|
Re: دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! (Re: hamid hajer)
|
ملف خاص: دارفور - الجرح
هل تصبح دارفور رواندا جديدة؟ بقلم: لوته ليخت وليزلي ليفاكو بروكسل، 22 أيار 2004
لقد ولى زمن التصريحات المنمقة وحسنة النية. إن على ألمانيا أن تتولى القيادة داخل الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن وتمارس أقصى ضغط على الحكومة السودانية للوفاء بالتزاماتها ووقف مذبحة دارفور والسماح بعبور آمن لوكلاء المنظمات الإنسانية والمراقبين الدوليين.
دارفور، المنطقة الواقعة في أقصى الغرب على الحدود مع تشاد،هي من أكثر المناطق السودانية صعوبة في الوصول إليها، فهي مغلقة على الجميع إلا على القليل من وكالات الإغاثة، ومغلقة على نحو دائم تقريبا في وجه الصحفيين. لكن لم يكن الوصول إليها صعباً- ولا حرجاً- في يوم من الأيام كما هو في الأشهر الخمس عشرة الأخيرة، منذ أن حملت القبائل الإفريقية القاطنة هناك والتي تشكل غالبية سكان دارفور، السلاح تحت قيادة حركة جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة، احتجاجا على تهميش المنطقة وفشل الحكومة في حماية المزارعين الأفارقة من الغارات التنكيلية التي يشنها البدو العرب الذين أُجبروا على الهبوط جنوباً بفعل الجفاف والتصحر.
لقد قامت قوات الحكومة السودانية والميليشيا العربية المعروفة باسم "الجانجاويد" يداً واحدة، بسياسة الأرض المحروقة الوحشية في دارفور. "كانوا يجيئون معاً ويقاتلون معاً ويغادرون معاً" كما قال احد الرجال لمنظمة هيومان رايتس ووتش. لقد حرقوا القرى وقتلوا واغتصبوا وابعدوا المئات من المدنيين غير العرب وطردوا مئات الآلاف من منازلهم. وحتى بعد أن هرب المدنيون إلى المخيمات أو إلى المدن الكبيرة لاحقتهم الميليشيا لتنكل بهم. كما تحدثت التقارير عن إعدامات ميدانية واغتصابات وسرقات تعرض لها المدنيون المهجرون القابعون في مخيمات أو مستوطنات تحت سيطرة الميليشيا.
لقد كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل عندما وصل المزارع أخيراً إلى قريته ديجي في منطقة وادي صالح في وسط دارفور، بعد أن زحف ساعات تحت جنح الظلام، مغطى بالدم من جرح في رقبته جراء طلق ناري، وقد اخبر منظمة هيومان رايتس ووتش انه الناجي الوحيد من بين 72 رجلا إفريقيا نقلوا بالشاحنات بعيدا، على يد قوة مشتركة من الجنود الحكوميين ورجال الميليشيا العرب، كي يصار إلى محاكمتهم شكليا وإعدامهم. "لقد نقلونا بسيارات وشاحنات تابعة للجيش إلى وادي يبعد 2كيلومتر جنوبي ديجي" اخبر هذا المزارع احد جيرانه "ثم صفونا على نسق وجعلونا نجثو ورؤوسنا إلى الأسفل- ثم أطلقوا النار علينا من الخلف. وتركوني ظنا منهم أنني ميت".
في ذلك اليوم نفسه، 5 آذار، قُتل 65 رجلاً آخر من قبيلة الفور في مجزرة على يد قوة مشابهة من الميليشيا والحكومة في منطقة موغجير شرق ديليج. كما تم إعدام تسعة من الزعماء الفور، كانوا قد اعتقلوا قبل أسبوع في سجون في موجير وغارزيلا قرب ديليج. وقد نقل خبر موتهم أقرباء لهم كانوا قد جمعوا جثثهم لدفنها.
"استيقظ الناس في ذلك اليوم، وكان يوم جمعة، ليجدوا المنطقة محاصرة بالجنود الحكوميين والجانجاويد" قال عبد العزيز، وهو جار الناجي الوحيد من المجزرة. وتم إحراق عشرات القرى حول ديليج وفر الكثيرون إلى وادي صالح. ثم جاء الجانجاويد ورجال الحكومة وسالوا الرجال من عمر عشرين إلى عمر ستين سنة، من أين هم، فإذا كانوا من الفارين كانوا يقتادونهم إلى مركز الشرطة.
