|
Re: النازية السودانية و مواجهة تحالف الجبهة الثورية (Re: Kabar)
|
سلاح التخويف و التثبيط:
حينما تم الإعلان عن التحالف ، كان السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية ، فهو قريب من الإدارة الأمريكية و قريب من الأمم المتحدة. اعلن الصادق المهدي المحاذير من انتصار قوى الهامش و انها سوف تؤدي الى تقسيم ما تبقى من سودان و انها سوف تؤدي الى كارثة الإبادة العرقية و العنف الذي يكتسح كل السودان و لن يبقى فيه شئ يذكر. تأريخيا ، الصادق المهدي و حزبه هو الذي قاد عنف مسلح ضد سلطة جعفر نميري في احداث 1976 و التي عقبها بالتصالح مع نفس النظام في 1977 ، و ايضا شارك في المعارضة المسلحة ضد نظام عمر البشير في ابان عقد التسعينات ، ثم عقبها بالمصالحة مع نفس النظام في بداية الألفية الثالثة..فالصادق المهدي حينما قاد اعمال العنف تلك لم يحدثه احد بانه يسعى الى فتنة السودان و تمزيقه و جعله صومالا أو لبنانا . و لم يتحدث احد في السودان بان مثل هذه الأعمال ستؤدي الى حدوث الإبادة العرقية أو سيادة خطاب العنصرية في السودان ،و الصادق اكثر من يعلم بان عماد حزبه الذي يخوض به العنف السياسي المسلح هو عبارة عن قواعد تنحدر من الأطراف التي يرى الآن في ثورتها أنها ستؤدي بالسودان الى الدمار..فكانما الصادق المهدي يريد أن يحدثنا نحن اهل السودان أن خياره للعنف كان خيار الرجل الرشيد الحكيم و ان خيار غيره هو خيار الطيش و الجهلاء الذين لا يعرفون التمييز بين الوسائل و الأهداف التي تسمى مصالح الوطن العليا..فالصادق مثله و مثل كافة عناصر نخبة مؤسسة النازية في السودان ، يرى أن التغيير يجب ان يكون عن طريقه هو وحده سواءا كان تغيير مصحوب بالعنف (كما حدث في حروبه الفاشلة ضد نظام جعفر نميري أو ضد نظام البشير)..فهو يبصم و يقر التحالف الذي يحدث في الخارج في طرابلس و القاهرة و اسمرا..و لكنه يرفض التحالف الذي يحدث داخل السودان في مدينة سودانية مثل مدينة كاودا في جنوب كردفان..!!
بيد أن ما قاله الصادق المهدي لم يكن جزافيا و بريئا و انما كانت له ابعاد اخرى..فهو بهذا الموقف اكد وقوفه الى جانب نظام البشير و انه لا يرغب في ازاحة البشير عن السلطة..و اذا كان للصادق المهدي ادعاء بانه اخر رئيس وزراء منتخب عبر الشرعية الديموقراطية ، فهذا الإدعاء هو ايضا سلاح يخدم القضية..فحينما قال رأيه هذا ، اعلنت الأمم المتحدة تخوفها من التحالف و قالت انه يقود الى مزيدا من العنف (و هي نفسها الأمم المتحدة التي دعمت استخدام الناتو لطيرانه في التخلص من القذافي ،و هي التي صمتت عن تصريحات البشير بانه ارسل السلاح للثوار الليبيين)..و في نفس الوقت قامت الإدارة الأمريكية بتسريب رأي ينتقد تكوين التحالف و دعت الأطراف الى التفاوض السياسي المباشر مع نظام عمر البشير..و هي نفس الإدارة التي تدرك جيدا أن البشير رفض اتفاق اديس ابابا الذي وقعه نافع على نافع ، ثم اعلن أنه لن يجلس مع الحركة الشعبية قطاع الشمال ، و انه يطالب بان يكون أي تفاوض داخل السودان..و هي نفسها الإدارة التي تعلم جيدا أن رئيس الوزراء الأثيوبي مليس زيناوي زار الخرطوم و لم يوفق في اقناع البشير بالتفاوض و حل المسألة بصورة سياسية سلمية..!
و ان كان الصادق المهدي يظن انه لازال يتمتع بالذكاء و اللعب بالبيضة و الحجر في نفس الوقت ، فعليه أن يدرك ان الزمن تجاوز هذه الأحابيل الطفولية ..فموقفه من تحالف كاودا منح النظام فرصة البقاء..و هو النظام الذي يستعد الآن في تسليم الجنوب منطقة ابيي و البصم على ترسيم حدود وفقا لرؤية و مصالح دولة جنوب السودان و كل ذلك في سبيل البقاء في السلطة.. فهل هناك تفريط في مصالح السودان اكثر من هذا؟..و النظام سيعود صاغرا في المستقبل لكي يبصم على تمزيق ما تبقى من سودان و انه سوف يسمح بذهاب دارفور و جنوب كردفان و النيل الأزرق..حتى يتبقى مثلث حمدي الذي يخدم السيد الصادق في مصالحه دون أن يدري..!
و ان كان الصادق المهدي يبتز اهل السودان بانه يرفض المشاركة في حكومة المؤتمر الوطني العريضة ، فهو بموقفه من تحالف كاودا وتخويفه و تثبيطه للهمم يقدم للنظام افعالا افضل بكثير من المشاركة في حكومة النظام..!
كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|