بـــــــــــــــــيـــ لن يصبح الوطن مقبرة بسببك ايها الجنرال ـان هام

Quote: كروت على الطاولة عادل الباز www.adilelbaz.blogspot.com بماذا تلعب الحكومة مع المجتمع الدولي؟، ماهي الكروت التي تملكها مقابل الكروت التي تملكها الاسرة الدولية في صراعها مع حكومة الخرطوم؟. على اي الحسابات تبني الحكومة مواقفها الآن ازاء أزماتها مع المجتمع الدولي حول القوات الدولية؟. الفوضي التي بمقدور الانقاذ( الانقاذ وليست حكومة الوحدة الوطنية ) اثارتها هي اقوي الكروت التي يمكن ان تلعب بها. لا تُخفي على اللاعبين الاساسيين في الشأن السوداني او المهتمين بالتطورات السياسية في غرب افريقيا ، العلاقات التي تربط قائد المتمردين في تشاد، العقيد محمد نور ، وحكومة الخرطوم . العقيد محمد نور في معيته جيش قوامة ثمانية آلاف مقاتل من قبائل مختلفة. تحركات هذا الجيش وامداده يعرف العالمون ببواطن الامور من أين تأتي!!. جيش محمد نور والجنجويد العابرون للحدود قادرون على اثارة فوضي في كل تشاد وافريقيا الوسطي .سيحتاج وقتها المجتمع الدولي الى مزيد من القوات الدولية للسيطرة على المذابح .هذا كرت تدرك امريكا وفرنسا خطورته. كما ان شركات البترول هنالك تدرك مخاطر ان يسقط الاقليم في بؤرة الصوملة . سبعة مليارات دولار تستثمرها الشركات الامريكية في حقل دوبا اهم حقول النفط في تشاد. هذا كرت في جيب الحكومة يمكن ان تلعبه في الوقت المناسب . الكرت الاخر بيد الانقاذ هو جيش الرب والميلشيات المتحالفة معها. علاقة الحكومة مع جيش الرب كانت عاملا رئيسا في مساعدة الانقاذ في كثير من المعارك التي خاضتها في الجنوب ضد الحركة الشعبية .كانت حكومة الانقاذ واستخباراتها هي شريان الحياة الوحيد لجيش الرب لاكثر من عقد من الزمان . الجيش الىوغندي فشل حتي بعد عبوره الحدود السودانية في القضاء على جيش الرب، وذلك بسبب الدعم الذي كان يجده من عناصر الحكومة السودانية ، ردا على الدعم الىوغندي المتواصل للجيش الشعبي وقتها. كرت جيش الرب لايزال في جيب الحكومة، وبإمكانها العودة الى دعمه مسنودا بحلفائها من ميلشيات الجنوب. ببساطة بإمكان الحكومة اشعال الفوضي ليس في الجنوب فحسب ، بل في الشمال الىوغندي ايضا.سيحتاج المجتمع الدولي مرة اخري للآلاف من الجنود للسيطرة على حريق الجنوب ، وبالطبع لايمكن الحديث عن بترول يمكن ان يستمتع به الجنوب دون الشمال ولو اراد المجتمع الدولي ذلك. كرت ثالث وهوفتح البلاد تماما امام الجماعات الارهابية المتحفزة لساحات قتالىة جديدة . سيظهر المجاهدون الافارقة ضد القوات الدولية، وستكون هذه المرة جنتهم مليون ميل مربع اذا كانت الحدود السورية وحدها ادخلت الآلاف من الارهابيين الى العراق ، فما بالك بدولة لها حدود مع تسع دول . اذا فشل المجتمع الدولي في السيطرة على الصومال لعشر سنوات فكيف يمكنه السيطرة على دولة منهارة بحجم السودان؟. الاسبوع الماضي كان السودان يخرج كرتا من جيبه الخلفي في الملعب الصومالى . السيد صلاح قوش ونائبه محمد عطا يعرفان تماما اهمية ما يقومان به بين مقديشو و طهران. ترميم الجسور الممدودة مع المحاكم الشرعية منذ ان كان قادتها طلابا هنا في جامعات السودان ، تظهر امكانية اوراق لعب اقليمية يمكن استثمارها في الوقت المناسب. الصومال الذي يسبب الآن هاجسا لامريكا ولدول المنطقة لم يقبل الا بالسودان وسيطا في أزمته ، وتلك اشارة الى ما يتمتع به السودان من قبول في شرق افريقيا، خاصة بعد تسوية ملفاته مع اريتريا. النجاح الذي حققه الامن السوداني ( ولانقول الدبلوماسية السودانية) في صراع الصومال فشلت في تحقيقه الجارتان اثيوبيا وكينيا. الغريب ان الصومال والسودان يواجهان ذات القضية، التدخل الخارجي. الذين تابعوا زيارة الرئيس البشير لطهران ادركوا ان الحكومة تلعب كرتا يضغط على اعصاب المعنيين بالامر في واشنطن . ففي الوقت الذي تسعي فيه امريكا لعزل ايران عن محيطها الجغرافي، يفتح السودان ثغرة خطرة في جدار الحصار الذي تحاول الدول الغربية احكامه حول ايران. تأتي زيارة السيد صلاح قوش مدير المخابرات السودانية لتبلغ ذات الرسالة.لا بل تحاول ان تطورها في اتجاه اوضح بحديث مباشر حول رغبة السودان في امتلاك طاقة نووية لاغراض سلمية. خلخلة الجدار العربي من الخلف غير مسموح بها ، خاصة في ظل الاوضاع المتدهورة في المشرق العربي. لايعني امتلاك الانقاذ لكروت مهمة للتعاطي مع المجتمع الدولي انها ستنتصر علىه ، ولكن من المؤكد ان جهنم بالإمكان فتحها في الاقليم ، كما ان السودان سيصل بلاشك لمرحلة الدولة المنهارة وستفتح جنة للارهابيين هنا. السؤال الذي خطر ببالى هو الا يخشى الاسلاميون من فناء وطن جاءوا لانقاذه على ايديهم ؟.