"توجد هضبة جنوب وادي صالح والى جوارها وادي. في ذلك المساء قتلوا 71 رجلاً هناك. لقد حدث في موغجير تماما كما حدث في ديليج. اقتادوهم إلى الهضبة وقتلوهم"
قرية تولوس غرب وادي صالح، هي واحدة بين الكثير من القرى التي أحرقها الجانجاويد واستعمروها. فبعد مهاجمتها في شباط، طارد الجنود الحكوميون النساء والأطفال حتى أوصلوهم إلى الوادي وهناك أطلقوا عليهم النار بدم بارد بينما هم يحاولون الاختباء خلف الصخور والأشجار. "قالوا: انتم كلاب سوف نطردكم من هذه الأرض" روت سلمى زكريا حسن، 19 سنة. ونقل حسين ضيف الله، 12 سنة، إلى منظمة هيومان رايتس ووتش قولهم "أنت متمرد ابن متمردين!". وحسين هذا طفل سبق أن تعرض لإطلاق النار ثلاث مرات، وشاهد ثلاثة من أصدقائه تتراوح أعمارهم بين 7 و11 سنة يسقطون إلى جواره لكنه لا يعلم ما إذا كانوا ماتوا أم لا. ولهذا هو يبكي، كما يقول، وليس بسبب وجهه المشوه أو مرفقه المحطمة وساقة المخموجة المتورمة.
ان هذه الجرائم المروعة ليست قليلة- وبالرغم من ان الخرطوم تنكر ذلك، فان هذه الجرائم هي نتيجة تنسيق بين الجانجاويد والحكومة. ان ميليشيا الجانجاويد تجند وتسلح وتموّن وتدفع أجورها من قبل الحكومة السودانية. وقد نقل شهود عيان ان طائرات الهيلوكابتر كانت تنقل الرواتب والذخيرة للجانحاويد. وهناك عدد متزايد من مقاتلي الجانجاويد يرتدون بدلات الجنود الحكوميين نفسها، الفارق الوحيد هو شارة على جيب الصدر على شكل رجل مسلح على صهوة حصان، أو بقعة حمراء. في المدن الكبيرة تجتمع الوحدات النظامية ومقاتلو الجانجاويد في مواقع مشتركة، هي غالباً مراكز الشرطة المحلية، ينطلقون منها مهتاجين إلى أعمال الحرق والنهب. يضاف إلى ذلك أن منظمة هيومان رايتس ووتش لديها نسخ من مراسلات حكومية تدعوا فيها إلى تجنيد المزيد من أفراد الجانجاويد "في الخرطوم".
ومن المؤلم أن الاستجابة الدولية على أزمة دارفور ليست كافية حتى الآن. وفي غياب المراقبين، فإن الهدنة "الإنسانية" لمدة 45 يوما، التي تم التوصل إليها في العاصمة الكندية نجامينا في 8 نيسان، هي هدنة بالاسم ليس إلا. وحسب تقديرات الأمم المتحدة، تم تهجير أكثر من مليون من سكان دارفور - خمس عدد سكان المنطقة- لجأ الكثير منهم إلى مخيمات يتلصص عليها الجانجاويد بحصانة تامة. كما فر أكثر من مئة ألف إلى تشاد حيث يعيشون على الكفاف من مساعدات إنسانية شحيحة. وقد اتهم متقصو حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة الحكومة السودانية والجانجاويد بممارسة حكم إرهابي في دارفور. وحتى بعد أن تمكنت الفرق الإنسانية وفرق حقوق الإنسان من الوصول أخيرا إلى دارفور في 26 نيسان، تلقت منظمة هيومان رايتس ووتش تقارير غير مؤكدة عن محاولات الحكومة السودانية التضليل بشان المقابر الجماعية والشهود العيان في دارفور.
وفي شباط، دعا الاتحاد الأوروبي إلى إجراء استقصاءات بشان الجرائم التي ارتكبت في دارفور وإحقاق الحق، وفي 26 نيسان دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الحكومة السودانية إلى "أن تتولى أمر كل الجماعات الواقعة تحت سيطرتها". وحتى الآن لم تقم الحكومة السودانية إلا بالقليل في كلا الاتجاهين.
إن ألمانيا، بوصفها عضو في مجلس الأمن، تحتل موقعاً فريداً يخولها إحداث تغيير في دارفور. إن حياة آلاف البشر في خطر وقد غدا نشاط مجلس الأمن في الأسابيع القادمة مسالة حياة أو موت. لا بد من ضمان توقف القوات الحكومية السودانية وميليشيا الجانجاويد عن مهاجمة المدنيين فوراً. يجب ان تحل ميليشيا الجانجاويد وينزع سلاحها وتجبر على إخلاء القرى والأراضي التي كان يشغلها المدنيون الذين يتوازعهم الآن الموت والتشرد. ويجب ضمان الأمن وحرية الحركة بحيث يتمكن المدنيون طوعاً من العودة إلى مناطقهم الأصلية ويمكن بالتالي فتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية. يضاف إلى ذلك، كما أوصى المندوب السامي لحقوق الإنسان في تقرير تمهيدي عن دارفور، إن على مجلس الأمن أن يسارع، دون إبطاء، إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية وغيرها من الفظائع التي ارتكبت في دارفور.
لقد حذر كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة، في 7 نيسان في خطابه الموجه إلى مفوضية حقوق الإنسان، في الذكرى العاشرة لبدء الابادة الجماعية في راوندا، من أن"خطر الابادة الجماعية لا يزال قائما على نحو يثير الرعب" في دارفور: "انه لأمر حيوي أن يتاح لعمال الإغاثة وخبراء حقوق الإنسان الوصول إلى المنطقة والى الضحايا بحرية دون أدنى تأخير. وإذا تعذر ذلك، يتوجب على المجتمع الدولي أن يستعد لتحرك سريع ومناسب. وعندما أقول تحرك في مثل هذه الظروف اقصد سلسلة من الخطوات قد تتضمن العمل العسكري".
وأشار الأمين العام إلى انه قبل عشر سنوات من الآن تم تحذير المجتمع الدولي من إمكانية حدوث إبادة جماعية في راوندا. كما المح إلى أن احد هذه التحذيرات جاء قبل سنة تقريبا من وقوع أحداث الابادة، في صيغة تقرير قدمه المراسل الخاص لمفوضية حقوق الإنسان عن إعدامات خارجة عن القانون. وقد كان بكر والي نديايي على راس لجنة حقوق الإنسان العائدة للتو من دارفور، وهو الرجل نفسه الذي تنبأ، منذ أكثر من عشر سنوات بوصفه حينها المراسل الخاص عن الإعدامات الخارجة عن القانون، بجرائم الابادة الجماعية في راوندا. وقد أوصى تقريره آنئذ بأن يأخذ أي حل سياسي مسالة حقوق الإنسان في حسبانه، لكن صانعي السياسة تجاهلوا ذلك. دعونا نأمل هذه المرة، أن ألمانيا ومن حولها مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي سوف يديرون أذنا صاغية إلى هذا المصدر الواضح الذي بين أيديهم.
لوته ليخت مشرفة بروكسل في هيومان رايتس ووتش، وليزلي ليفكاو، باحث في الشؤون الإفريقية لدى هيومان رايتس ووتش.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! | hamid hajer | 09-09-04, 11:55 PM |
Re: دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! | hamid hajer | 09-10-04, 00:10 AM |
Re: دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! | hamid hajer | 09-10-04, 00:18 AM |
Re: دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! | معتز تروتسكى | 09-10-04, 04:14 AM |
Re: دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! | hamid hajer | 09-10-04, 05:08 AM |
Re: دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! | ahmed haneen | 09-10-04, 02:04 AM |
Re: دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! | hamid hajer | 09-10-04, 05:19 AM |
Re: دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! | عبدالعظيم عبدالله | 09-10-04, 03:52 PM |
Re: دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! | عبدالعظيم عبدالله | 09-10-04, 03:57 PM |
Re: دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! | عبدالعظيم عبدالله | 09-10-04, 04:04 PM |
Re: دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! | Kobista | 09-12-04, 03:28 AM |
Re: دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! | hamid hajer | 09-13-04, 02:41 AM |
Re: دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! | esam gabralla | 09-13-04, 03:47 AM |
Re: دارفور .. الأبادة الجماعية .. حقيقة تمشي علي رجلين ! | hamid hajer | 09-13-04, 05:29 AM |
|
|
|