ثــورة 1924 وتـزيـيـف التــاريخ فى السـودان والـمسـكـوت عنه حولها..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 12:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سفيان بشير نابرى(سفيان بشير نابرى)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-21-2007, 08:07 PM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ثــورة 1924 وتـزيـيـف التــاريخ فى السـودان والـمسـكـوت عنه حولها..


    تحية وتقدير للجميع ..

    في بوست للترحيب بالاخ الفاضل / علي عبد اللطيف (حفيد قائد ثورة اللواء الابيض)
    بدأت كثير من الكتابات المهمة مما يعني أننا ولاول مرة (سودانية) سنعتني بأن
    ننبش في الماضي ونستدعي كثير من الاوراق والكتابات عن تاريخ ثورة اللواء الابيض
    وما خفي عنها عمداً وكل الذي تعرضوا لها قادة تلك الثورة .
    ولان البوست هذا :- علي عبد اللطيف بدمه بيننا !! مرحباً مرحباً ..
    هو من أجل الترحيب بالاخ الدكتور / علي عبد اللطيف لوصوله لنا في هذا الفضاء
    لذا افترع هذا البوست وانقل به جل المداخلات المهمة في شأن ثورة اللواء الابيض حتي لا يختلط الامر بين الترحيب وقضية البحث في ثورة اللواء الابيض.
    Quote: إن المدخل الحقيقى للفهم الصحيح لأى حدث هو التحليل العميق له، دوافعه، ملابساته، وظروفه وهذا للأسف ما لم يحدث مع ثورة 1924م فى السودان. فنجد البعض يروى أحداثها برواية الاستخبارات الانجليزية نقلاً عن ارشيفها. والبعض الآخر يتحدث عنها بلغة العرق والقبيلة، وآخرون يتحدثون عنها نقلاً عن النسخة المحرفة لتاريخ السودان الحديث. ويعزى السبب فى صعوبة فهم أطروحات تلك الثورة هى إنها تتكلم بمصطلحات لم يتربى عليها كثيرون بعد ان أسقطها المستعمر من قاموسنا وتكالب على دفنها أولياه من السودانيين ألا وهى مصطلحات القومية.



    معاوية أحمد البدري
    حفيد البطل علي عبد اللطيف
    الرأى العام السبت23يوليو2005


    Quote: ألتنبيه باهمية على عبد اللطيف و ثورة 1924 في الوقت الحاضر يرجع ألى
    تحريكه من قبل الحركه الشعبية كرمز تاريخى يلخص مفهوم السودان الجديد.
    المرحوم جون قرنق رددها أكثر من مرة ان الحركة الشعبية تتمة لما
    ابتدئتة جمعية اللواء الابيض.

    وعلى عبد اللطيف أول قائد شعبي لفظ عبارة ’الامة’ بمعنى الشعب السودانى
    وثورة 1924أول حركة جسدت القومية السودانية بالمعنى الحديث وأدخلتها
    قاموسنا السياسى كمفهوم يدل على تعددية تشمل الجميع، قبلها كان هنالك
    عرب وسودانيين(اى من انحدر من اصول افريقية)وموّلدين. وكما يقولون،
    واجهوا مشكله سيدنا آدم: سموا اشياء لم تلقب من قبل. نحن سودانيين اليوم
    لانهم أطلقوا علينا هذة الصفة


    Quote: من المعلوم إن ثورة 1924 تعتبر حجر الزاوية في تاريخ السودان الحديث حيث قام الإنجليز على إثرها بوضع كثير من السياسات التي مازلنا ندفع ثمنها حتى اليوم.
    إن حقيقة كون ثورة 1924 هي ثورة قومية سودانية مثلت و حركت كامل عناصر المجتمع السوداني الثورة هي حقيقة لا جدال عليها والذي ينظر إلى الصورة الفوتوغرافية لقادة هذه الثورة يرى كل ألوان الطيف السودانية. هذه الثورة دفع فيها الغالي والنفيس من الأرواح والأعمار التي أفنيت في السجون وغيرها من التضحيات ولكن كل ذلك الثمن يهون أمام ميلاد القومية السودانية التي تمخضت عن تلك.
    أن الكثير من تاريخ تلك الثورة ظل مكتوم في صدور أبطالها و الذين عاصروها وهم بيننا إلى أن مات معظمهم ولم يتكبد باحثينا عناء إخراج ذلك الكنز الدفين ، كما ظلت كثير من وثائقها التي لم تصل إليها أيادي المستعمر حبيسة خزائن أهالي أبطالها لم يكفلها باحثينا لاطلاق سراحها وعوضا عن ذلك توجه معظمهم إلى نشرات ووثائق الاستخبارات البريطانية وجعلوها قرأنا يتلى لحاجة في نفسهم فاصبح المستعمر هو الخصم والحكم .
    بحكم صلتي الوثيقة بهم فقد نال أبطال تلك الثورة قسطا وفيرا من تجاهل الباحثين رغم احتفاظ أهاليهم وتداولهم الحقيقة والوثائق جيل بعد جيل و التي لم يسأل عنها أحد لعقود من الزمان، في حين تسمع وتقرأ وترى عن سيرة أبطالها العجب العجاب بما يجود به خيال هولاء وألسنتهم. ذلك الواقع لا ينفى حدوث بعض المحاولات الخجولة من بعض الباحثين وان كانوا في أغلبيتهم مصريين.
    في عام 1985 طرقت بابنا باحثة قادمة من اليابان تدعى يوشيكو كوريتا فكان ذلك والحق يقال هو ميلاد أول محاولة حقيقية وعلمية وشاملة لتوثيق ثورة 1924 بأخذ المعلومة من مصادرها المختلفة وليس أرشيف الاستخبارات الإنجليزية فقط واعتباره مصدر محايد ونهائي. لم يسبق تلك المحاولة أو يعقبها أو يضاهيها وزنا إلا محاولة أخرى بواسطة الباحثة الينا فيزادينى بعد عشرون عاما بالتمام والكمال أقول ذلك كشاهد و متتبعا لعمل الباحثة كوريتا منذ بداياته. الحقيقة إن منهج يوشيكو كوريتا كان هو الموضوعية والإيجابية والتحقق من صحة المعلومة وذلك بشتى الوسائل ، الشي الذي ينقص كثيرا ممن تناول و يتناول تلك الثورة من الباحثين. قامت تلك الباحثة بالذهاب إلى معظم الأماكن التي لها علاقة بالبطل على عبد اللطيف بداء من الخندق مرورا بمدني و الدويم وأماكن أخرى وذلك للتحقق من المعلومة التاريخية وصاغت كل ذلك في عدة أوراق علمية تم تمليكها فيما بعد إلى الشعب السوداني من خلال كتاب يملاء المكتبات. وتضح شمولية بحثها جليا في استقائها المعلومة من جميع الأطياف بلا استثناء سواء كانت المؤيدة أو المناوئة للثورة داخليا وخارجيا ، أضف إلى ذلك تنويعها في مراجعها من وثائق سودانية وأجنبية و كتب وروايات شفهية ومقابلات مما أضفى على بحثها القوة. وزيادة على ذلك فقد تمت مناقشة أوراقها العلمية في عدة مؤتمرات متخصصة في بريطانيا وغيرها.
    إن الباحثة تناولت مفهوم الوطنية عند جمعية اللواء الأبيض و دور العنصر الزنجي السوداني في ثورة 1924 ثم ربطته بأدوار تاريخية أخرى إبان الحقبة التركية و المهدية و عبر تلك الأدوار تطرقت لمفهوم الوطنية عند هولاء، الباحثة لها مطلق الحرية في تناول ما تشاء من مواضيع طالما التزمت بالحقيقة العلمية و التحليل السليم الموضوعي ، إن هذا العنصر الزنجي هو عنصر أصيل في التكوين السوداني و لا آري أين تكون تلك العرقية أو ذلك ( التنافر و النشاز) في تناول دورهم في التاريخ الوطني.
    وعلى عكس كاتب المقال الذي يرى أن الباحثة لديها تحليل تاريخي عجيب وغريب فان ما تستخلصه من ذلك الكتاب هو أن الزنوج ’المنبتين قبليا’ كما تسميهم الباحثة وفقا لتصنيف الإنجليز لهم والذين هم من روافد تلك الثورة وغيرهم كانوا اكثر استعدادا لقبول وتبنى مبادئي القومية والوطنية في 1924 وتمثل ذلك في شخصية البطل على عبد اللطيف الذي اتخذته الباحثة مدخلا لدراسة تلك الحقبة.
    بيد إن كاتب المقال كما يبدوا يتحفظ على أي ذكر للزنوج ’المنبتين قبليا’ في تاريخ السودان بدعوى العرقية وهذا ما قاله في الحوار الذي دار بقاعة الشارقة الصغرى و الذي تشرفت بحضوره بدعوى كريمة من الباحثتين. حيث ذكرت بروفيسور يوشيكو ما مفاده أن من خلال بحثها في تاريخ السودان وجدت أن العنصر الزنجي في ثورة 1924 هم أحفاد عناصر زنجية سودانية سبق لها أن قادت نضال قبل المهدية من خلال ثورات الجهادية ومع المهدية ضد الأتراك وقامت بالربط بينهم، وفى اعتقادي أن مثل هذا الربط يعتبر من الإضافات الجديدة التي تقف في وجه الادعاء بان الثورة من صنيع المصريين وان لا قبل للسودانيين بصنع مثل تلك الثورة.
    إنني لا أراها عرقيه أو عنصرية أن يذكر في التاريخ أن المك نمر قد نكل بالمستعمر وان أجداد الشايقية قد وقفوا في وجه مستعمر أخر لان كل تلك الروافد تصب في معين واحد وهو كفاح الشعب السوداني ضد الاستعمار. ولكن أضحى واضحا إن الاتهام بالعرقية والفئوية والعنصرية اصبح يستخدم مثل قميص عثمان يدان به كل من تسول له نفسه الحديث عن طوائف معينة من أهل السودان . إن العرقية فعلا هي محاولة رفض وتناسى التباين العرقي في تكوين المجتمع السوداني بما يترتب على ذلك من هضم دور و ثقافة الأخر بينما الأجدر هو استيعاب ذلك التباين في وعاء اكثر شمولية كما حاول البطل على عبد اللطيف عندما أسس جمعية قبائل السودان المتحدة وذلك قبل تكوينه جمعية اللواء الأبيض.
    يقودنا هذا التحفظ على كاتب المقال إلى عدة أسئلة تحتاج إلى إجابة:
    • لماذا يتهم الناس عندما يتم التحدث من منطلق وجود التباين العرقي في السودان وسكانه و يعتبر ذلك عنصرية وقبلية وفئوية ؟
    • لماذا ظلت أكوام وأكوام من الوثائق عن تاريخ ثورة 1924 في طي النسيان حتى يأتى باحثون من اليابان وإيطاليا ليبحثوها ولماذا التشكيك في قدرهم و نواياهم؟
    • هل دور العناصر الزنجية في تاريخ السودان يعتبر عيبا مشينا يتحاشى الناس الكتابة عنه ؟
    • هل قراء كاتب المقال كتاب يوشيكو وإذا كان قد فعل فعليه إن يشرح لنا علميا أين يوجد تحليلها العجيب و الغريب؟
    • هل تكون كوريتا قد أنكرت دور العناصر الأخرى في تاريخ هذا البلد عند ذكرها دور العناصر الزنجية ؟
    • من هو العرقي و العنصري حقا في هذا البلد ؟
    كفانا تباكيا من وراء قميص عثمان واعتقد أن عهد الاستعباد الفكري قد ولى......
    أخيرا كأحد مواطني هذا الوطن أود أن اشكر بروفيسور يوشيكو كوريتا ومن بعدها الباحثة الينا فيزادينى ونتمنى أن يأتى اليوم الذي نشكر فيه أحد الباحثين السودانيين.


    معاوية احمد البدرى

    Quote: مايلى مقال آخر لمعاوية إقتبس منه عبد الغفار اعلاه.
    وفى رآي تغييب ذلك التاريخ الحافل بالابداع والتضحيات وانكار حقائقه هو
    من اعراض عدم اكتمال مشروعنا الوطنى لبناء امة قائمة على
    قومية مدنية تصون تعدديتنا وتضمن لنا حرية الفكر والكلمة وتتساوى تحت
    ظلها حقوق وواجبات المواطنة..
    وهى القيم التى ناضل من اجلها على عبد اللطيف وصحبه.

    حقيقة الصراع والإخفاء في تاريخ السودان الحديث

    إن الأحداث آلتي تجرى في السودان ألان وحقيقة إخفاء الحقائق الجلية في تاريخ السودان الحديث لا يمكن فهمها بمعزل عن فهم حقيقة الصراع السوداني السوداني في بدايات هدا القرن .وهو صراع دار حول الإطار الذي يجب أن يكون عليه المجتمع السوداني حديث التكون في المدن آنذاك .
    تبلور هذا الصراع وطفا إلى السطح خلال حقبة العشرينات وخصوصا خلال أحداث ثورة 1924 . في تلك الفترة كان هنالك تياران رئيسيان في المجتمع السوداني . تيار القوى الحديثة الناشئة وهى عرقيا تشمل مزيج من أهل السودان الذين حط بهم الرحال في الخرطوم و المدن الكبيرة في السودان وذلك بعد أن حطت الحرب أوزارها وانطفأت جذوة القتال وبذلك هم أيضا مزيج من بقايا جيوش المهدية و العناصر السودانية التي رافقت الجيش الإنجليزي الفاتح ،أضف إلى ذلك العناصر التي جاءت مع التركية السابقة و أثرت البقاء في السودان ولا ننسى أيضا العناصر من قبائل وسط السودان التي أثرت حياة المدن على البادية .
    مهنيا كان هذا التيار يشمل ألوان طيف عديدة من ألافندية وهى طبقة الموظفين في ذلك الزمان وصغار التجار و العمال و ا لحرفيين و المزارعين وضباط الجيش وغيرهم.
    أما فكريا فكانت أيدلوجية هذا التيار الحديث هي رفض الولاء العرقي و القبلي و الطائفي و البحث عن هوية مشتركة تجمع الجميع بغض النظر عن التباين الموجود.هوية قادرة على صهر هذه التناقضات لا تزكية نارها. ولذلك جاء المولود الجديد وهو الهوية السودانية الصرفة التي لا ترتكز على أساس عرقي أو قبلي أو طائفي ويكون فيها شرط الموطنة هو فقط الانتماء لهذا الوطن وفى ذلك فليتنافس المتنافسون.بذلك كان ثورة 1924 هى المخاض. وكانت أحداث تلك الثورة بلورة أهازيج هذا التيار وفكرهم الثوري الذى يعتبر تطور للفكر الثوري للمهدية الذي حاول جمع أهل السودان في بوتقة واحدة وان اختلفوا عنه في الإطار و طريقة التنفيذ.
    كان هذا التيار الحديث حديثا بمعنى الكلمة حيث حاول الخروج من التقوقع في المحلية و الارتباط بالتيارات الثورية الناشئة في العالم عقب الحرب العالمية الأولى. فخاطب البلشفيين بتعابيرهم واستلهم آليات غاندي في الثورة السلمية و تبناها أبطاله ،فكان رصاصهم المقالات و جيشهم التظاهرات، كما توثقت علاقاتهم بالثوريين المصريين الذين تسلموا دفة الحكم في مصر بعد ثورة 1919 فكانت رسائل البطل على عبد اللطيف لسعد زغلول. كما انه ليس بالمستغرب إن يكون محمد نجيب زعيم الضباط الأحرار في مصر هو رفيق البطل على عبد اللطيف في المدرسة الحربية وصديق شخصي له.حداثة هذا التيار كانت في دعوتهم الشاملة الجامعة. كانت في طريقة التعبير عن الرأي كانت في سمو و رقى الطرح، حداثتهم كانت في سنهم الصغير نسبيا.كانت في زغاريد النساء مع كل مظاهرة تخرج.حداثتهم كانت في طرحهم لرؤى إقليمية تبلورت بعد ذلك في نهايات القرن الفائت.
    كان هذا التيار على استعداد أن يدفع الغالي والنفيس من اجل تلك الهوية النفيسة ،وكانت درره تخرج من قلبه من قلب الشعب فكان يقدم القرابين من افضل ما لديه من الرجال وكشف حسابه في هذا المجال طويل يصعب جرده من قائمة الأبطال على عبد اللطيف ،عبيد حاج الأمين، عبد الفضيل الماظ، ثابت عبد الرحيم،....الخ.
    إن تيار القوى الحديثة في السودان قد استبق كثير من رصفاه فى حركات التحرر في أفريقيا والشرق الأوسط بتقديم بوتقة إنتاجه في ثورة 1924 وذلك قبل أن تتبلور هذه الأفكار التحررية في المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية ويظهر قادتها المعروفين.ولذلك كان إخماد هذه الثورة هو نهاية البداية لتيار القوى الحديثة في السودان.
    في الجانب الأخر من المجتمع السوداني كان هناك تيار النبلاء والزعماء التقليديين سواء كانوا طائفيين أو القبليين الذين قام الإنجليز بتقوية شوكتهم لمجابهة القوى الحديثة في المجتمع السوداني. وكانت رؤية هذا التيار أن المجتمع السوداني مكون من طبقتين طبقة عامة الشعب وطبقة السادة وان كان هنالك من أحد يحق له إن يرث السودان فهي تلك الطبقة. فهم ذوى الأصول النبيلة و الشجرة الظليلة، وكان هذا لسان حال صحيفتهم حضارة السودان عندما قدم إليهم البطل على عبد اللطيف مقالته الشهيرة عن مطالب الأمة لنشرها فتسألوا عن اصله وقالوا ان الأمة السودانية يجب أن يتكلم عنها فقط ذوى الأصول النبيلة .وكانت وجهة نظرهم تتطابق مع رأى الإنجليز الذين كانوا ينعتون كل من ينكر الولاء القبلي والطائفي والعرقي بالاوطنى .وكان هذا التيار ومازال على استعداد أن يأخذ لا أن يعطى فكان يتلقى الدعم المادي والمعنوي من المستعمر .وهو تيار لم يكن يرتكز على قواعد شعبية و إنما على الؤلاأت العمياء ولم يكن له فكر سياسي يقدمه لان زعامته ليسوا بسياسيين و إنما ورثة ولاأت ولذلك لم يستطيعوا أن يقدموا الطرح السياسي والبطل النموذج عندما ألت إليهم المقاليد في ما بعد. وقد تبلورت قمة نشاطات هذا التيار في رحلة الولاء و الطاعة لملكة بريطانيا والتي خلعت فيه لقب سير على بعض قادة هذا التيار ،وهذه الرحلة وأغراضها وأهدافها تم إخفائها بعناية من تاريخ السودان الحديث كما تم إخفاء أراء قادة تيار النبلاء في ثوار 1924 والثورة.
    وكما دائما عهدنا في السودان فان الرياح تهب بما لا يشتهى هذا الوطن فكانت الغلبة بعد ثورة 1924 لتيار النبلاء واعدم قادة القوى الحديثة وزج بالباقي في السجون حيث الموت ببطء وانتكثت القوى الحديثة وأفكارها وسادات الروية التقليدية لتيار النبلاء الذي لم يكن لديه الكثير ليقدمه سوى الحفاظ على نفوذه وتم الاستقلال وهذا التيار هو السائد ليصل السودان إلى ما هو عليه ألان بعد 80عاما من أطروحة القوى الحديثة في ثورة 1924عن الهوية السودانية والإطار الحقيقي للمجتمع السوداني.
    فيما استطاعت الأمم الأخرى أن تحافظ على زخم تيار القوى الحديثة وقادته كما حدث في الهند و دول العالم الأخرى .فان تيار القوى الحديثة في السودان لم يستفق من كبوته في ثورة 1924 واصبح بعد ذلك يدور في فلك الطائفية و العرقية والقبلية لتختزل حكومات ما بعد الاستقلال إلى يومنا هذا في تلك الرؤى الضيقة. في حين إن ذلك التيار استفاق في مصر بعد كبوته بسقوط حكومة الوفد في مصر بعد أحداث 1924 في السودان و أعاد تشكيل نفسه في تنظيم الضباط الأحرار وتسلم السلطة في 1952 وقدموا النموذج الرائع واعتقد شخصيا أن أحد أسباب ثبات واستقرار الدولة في مصر هو انه تم إنشائها وفقا لرؤية القوى الحديثة في المجتمع وليس القوى التقليدية عديمة الرؤية السياسية و الوطنية كما هو لدينا في السودان هذا هو بعض المسكوت عنه والحقيقة التي لا تقال للناس.
    أن المدخل الحقيقي لعلاج أي داء هو التشخيص الدقيق له و لا يتأتى ذلك مع إخفاء أعراضه لذلك أرى إن المدخل الحقيقي لعلاج مشاكلنا في السودان هو مواجهة الحقائق والتعامل معها وليس تناسيها والالتفاف حولها و يقتضي ذلك فيما يقتضي إعادة كتابة التاريخ بصورة متجردة يلبس فيها الجميع جلبابهم الحقيقي، وإلا فأين تلك العبرة من تاريخ يتم فيه كتم الحق و إلباسه بلباس الباطل.

    معاوية احمد البدرى
                  

العنوان الكاتب Date
ثــورة 1924 وتـزيـيـف التــاريخ فى السـودان والـمسـكـوت عنه حولها.. سفيان بشير نابرى01-21-07, 08:07 PM
  Re: ثــورة 1924 وتـزيـيـف التــاريخ فى السـودان والـمسـكـوت عنه حولها.. عبدالغفار محمد سعيد01-21-07, 08:47 PM
    Re: ثــورة 1924 وتـزيـيـف التــاريخ فى السـودان والـمسـكـوت عنه حولها.. عبدالغفار محمد سعيد01-21-07, 08:54 PM
      Re: ثــورة 1924 وتـزيـيـف التــاريخ فى السـودان والـمسـكـوت عنه حولها.. عبدالغفار محمد سعيد01-21-07, 09:26 PM
  Re: ثــورة 1924 وتـزيـيـف التــاريخ فى السـودان والـمسـكـوت عنه حولها.. سفيان بشير نابرى01-21-07, 09:13 PM
    Re: ثــورة 1924 وتـزيـيـف التــاريخ فى السـودان والـمسـكـوت عنه حولها.. عبدالغفار محمد سعيد01-23-07, 07:06 PM
      Re: ثــورة 1924 وتـزيـيـف التــاريخ فى السـودان والـمسـكـوت عنه حولها.. عبدالغفار محمد سعيد01-23-07, 08:10 PM
        Re: ثــورة 1924 وتـزيـيـف التــاريخ فى السـودان والـمسـكـوت عنه حولها.. سفيان بشير نابرى01-25-07, 12:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de