|
Re: رساله الى رؤساء الاحزاب انتم فى وادى وقواعدكم فى وادى والمستقلين (Re: بدر الدين احمد موسى)
|
الاخ المحرب
تحياتي
بس رجعة لموضوع الهيمنة و الذي اظن بشكل او اخر يشكل اساس لبوستيك
انت عارف يا خالد المحرب, بعد السبعينات و بعد ان التزم الحزب الشيوعي بشكل نهائي بالديمقراطية كطريق وحيد لخلاص الشعوب, التزام الحزب بالديمقرطية كان برضو-في رايي الشخصي-نبذ لعقلية الهيمنة و الطليعة التي بيدها كل شئ و هي على كل شئ قديرة. و تبنى الحزب فكرة انه حزب من ضمن احزاب اخرى في السودان, و انه مثل الة موسيقية في اوركسترا و ليس المايسترو و الاوركسترا. لكن يا خالد, هناك الكثيرين الذين لم يفهموا كنه و مرمى هذا التحول في مفهوم دور الحزب في السياسة السودانية, و ما يزالون يصرون ان الحزب يجب ان يضطلع بمهام التغيير في السودان لوحده, و لذلك تجد حتى بعض اعضاءه يتذمرون من قيادة الحزب و يعتقدون بانه يؤخر عملية القضاء على الانقاذ! فكرة ان يقضي الحزب على الانقاذ, لوحده, تقوم على نفس العقلية التي اتت بالانقاذ لحكم السودان, حين رأت الجبهة القومية الاسلامية انها تملك خيوط الخلاص, و قامت بانقلابها المشؤوم الذي دفع بالسودان للهاوية الحالية. و نفس العقلية تسيطر على عقول بعض اعضاء الاحزاب الاخرى, و بعض غير المنتمين, و الذين ينظرون لقيادات الاحزاب بانها معوقة للخلاص من الانقاذ و ينادون بتخطي تلك القيادات. المسألة ما كانت يجب ان توضع في ذلك القالب يا خالد المحرب. فقيادات الاحزاب ليست واقعة في هوى الانقاذ, لكن التغيير نفسه يجب ان يتم توجيهه ليصب في مصلحة السودان عامة, و اي تغيير غير مدروس لن يكون احسن حظا من التغييرات التي حدثت من قبل, سواء اكانت ديمقراطية او عسكرية, لانها كانت جميعها مستندة على اما الاماني الشخصية-لدى العساكر- او العفوية كما في اكتوبر و مارس-ابريل. التغيير القادم يجب ان نصر ان لا يأتي فجاءة او بعفوية. و انما يجب ان يأتي بالاتفاق بين كل قوى السودان السياسية و الاجتماعية, او على الاقل, بين اغلبيتها الكاسحة بناء على عقد اجتماعي يصاغ بوعي بمصالح كل السودانيين و تنظيماتهم. و اذا تم بواسطة الاغلبية, ان يتم الاتفاق على الية لضم الاقلية باسرع ما يمكن, لكي نقفل الطريق على اي مقامرة جديدة يقود لها اليأس و الاقصاء. يعني يا خالد, يجب ان تلعب الاوركسترا كاملة في هذا التغيير. و لكي تصل القوى السياسية لذلك المستوى من التنسيق و الهارموني و التناغم, سيأخذ ذلك وقتا. و الوقت سيتم صرفه لجر القواعد للموقف المتقدم للقيادات, و ليس لخضوع القيادات لاماني بعض القواعد التي قد لا ترى,في خضم معارضتها للانقاذ, ان واجبات التغيير البناء اكبر من ازاحة نظام و انما تجهيز منظومة حكم كاملة, لتحل مكان الانقاذ, و في نفس الوقت تضمن ادماج كل السودانيين في ذلك التغيير. اذن الخلاص ليس بيد حزب واحد, او مجموعة احزاب. بل في يد الجميع للوصول لمستوى فهم ان مشاكل السودانيين كلهم لن يحلها الا السودانيون كلهم, و لنصل لذلك على القواعد فهم ذلك و و تعضييد القيادات و اعطاءها راسالمال السياسي الكافي, بالوقوف خلفها, ليكون في استطاعتها منازلة الانقاذ و هزيمتها.
|
|
|
|
|
|