|
|
 Re: شاهدوا هذا الفيلم الوثائقي قمة الروعة والجمال... (Re: Sudany Agouz)
|
مأساة الحلفاويين.. وخطيئة حكومة عبود (2) .. صحيفة التيار
في الستينيات عندما تَـمّ تكليف المرحوم داؤد عبد اللطيف مؤسس شركة دال في تهجيرالحلفاويين من وادي حلفا الى البطانة، لتفادي طوفان النيل، قال (إنهم يكلفوني بمهمة لـم يقم بها من قبـل إلاّ نبيُ الله نوح عليه السلام). وعندما جاء الرئيس عبود الى وادي حلفا للترتيب لتهجير الحلفاويين، بكى وذرف الدموع، وقال: (لم أكن أعرف أن وادي حلفا بهذا الجمال والروعة).. وقال له الشيخ محمد صادق برد قوي: (لقد خربت بيوتنا وحضارتنا وأمامك فرصة للتراجع عن الاتفاقية لأنها غير مُنزلة).. ولكن لم تجد كل النداءات اُذناً صاغية من حكومة عبود.. المرحوم أحمد خيري زعيم قبيلة ملك الناصر في وادي حلفا ظل مرابطاً في وادي حلفا، رفض الهجرة وقاوم طوفان النيل.. وقاوم فكرةالهجرة.. قال للمهاجرين: (يوماً ستندمون على رحيلكم من وادي حلفا، لا ارض تحتويكم في الدنيا غير أرضكم هذه، أرض أجداد وستعودون يوماً إليها)، ولكن لم تنجح محاولاته في إقناعهم. الآن حلفا الجديدة لم تعد صالحة للحياة، بأمراضها الكثيرة من الحميات والأمراض المعدية ومشروعها الزراعي الفاشل ونُدرة المياه، لذلك حدثت هجرة عكسية الى وادي حلفا منذ الثمانينيات، وفي السنين الاخيرة ازدادت الهجرة اليها وسافرت اُسركثيرة واستقرت هناك، وقادمون من منطقة وادي حلفا يتحدثون عن الحياة المريحة في تلك المنطقة، كل انواع الزراعة ناجحة ، وكوّنت كثير من قرى حلفا الجديدة جمعيات وسافرت الى وادي حلفا لعمل دراسة عن امكانية الزراعة هناك، ،ومازال الحلفاويون يتحدثون في مجالسهم عن الظلم الذي لحق بهم من التهجير، فحكومة عبود والحكومة المصرية آنذاك لم تلتزما بوعودهما وتنصلتا من كلالعهود التي ابرمت بينهما وبين لجنة التهجير، فالتعويضات لم تكن مرضية ولم يُدفع جلها والمستفيد من قيام السد الجانب المصري، والمصريون لم يشعروا يوماً بأن هنالك اُناساً تضرروا بسبب قيام السدالعالي.. وكان على الاقل ان تقدم مصر الاعتذار لكل النوبيين الذين تضرروا من قيام السد الذي تسبب في دمار وخراب المنطقة وتهجير الناس وان تضع يدها في يد الحكومة السودانية لاعادة تعمير قرى وادي حلفاو حلفا الجديدة ..!! كان لتهجير الحلفاويين الى منطقة بعيدة في البطانة هدفان آخران في مخيلة المصريين منها، البعد السياسي وذلك في قطع التواصل بين فرعي النوبة في السودان ومصر، فكان من الممكن اختيار منطقة قريبة من وادي حلفا.. والثاني محاولة طمس الحضارة النوبية في وادي حلفا التي تعتبر البداية وأصل الحضارة الموجودة في مصر التي ربما تظهر كمنافس للحضارة الموجودة في مصر ولنا عودة .. وألقاكم..
عبدالسلام محمد عبدالنعيم
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Medhat Osman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست