الشعر فى السودان اخذ موقعا كبيرا فى خارطة الابداع مارا بكل المنحنيات ارتفاعا وانخفاضا كما فى حولنا لنجد منتوجا نطرب له كل حين .. وسودان البروف عبدالله الطيب والتجانى يوسف بشير وجماع والعباسى وفارس هو نفسه سودان هاشم صديق ومحجوب شريف وحميد والقدال والدابى والذين نهلوا من معين غنى جدا خليل فرح والعبادى وسيد عبد العزيز والجغريو وغيرهم رغم اختلافات المنهل والمشارب ... لذا فان جاز لنا ان نفخر يكفى زكر خليل فرح واى اخر ..... وليس تقليلا من شأن الاخرين ولا تفضيلا نتناول الشاعر الاستاذ محمد الحسن سالم حميد فكلما تناولت شيئا من معين حميد (وانا مجنون بشعره)يزداد اعجابى بهذا العملاق .... وما يميز الاستاذ حميد انه يفرغ بساطته فى شعره فتشم فيه رائحة الانتماء ونفس بيئتك .ورغم ان كثيرون تناولوا الشعر بالعامية البسيطة كالقدال وغيره الا ان حميد يختلف عن الكل فى تطويع الكلمة ولجم المعنى والتحكم الشديد فى سلاسة القصيد.. حتى لو كان هناك من يختلف مع اتجاهات حميد الا انه ما من احد يستطيع تجاهل ما يكتب لان مافيه يقيد المتلقى اليه.. عم عبد الرحيم كمثال ..... ويكفى ان هذه القصيدة هى التى توجت الرائع مصطفى سيد احمد كرائد من رواد الاغنية فى السودان ..فبقدر ما فى القصيدة من ابداع وروعة تجد ذات القدر من البساطة التى تزيدها القا ..حيث يجد المتلقى مهما كان مقدار ثقافته وعلمه يجد نفسه يلم بكل مافيها ..وقد تجد انه استخدم كلمات لو ذكرت عرضا تنفر منها الاذن ولكنك تطرب لها عند حميد (الحمار النعال)وغيرها .. ويميز قصائد حميد اكثر انه يكتب من حيث هو الانسان القروى البسيط وفى شكل مسرحى تعيش كمتلقى كل تفاصيل الشعر بخيالك وكأنك تعيشها اللحظة....حتى فى اختياراته لعنوان شعره تجد البساطة (عم عبد الرحيم _ست الدار _السرة بت عوض الكريم وغيره)ان لم تجدها بذات الاسماء فى مجتمعك تجد ذات الشخوص تتحرك فى داخله مما يزيد من عامل الجذب... قعدت على طرف الع(.........)يب.. المحازى الواطة ضايرت التراب.. كسر العويش الفوقو شالت باصبعا.. وشختت شخيت الله يارب. من رائعته السرة بت عوض الكريم ..فبالله عليك انسى بساطة الكلمات وترابط الموضوع واغمض عينيك للحظة وتخيل المشهد اقسم بالله انها هى نفسها جدتى اطال الله فى عمرها وجدتك...لك الله يا حميد ولخيالك المبدع هذا.... راجعوا النص الكامل بالموقع ... ثم ست الدار ورسائلها المتبادلة مع زوجها الزين ود حامد ذات الفصول المسرحية التى تدور فى كل بيت يجسد فيها حميد كل ابداعه ... والمتبحر فى شعر حميد يلاحظ ببساطة انه لم يغلق ذاته فى نفس البحر التفاصيل الاجتماعية البسيطة بل ان شعره يتحرك فى كل الاتجاهات يحمل ذات الابداع والتجويد معاصرا لكل الاحداث و(حجر الدغيش)خير مثال فما ان اندلعت انتفاضة الاقصى الاخيرة الا وقريحة حميد هناك تصدح.... ولم ينسى حميد اللون الاخر من الشعر حتى لا يقال ان شعره منلوجى بحت فتناول بالفصحى كل القضايا وذات الابداع لا يفارقه كأن هناك تعاقد بينهما ... جانب اخر فى حميد انه يجسد مقولة ان المثقف ضد السلطة دوما فمرت حياته السياسة بعدة مراحل اكثرها كانت قاسية وكـأن الابداع حقا ولده القهر .. ولأننا سنتناول شعر حميد بالامثلة نكتفى ليتحدث عنه مقاطع من السرة بت عوض الكريم..... قالت : تصدقوا آولاد ... بقيت أبيت الليل أفكر ... في التميرات القدر .... فوق راسا ما شالت سبيط عليها الجرورة الفوق ضهرنا تنزلا تطلق ضهرنا مع الجماعة شن دهانا ؟ دي كم سنة ؟ والحال وقف جف وحلف ما فيهو من نقاط بسيط كان بي وشنا في حش التمور الليلة دوشنا مع اللقيط أي لا حكت دي ولا بقت ما كان قايلين ... في حياتنا بيجينا أقسى من المضى ساعة مروق الإنجليز... قلنا الظلم راح وانقضى تاريهو كمتر قام دقون حلفا وعُشر ... معيوقا نال دمسييس ... ضريسا حسكنيت شوك جمال الله يا رب العالمين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة