|
Re: شاهدوا هذا الفيلم الوثائقي قمة الروعة والجمال... (Re: Medhat Osman)
|
الأخ الحبيب مدحت عثمان ..
لا أدرى ماذا أقول لك .. هل أقول لك .. لك كل الشكر لارجاعنا الى تاريخ الذكريات القديمة .. أم أقول لك .. سامحك الله .. فهذا الشريط أو الفيلم التسجيلى .. انما هو شريط كامل يمثل .. ويتمثل فى حياتنا .. تماماً كهجرتنا من السودان الى بلاد المهجر .. وكما هاجر أهل النوبة من مناطقهم ومن مدنهم وقراهم .. نحن فعلنا نفس الشئ .. فما بقى شئ سوى الذكريات التى نجترها من حين الى آخر .. ماذا أقول لك أخى .. قد استيقظت فى الساعة الخامسة صباحاً ..وشدنى عنوان هذا البوست وبدأت بمشاهدة هذا الفيلم الوثائقى الجميل .. إلا أننى وللأسف الشديد لم أعرف منذ البداية .. مدى تأثيره العميق على هذه النفس البشرية التى خلقها الله .. ومدى شفافيتها والتى جعلها الخالق ميزاناً للشعور الداخلى .. والذى لا يمكن خداعه .. فيا أخى الحبيب .. هذا الشريط قد نكأ شريطاً آخراً .. ألا وهو شريط ذكريات سوداننا القديم ..هذه الذكريات أقوم باجترارها يوماً بعد يوم .. .. .. لصعوبة أمر النسيان ..ومن هنا .. من أرض المهجر .. نعم .. قد نكأ ذلك الجرح الذى لا يريد أن يندمل بشتى الوسائل .. وأقول الصدق يا أخى .. قد احمرت العينان .. وقد أفرغت نصف صندوق " الكلينكس" والذى كان يواسينى وهو يَمَنّ علىّ بأحد رقائقه الناعمات من حين لآخر.. حيثما أنا قابع منفرداً فى غرفة ذات جدران خشبية عازلة للصوت .. ..وأنا أشاهد هذا الفيلم .. وأخيراً أقول لكم .. بل أقول لأجيالنا الحديثة .. إياكم وإياكم إهمال تراث أجدادكم .. وليت كل واحد منا كان مثل السيد أحمد خيرى الذى رفض ترك قريته بالرغم من رحيل كل أهالى القرية.. لأن الذى يمضى لا يعود مرة أخرى .. وتبقى الذكريات الجميلة المؤلمة ..
من أرض الغربة .. عمكم العجوز ارنست +++
|
|
|
|
|
|
|
|
|