قلة أدب

Quote: صلاح الدين عووضه لاتتحسسوا فوهات فطرتكم الدينية - والسودانوية - السليمة لترجموا صاحب هذه الزاوية بسبب العنوان أعلاه .. فهو وحد منكم - أي من صلب نقاء هذا الشعب - وليس ممن يشملهم تساؤل الطيب صالح : ( من أين أتى هؤلاء؟!) .. وحين هاتفنا البعض - قبل أيام – حاثّا ايانا على (الرقص) - بقلمنا - على ايقاع نغمات شريط (فيديو الرقص!!) ذاك اعتذرنا حفاظا على قلمنا هذا من الانزلاق نحو المحاذير الاخلاقية لحرمات ما هو (خاص!!).. فما يهمنا هو (العام) الذي يجري في الهواء الطلق وليس (الخصوصيات) التي العلم بها لا يفيد ، والجهل بها لا يضر .. والذي أضطرنا اليوم الى اختيار عنواننا الذي يبدو صادما هذا هو صدوره عن شخصية (عامة) ، في مكان (عام) ، في مناسبة (عامة) .. والشخصية العامة هذه سبق أن نسب اليها وصف الشعب السوداني - في فترة ما قبل الانقاذ - بـ (الشحاتين!!) .. بمثلما نسبت اليه (قلة الأدب !!) أعلاه بالأمس توصيفا للمعارضة حسبما أوردت الزميلة (آخر لحظة).. والمعارضة هذه – رغم رأينا السلبي تجاهها هذه الأيام – لم يعهد فيها جنوح نحو (قلة الأدب!!) طوال تاريخ نشاطها السياسي .. ثم انها لم يأت من تلقائها قول أو فعل يثير في الأنفس ذات الفطرة السليمة تساؤل أديبنا الطيب صالح ذاك ازاءها : (من أين أتى هؤلاء ؟!) .. فهم لم يخدشوا – يوما – حياء عاما .. ولم يطلقوا ( ساقطا!! ) من القول .. ولم يكن صدر أيّ منهم ( ضيقا حرجا كأنما يصعّد في السماء) .. ولم ينشئوا (بيوت أشباح !!) لمعارضيهم .. ومناسبة الاشارة الى (بيوت الأشباح ) هذه هو ورودها أيضا على لسان مصطفى اسماعيل وان كان في سياق نفي .. فقد قال أن الترابي وجماعته هم الذين فعلوا ذلك خلال السنوات العشر الأولى من عمر الانقاذ .. طيب ؛ ماذا فعلت أنت يا مصطفى- و(جماعتك) - لكيما تجعلوا أفعال جماعة الترابي هذه موافقة لأحكام الدين الذي ترفعون شعاراته ؟!.. أليس من الدين التبرؤ من فئة تفعل ما يغضب الله بافتراض أن الفئة هذه - وهي جماعة الترابي – كانت ذات (الكلمة العليا!!) في الانقاذ ؟!.. وألم يكن في مقدورك أنت يا مصطفى – على الأقل - تقديم استقالتك من مناصب تجعلك – أمام الله والناس والتاريخ – شريكا للترابي في جرائمه هذي ؟!.. نعم ؛ كان في مقدوره ذلك ، ولكن (الحاصل) أن المستاء من بيوت الأشباح الترابية هذا انحاز الى (صاحب الجرائم !!) في بدايات المفاصلة الشهيرة ثم مزّق استقالته سريعا – حسبما رشح آنذاك - وعاد الى حيث ( نعيم التمكين !!) .. واذ يحذر مصطفى جماعة الترابي الآن من الحديث عن (المحاسبة !!) ويقول ( انحنا بنعرف بعضنا كويس) فانه ينسى أن الترابي تحدّث ولم يستبق شيئا .. تحدث عما يستدعي المحاسبة من قبيل (محاولة اغتيال مبارك ) ، و( واعدامات رمضان ) ، و(واعدامات أصحاب العملة ) ، و(الفساد جراء غلبة شهوة السلطة) .. فلماذا لم يحاكم ( الأبرياء!!) - من جماعة مصطفى- الترابي على كلامه هذا بتهم (الكذب الضار!!)، و(اشانة السمعة!!)، و(الانتقاص من هيبة الدولة !!) ؟!.. والذي (دافنينوسوا ) كلّ من جماعة الترابي ومصطفى لا يهمنا اليوم في سياق حديثنا هذا - بحسبانه من شاكلة ( خلوها مستورة) – بقدر ما يهمنا ( الظاهر!!) من الأقوال .. و(الظاهر) من أقوال جماعة الترابي يخلو من الذي أشار اليه الحديث الشريف : ( ليس المؤمن بطعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذئ ).. فليس منهم من قال : ( أولاد الحرام !!) ، أو ( فليلحس كوعه !!) ، أو ( من كان رجلا فلينزل الى الشارع !! ) أو ( عليّ الطلاق !!) أو ( فليشربوا من البحر!!) .. كما انه ليس منهم من نسب اليه وصف أفراد الشعب السوداني بـ ( الشحادين !!!) .. أو نسب اليه وصف قوى المعارضة بـ (قلّة الأدب!!!) .. وكل أصحاب الأقوال والأفعال هذه الذي أثارت حيرة أديبنا العالمي فتساءل : ( من أين أتى هؤلاء؟! ) أعيد استوزارهم - بالمناسبة – للمرّة (المليون!!) .. ولا عزاء لذوي الفطرة ( الدينية ) و(السودانوية) السليمة الذين ان هم احتجّوا وصفوا بالذي جعلناه – مضطرين – عنوانا لكلمتنا هذه .. وصفوا بـ ( قلّة الأدب !!!!) . صلاح الدين عووضه [email protected]