في سودان فور أول: أديب جديد

Quote: مع المشير م "موت" جعفر محمد نميري في قبره!!! أولاً قبل الدخول على المشير جمعنا بعض المعلومات عن ما حمله النميري إلى مثواه الأخير!. كانت تلك ملحمةً.. قد لا يجاريه فيها إلا مشير "لاهاي" عمر حسن أحمد البشير!!. فقد كان شاباً مشاكساً لاهياً!، أكمل دراسة الثانوية مع رهط من نوابغ!.. كان لهم دورٌ لا يخفى على أحد في مسار بلدهم!، لكنه لم يقوى على أن يسلك مسلكهم.. وإن أضمر ما أضمروا!!. يحدثنا التأريخ.. بأنه قد بزهم في مضمار سباقهم تطلعاً لحكم بلاد السودان!. لم يوفر النميري منفذاً إلا وسبره..! فعاش حياته بمعية شباب السودان في ذاك الزمان!! حين لم يكن إسلام أهل البلاد يتمنع في لهو شبابه!، معاقرة للخمور! وتسكعاً بين بيوت الفجور!!، ما دام لسانهم يلهج بالشهادتين! ويوقر كبيرهم ويحترم صغيرهم!. قفزة من لا يدري..! في غمرة لهوه وصباه قاد وبعضٌ من رفاق حاله أرتالاً من الدبابات.. ليصبح سيداً لقصر السودان العتيق!!. بدأ حياته الجديدة حينها وهو في قمة لهوه!!، فكان أن جمع من حوله زمراً.. لا يرون في سلوكه ومسلكهم مضيعة أو منقصة لحكم البلاد! البلاد! التي في عرفهم..! أهلها طيبون.. عفواً.. ساذجين!!، ومسامحون.. بل تغشى ذاكرتهم النسيان!! ولربما عدم المبالاة !!، أخوان في الحارة.. متجوعلين!!!. فقدان البوصلة..! أتجه المشير شرقاً.. حسبما هي الرياح النضالية حينها!!، لكنه سرعان ما تاه بين دروب لم يخبرها في شبابه الصاخب!، وزين له من حوله إن الإلتفاتة يميناً ذات منفعةٍ أكيدةٍ!!، ولم يتوانى النميري من مد حبال الوصل لنفر آخر من رفاق الصبا! عله ينعم بخيرات الغرب المتوثب لكل متمردٍ على عالمهم الموسوم سيطرة وإخضاعاً!!. غير إن المشير تجاوز الدور الذي له قد فُصِلَ ! وتلبسه ظنٌ بأنه خليفة للذات الإلهية في أرض السودان!!، كعادةَ كثرٌ من جيل ذاك الزمان!! عاد النميري ليمسح ما إغترفت يداه في صباه!! وتفاجأ الملأ بأن بلاد السودان أصبحت إمامة إسلامية!، بحثٌ في سحارة الإنتماء..! وبدأت مسيرة الأمام بسؤال أعجز الإعراب والأعاجم قروناً طوال!!، حين إبتدر القوم.. بسؤالٍ عن النهج الإسلامي لماذا؟!. في تجواله ذاك بين شرق وغرب! عملت مقاصله لتقطف رقاباً ذات اليمين وذات اليسار!!، فكان أن بدأ غسل يديه بدماء قادة اليسار! وأعقبهم بعصبة من اليمين!! وختمهم بشيخ مسنٍ!!!، حَسِبَ مشيرنا النميري.. أنه يقدم قرباناً لجنانٍ هفت لها نفسه! بعد أن عفَ عن نعيمٍ أرضي تمرق فيه لزمان طويل.!. و..حتمية النهاية..! غير أنه لم يهنأ.. وأنقلب عليه شعبه الذي كان يحسب أن قد روضه!!، وهام المشير بين منافي كانت في عرفه إبتلاءٌ من رب العالمين!، حتى أنعم عليه المشير الثاني "مشير لاهاي"..! برفع البلاء والسماح له بالتجوال في أرض مولده إنتظاراً ليوم شكره..!. الدخول على المشير"م" ، المشهد الأول..!