نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-02-2024, 00:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2011, 08:03 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية (Re: محمد عثمان الحاج)

    نهاية النمو الاقتصادي: المصرفيون في مواجهة الرأسمالية
    في كوكب محدود الموارد لابد أن تكون هناك نهاية للنمو الاقتصادي. العصر الصناعي عجل بسيرنا نحو تلك النهاية عبر القرنين الماضيين. ظل الإنتاج يزداد كفاءة وازداد توسع الأسواق وفي النهاية وصل مفهوم النمو الاقتصادي المستمر للأبد لنقطة تناقص العائدات.

    في حقيقة الأمر وصلنا لتلك النقطة حوالي العام 1970. منذ ذلك الحين لم يحاول رأس المال البحث عن النمو عبر زيادة الإنتاج بل بمحاولة استخلاص أرباح أكبر من مستويات إنتاج ثابتة، ومن هنا كان اللجوء للعولمة التي نقلت عملية الإنتاج للمناطق التي يتقاضى العمال فيها أجورا منخفضة، ووفرت بذلك هامش ربح أكبر. ومن هنا ظهرت أسواق العملات والمشتقات التي تخلق وهم إلكتروني بوجود نمو اقتصادي دون أن تنتج أي شئ ملموس في العالم الحقيقي. لمدة قاربت الأربعين عاما تم إبقاء المنظومة الرأسمالية مستمرة بواسطة هذه الآليات المتعددة والتي لم يكن أيا منها منتجا بالمعنى الحقيقي للكلمة. ثم وفي عام 2008 انهار هذا البناء الورقي فجأة وجعل المنظومة المالية العالمية تجثو على ركبتيها.

    الدارس لسقوط الحضارات يعلم أن الفشل في التأقلم يؤدي للنهاية. هل سقطت حضارتنا في ذلك الفخ؟ كان لدينا قرنين من النمو الاقتصادي الحقيقي وذلك عندما كانت حركية نمو الرأسمالية متناغمة مع واقع النمو الصناعي، ثم أعقبت ذلك أربعة عقود من النمو الاصطناعي: الرأسمالية التي يتم إبقاؤها على قيد الحياة عن طريقة بناء ورقي. والآن بعد أن تهاوى البناء الورقي يبدو أن كل الجهود تتجه نحو استعادة النمو! من السهل جدا الوصول لانطباع أن حضارتنا دخلت مرحلة الانهيار من وجهة نظر مبدأ الفشل في التأقلم.

    مثل هذا الانطباع سيكون صحيحا من ناحية وخاطئا من ناحية أخرى. لكي نفهم الواقع الحقيقي يتوجب علينا أن نفرق بوضوح بين النخبة الرأسمالية وبين الرأسمالية نفسها. الرأسمالية هي نظام اقتصادي يحركه النمو الاقتصادي في حين أن الرأسماليين هم أناس استطاعوا السيطرة على العالم الغربي طيلة الفترة التي ظلت فيها الرأسمالية فاعلة خلال القرنين الماضيين. الرأسمالية الآن انتهى عصرها والنخبة المصرفية تعلم ذلك، وهم يتأقلمون.

    الرأسمالية كانت هي المركبة التي حملت الرأسماليين للسلطة المطلقة، لكنهم ليس لديهم إخلاص لتلك المنظومة بنفس الكيفية التي تقول بأنه ليس لديهم إخلاص لبلد معين أو لأي شئ أو لأي شخص. مثلما ذكرنا سابقا فهم يفكرون بمستوى العالم بكامله ويعتبرون الدول والسكان مجرد بيادق شطرنج. هم يحددون ما هو المال ويصدرونه، بالضبط مثل المصرفي في لعبة المنوبولي. يمكنهم أيضا أن يصنعوا لعبة جديدة بعملة من نوع جديد. لقد تجاوزوا منذ زمن طويل أي حاجة للاعتماد علي أي منظومة اقتصادية معينة لكي تستمر سلطتهم. لقد كانت الرأسمالية ملائمة في فترة النمو الاقتصادي السريع. بالنسبة لفترة عدم النمو الاقتصادي هناك لعبة جديدة يجري تجهيزها.

    لذلك فالرأسمالية لم يتم السماح لها بأن تموت ميتة طبيعية. بدلا من ذلك يتم تفكيكها بالهدم المتحكم فيه. في البداية تم وضعها في منظومة لإبقاءها على قيد الحياة مثلما ذكرنا سابقا وذلك عن طريق العولمة و الخصخصة وأسواق العملات وغيرها، ثم تم حقنها بعقار قتل الرحمة في شكل فقاعات أسواق العقارات والمشتقات السامة، وفي النهاية قام مصرف التسويات المصرفية في بازل الذي هو المصرف المركزي للمصارف المركزية بنزع أنبوب التغذية عندما أعلن مبدأ مساواة القيمة الافتراضية بالقيمة الحقيقية الأمر الذي جعل جميع المصارف التي تمسك بالمخاطرات مفلسة على الفور، رغم أنه مر زمن قبل أن تضح تلك الحقيقة. كل خطوة في تلك العملية تم تدبيرها بدقة من جانب زمرة البنوك المركزية.

    نهاية الاستقلال وعودة النظام القديم

    مثلما تمت إدارة الانهيار المالي بدقة، فكذلك تم تجهيز سيناريو ما بعد الانهيار ببرامج إنقاذه الانتحارية، وقصرت الميزانيات الخاصة بالدول عن الإيفاء بالمتطلبات فلم يكن لديها الاحتياطات اللازمة لإنقاذ مصارف مفلسة، لذلك لم تكن التزامات الإنقاذ سوى وقوع الحكومات في ديون هائلة. ولكي يتم الإيفاء بمتطلبات الإنقاذ يجب أن يتم استدانة المال من نفس المنظومة الاقتصادية التي يجري إنقاذها!

    لم يكن الأمر هو أن المصارف كانت أكبر من أن تفشل، بل الأمر كان هو أن المصرفيين أقوى من أن يفشلوا: لقد قدموا للسياسيين عرضا لا يمكن أن يرفضوه: في الولايات المتحدة قيل للكونغرس أنه في حالة عدم القيام بإنقاذ فسيتم إعلان الأحكام العرفية في اليوم التالي. في إيرلندا قيل للوزراء أنه ستكون هناك فوضى اقتصادية وثورات في الشوارع. ولكن في الحقيقة مثلما حدث في آيسلندة فالطريقة المعقولة للتعامل مع المصارف المفلسة كانت هي وضعها تحت إدارة تعينها المحاكم.

    كانت نتيجة عمليات الإنقاذ المملاة هي تحويل الديون من المصارف لخزائن الدول، وتم تحويل ديون البنوك لديون دولة وعجز في الميزانيات. وهكذا فلا يصعب التنبؤ بأن الدول أصبحت هي التي في حاجة لإنقاذ اقتصادي وهذا الإنقاذ يأتي بشروط. بدلا من أن تصبح البنوك تحت إدارة محاكم الإفلاس فقد أصبحت الدول تحت إدارة تلك المحاكم.

    شرح جون بيركنز في كتابه “اعترافات قاتل اقتصادي” كيف أن العالم الثالث تم استدراجه خلال العقود العديدة الماضية عبر الضغط والخداع بطرق مختلفة ليصبح مكبلا بديون أبدية صممت بحيث لا يمكن سدادها بل يجب إعادة تمويلها بصورة دورية وكل دورة تمويل تزيد من تكبيل الدولة بالديون وتجبرها علي الخضوع لأوامر أشد قسوة من جانب صندوق النقد الدولي. عن طريق الانهيار المالي المخطط وعملية الاحتيال المبنية على أساس أن المصارف أكبر من أن تفلس، عبر المصرفيون الحاجز الأخير، وأصبح برنامج القاتل الاقتصادي يتم تنفيذه هنا في العالم الأول نفسه.

    في أوربا فإن أول مجموعة دول ستنهار هي ما يسمى بالخنازير (كلمة الخنازير بالانجليزية تكونها الحروف الأولى من اسم كل دولة PIGS) وهي البرتغال وايرلندة واليونان وأسبانيا. إن خرافة أن الخنازير يمكنها أن تصمد أمام عمليات الإنقاذ مبنية على فرضية أن حقبة النمو الاقتصادي اللامحدود ستعود. لكن المصرفيين يعلمون جيدا أن ذلك سوف لن يحدث. في النهاية ستعجز الخنازير عن السداد وحينها ستنهار بقية الأقطار الأوربية وكل ذلك ضمن سيناريو هدم متحكم فيه.


    عندما تخضع دولة لأن يتم تكبيلها بالديون فإنها تكف عن كونها دولة مستقلة تحكمها عملية سياسية داخلية، وبدلا من ذلك تقع تحت إملاءات صندوق النقد الدولي. مثلما شاهدنا في العالم الثالث وما نشاهده يحدث الآن في أوربا فإن هذه الإملاءات تتعلق بالتقشف والخصخصة: ممتلكات الدولة يتم التخلص منها أو خصختها، ويتم بيع الأرصدة الوطنية، شيئا فشيئا عبر عملية هدم متحكم فيها يتم تفكيك نموذج الدولة الوطنية، وفي النهاية تصبح وظيفة الدولة الأساسية هي التحول لدولة بوليسية تقمع شعبها وتجمع الضرائب لدفعها للمصرفيين.

