاءً في مواقعهم هم اقلهم حكمة وكفاءة ودراية وأكثرهم مهاترة سياسية . يلاحظ هذا السلوك المؤسف في قمة الجهاز السياسي ممثلاً في الرئيس البشير ووزير خارجيته مصطفى عثمان ووزير الداخلية عبدا لرحيم محمد حسين ، وهو من ديناصورات هذا النظام الذي يقاوم الانقراض باستمرار ، وهو من نعنيه تحديداً في هذا المقال . غياب الحكمة السياسية وحدها الذي جعل الرئيس البشير ليعين المذكور ممثلاً له في دارفور في هذا الظرف الحرج من تاريخ الإقليم ، وهو الرجل الذي لا يستطيع قول جملة مفيدة واحدة طوال حياته السياسية وأكثر ما "أثرى" حياته السياسية هو مرافقة البشير في حله وترحاله وافتتاح رقصاته التي يختتم بها دائماً اللقاءات الشعبية والجماهيرية ومراسم أعراس الشهيد ! تم تكليف المذكور لإيهام المجتمع الدولي وإظهار نوع من الجدية الزائفة لتنفيذ المطلب الذي طالما نادى به المجتمع الدولي والمحلى وهو تجريد مليشيا الجنجويد من السلاح حتى ينعم أهل دارفور بالأمن والطمأنينة ، ولإظهار الالتزام الصارم الذي طالب به كل من كوفي انان ، الأمين العام للمنظمة الدولية وكذلك كولن باول وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وذلك عند زيارتهما لدارفور لإظهار مدى اهتمام المجتمع الدولي بهذه المأساة الإنسانية . ولكن فور مغادرة هذان المسئولان الدوليان ، خرج علينا وزير داخلية الإنقاذ وممثل البشير بمؤتمر صحفي خيب آمال شعب دارفور المنكوب وآمال المجتمع الدولي ، وأولهم كوفي عنان وكولن باول . قال في هذا المؤتمر وبعنجهية انه رفض "طلباً" لكولن باول لمحاكمة خمسة من قادة الجنجويد وعلى رأسهم كراديتش دارفور (موسى هلال) . وأقبح تلميح في هذا المؤتمر هو تشبيه المجرم موسى هلال باللبناني المجاهد في سبيل تحرير بلاده ، الشيخ حسن نصر الله ! يا سبحان الله ، لحسن حظ الوزير "المرافق" أن الشعب اللبناني لا يعلم أن المدعو / موسى هلال هو قائد هذه المليشيا التي ملأت الدنيا طولاً وعرضاً بممارساتها البشعة ، والا كان قد خرج في مظاهرة صاخبة للتنديد به لهذا التشبيه البغيض . أيعقل تشبيه من يقوم بممارسة التطهير العرقي والابادة الجماعية ضد أهل بلده الاقربين "المسلمين" بشيخ مجاهد دوخ الكيان الصهيوني بأكمله واجبره على الانسحاب من أراضيه المحتلة ؟! وتابع المذكور في مؤتمره الصحفي وقال أن كولن باول كان يحمل تصوراً خاطئاً عن حقيقة مليشيا الجنجويد لأنه يعتقد أن الجنجويد هي مليشيا لبعض القبائل العربية فقط ولكنه "صحح" له المعلومة وافهمه بان الجنجويد هم من قبائل شتى وتجمعهم فقط ممارسة النهب والسلب وارتكاب الفظائع ! والأغرب من رفض محاكمة قادة الجنجويد هي الحجة التي صاغها وزير الداخلية بهذا الصدد وهى أن هؤلاء "القادة" يعتبرون زعماء قبائل ، ومحاكمتهم تعتبر خلق فتنة وحروب قبلية جديدة في دارفور ! وبالطبع هذه تعتبر مفارقة غريبة في فهم الوزير إذا أحسنا التقدير أو زلة لسان تنم عن خبث دفين ، وهى أن وزير الداخلية لا يميز بين المحاكمة والإدانة ، والا إذا كانت قادة الجنجويد أبرياء من التهم التي توجه إليهم فلماذا لا يخضعون للمحاكمة وتقوم المحاكم بتبرأتهم ؟ وإذا كانت هم بالفعل مجرمين ، هل تتجاوز الحكومة عن جرائم زعماء القبائل أو غيرهم في سبيل درء الفتنة ؟ الم تكن الفتنة الحقيقية هي تركهم بلا محاسبة ؟؟!! ونكتفي بملاحظة أخرى خطيرة لهذا الوزير الضليل الذي ملأ دار فور كلها بقرارات جمهورية (أصدر الوزير حتى الآن أكثر من خمسة عشرة قرارً جمهوريا لمعالجة المشكلة الأمنية في دار فور بوصفه ممثلا لرئيس الجمهورية ) وهى انه رغم اعترافه بان الجنجويد فئات تحترف النهب والسلب وارتكاب الفظائع ، إلا انه يرى ، وفى إطار حل مشكلة الجنجويد يتم استيعابهم في القوات النظامية مثل الجيش والشرطة وحرس الحدود وغيرها ! رغم علم الجميع في السودان بان الجنجويد ينتمون إلى قبائل عربية معينة (عكس كلام الوزير ) ورغم علمنا المسبق بأنهم قد تم إلحاقهم بالفعل في القوات النظامية ، إلا إننا كنا نتصور أن وزير الداخلية سوف لا يجرؤ على كشف مثل هذا التصرف الأهوج بلسانه و في مؤتمر صحفي علني . لأنه لا يعقل إلحاق مليشيا مجرمة تحترف القتل والحرق والاغتصاب ، ملأت الدنيا غربا وشرقا بسمعتها السيئة وكانت ممارساتها هي السبب المباشر في المأساة الإنسانية في دار فور وكانت أيضا السبب في الهجمة الشرسة التي يتعرض لها السودان الآن من المجتمع الدولي باعتبار أن الحكومة نفسها شريكة في هذه الفظائع التي ارتكبتها هذه المليشيات . والسؤال المحرج هو : هل يقبل الجيش السوداني ، المؤسسة الوطنية العريقة بان يدنس سمعته بإلحاق القتلة والسفاحين والمغتصبين في صفوفه ؟! نترك الإجابة للغيورين من قادة الجيش السوداني وفى التوقيت الذي يناسبهم إن أهل دار فور كانوا في شوق لليوم الذي يتم فيه محاكمة مجرمي الحرب من أقطاب النظام في الخرطوم و حل مليشيا الجنجويد و محاكمة قادتها المحليين المعروفين حتى ينسوا هذه المأساة وتنمحي لفظ الحنجويد من مخيلاتهم مع مرور الوقت ، ولكن للأسف الحكومة مصرة على إبقاء ذكريات الجنجويد في عقول أهل دار فور حية والى الأبد وذلك بإلحاقهم في صفوف القوات النظامية الوطنية . بعد تأكيد هذه الأنباء السيئة"إلحاق الجنجويد بالقوات النظامية " من سئى الذكر وزير الداخلية ، يدور الآن حديث في أوساط أهل دار فور عن التسمية المناسبة للقوات النظامية السودانية بعد إلحاق مليشيا الجنجويد إليها . وفى هذا الإطار يتداول ظرفاء المدينة هذه الأيام مقترحات عديدة للاسم الجديد ، ومن هذه الأسماء ، انه وحتى يكون الاسم الجديد ممثلاً حقيقياً للتشكيل الجديد فلا بد من اخذ فقرة معبرة من لفظ الجنجويد وإلحاقها بكلمة " الجنود " ولان الفقرة المعبرة عن ممارسات الجنجويد من هذا الاسم هي كلمة "الجن " ، فبإلحاق هذه الفقرة بكلمة " جنود " يصبح الاسم المعبر لهذه القوة الجديدة هو ..الجنجنود ..؟؟!!
نقلاً عن جريدة الفجر الجديد "صوت ثوار دارفور"
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ما بين الجانجويد ... وحزب الله في لبنان !! | hamid hajer | 07-11-04, 04:59 AM |
Re: ما بين الجانجويد ... وحزب الله في لبنان !! | sadda | 07-11-04, 05:04 AM |
Re: ما بين الجانجويد ... وحزب الله في لبنان !! | hamid hajer | 07-11-04, 05:59 AM |
Re: ما بين الجانجويد ... وحزب الله في لبنان !! | hamid hajer | 07-11-04, 06:15 AM |
Re: ما بين الجانجويد ... وحزب الله في لبنان !! | hamid hajer | 07-11-04, 06:27 AM |
Re: ما بين الجانجويد ... وحزب الله في لبنان !! | عبدالعظيم عبدالله | 07-11-04, 02:48 PM |
Re: ما بين الجانجويد ... وحزب الله في لبنان !! | Outcast | 07-12-04, 11:39 AM |
Re: ما بين الجانجويد ... وحزب الله في لبنان !! | hamid hajer | 07-13-04, 07:23 AM |
Re: ما بين الجانجويد ... وحزب الله في لبنان !! | عبدالعظيم عبدالله | 07-13-04, 01:47 PM |
Re: ما بين الجانجويد ... وحزب الله في لبنان !! | hamid hajer | 07-14-04, 04:02 AM |
Re: ما بين الجانجويد ... وحزب الله في لبنان !! | محمود الدقم | 07-13-04, 05:36 PM |
|
|
|