    في واقع الأمر عملية تفكيك الدولة الوطنية بدأت قبل زمن طويل من الانهيار المالي عام 2008. في بريطانيا والولايات المتحدة بدأ الأمر عام 1980 بريغان وتاتشر. في أوربا بدأت عام 1988 بمعاهدة ماستريخت. العولمة عجلت بعملية التفكيك عن طريق تصدير فرص العمل ونقل الصناعات لبلاد أخرى وعن طريق اتفاقيات التجارة الحرة وعن طريق إنشاء منظمة التجارة العالمية التي تمنع وضع العوائق التجارية، الأحداث التي تلت 2008 سرعت عملية كانت قد بدأت قبل ذلك بزمن.

    الانهيار و الإنقاذ والفشل التام في اتباع أي برنامج استرجاع فعال يرسل إشارات واضحة: سيتم السماح للمنظومة بالانهيار الكامل وبذلك تترك المجال مفتوحا للـ “حل” الذي تم إعداده سلفا: في حين أن الدولة الوطنية تنهار فإنه يتم إعداد منظومة عالمية لتحل محلها. ومثلما رأينا في منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والقطع الأخرى الخاصة بحكومة العالم التي هي في الطور الجنيني، فإن المنظومة العالمية الجديدة سوف لن تتظاهر بأنها تمثل الجماهير أو تتبع نظاما ديمقراطي. سيكون الحكم عن طريق أوتوقراطيات بيروقراطية عالمية تتلقى أوامرها مباشرة أو غير مباشرة من الزمرة المصرفية.

    في كتابه “ عولمة الفقر” يشرح مايكل تشوسودوفسكي كيف أن العولمة وتصرفات صندوق النقد الدولي خلقت فقرا مدقعا في العالم الثالث عبر العقود العديدة الماضية. ومثلما يمكننا رؤيته من التركيز الدرامي على التقشف عقب الانهيار والإنقاذ فإن مشروع صنع الفقر هذا عبر الحاجز الأخير ودخل في العالم الأول. في هذه المنظومة العالمية الجديد سوف لن تكون هناك طبقة وسطى غنية. في الواقع سيكون النظام الجديد مماثلا بشكل كبير لعصر الملوك والإقطاع ( النظام القديم)، المصرفيون هم الآن العائلة المالكة والعالم بكامله هو مملكتهم. التكنوقراطيين الذين يديرون البيروقراطيات العالمية و موظفي الماندارين الذين يظهرون على أساس أنهم سياسيين في البلدان المتبقية سيكونون الطبقة العليا المنعمة. بقيتنا وهم الغالبية العظمى سنجد لأنفسنا دور الفلاحين المعدمين إذا ساعدنا الحظ وكنا ضمن من يبقى على قيد الحياة بعد الانهيار.


    قال هنري كسنجر في حديثه في اجتماع البلدربرغرس في افيان في فرنسا في 21 مايو 1970: “ اليوم سيغضب الأمريكيون إذا دخلت قوات الأمم المتحدة لوس أنجلوس لاستعادة النظام لكنهم غدا سيكونون ممتنين إن حدث ذلك. وسيكون ذلك أشد فعالية إذا قيل لهم أن هناك تهديد خارجي سواء كان حقيقيا أو مصطنعا يهدد وجودنا، حينها ستتوسل شعوب الأرض لقادة العالم لإنقاذنا من ذلك الشر. الشئ الوحيد الذي يخاف منه كل إنسان هو المجهول. عندما يجد الناس أنفسهم في مواجهة هذا السيناريو سيتم التخلي طواعية عن الحقوق الشخصية مقابل ضمان سلامتهم من جانب حكومتهم العالمية”.

    يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد عثمان الحاج12-11-11, 11:59 PM
  Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية بدر الدين اسحاق احمد12-12-11, 05:30 AM
    Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد على طه الملك12-12-11, 07:28 AM
      Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية هشام المجمر12-12-11, 07:44 AM
        Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد عثمان الحاج12-12-11, 08:02 AM
          Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد عثمان الحاج12-12-11, 08:03 AM
        Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد على طه الملك12-12-11, 08:05 AM
        Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد عثمان الحاج12-12-11, 07:54 PM
          Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد عثمان الحاج12-15-11, 01:10 AM
            Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد عثمان الحاج12-15-11, 01:22 AM
              Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد عثمان الحاج12-16-11, 04:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de