|
Re: مُناقشة كتاب عن التيار القومى وحزب البعث فى السودان . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
أ/ محمد على جادين :- فى البداية الشكر لمركز الخالتم عدلان لاستضافتهم هذه الجلسة , واهتمامهم بعرض الكتاب ومناقشته . احد الاخوان قال لى انه لسوء الحظ ان هذا الكتاب قد ظهر مع توقيت ثورات الربيع العربى والتى تكاد تكون فى معظمها ضد الفكر القومى او التيار القومى بشكل عام بالقصد او بالنتيجة , لكن انا اعتقد ان هذا الكلام غير صحيح بالمرة لان هذه تجربة ويجب ان يقوم الناس بعرضها ومناقشتها حتى تتم الاستفادة من دروسها , وما يحدث فى المنطقة العربية هو تطور طبيعى للفترات السابقة وليس مُنقطاً عنها باى معنى من المعانى , واعتقد ان التيار القومى موجود داخل هذه الثورات فى مصر وتونس وليبيا واليمن وحتى فى سوريا , وعلى اى حال فمن الممكن ان تسقط التجربة السلطوية للفكر , لكن الفكر نفسه من الصعب ان نقول ان قد سقط , فهناك افكار تتقادم وافكار حية تستمر وافكار جديدة تنمو مع الزمن , والتيار القومى فى السودان وفى المنطقة تواجهه مشكلة كيفية التطور والتلائم مع التغيرات الجارية فى العالم وفى المنطقة وفى السودان نفسه . هناك ضرورة لكتابة تاريخ الأحزاب السياسية فى السودان لانها تقوم بتوضيح كيفية نشأة وتطور هذه الاحزاب والى اين وصلت , ومناقشة التاريخ هو واجب للحزب حتى يقوم الناس بمعرفته بشكل وافى , والحزب فى نهاية المطاف هو منظمة مجتمع مدنى تهدف لخدمة المجتمع وبالتألى فان المجتمع يجب ان يُشارك فى هذا الحزب بشكل او أخر , والا تحول الحزب الى ما يُشبه المنظمة السرية الغامضة التى تدور فيها اشياء لا نعرفها , ويجب ان تكون الكتابة التاريخية كتابة موضوعية , واعتقد ان اكبر تزوير حدث فى كتابة التاريخ الحزبى كان فى كتابة تاريخ الحزب الشيوعى السوفيتى الذى قام به لينين وتجاهل فيه حقائق كثيرة للغاية , وهى الحقائق التى تكشفت بعد سقوط ستالين . فى السودان هناك كتابات كثيرة عن تاريخ الاحزاب السياسية لكنها قليلة وغير شاملة , البداية كانت بكتاب احمد خير (كفاح جيل) وكان عبارة عن تأريخ لمؤتمر الخريجين , وكتاب السيد عبدالرحمن المهدى (الجهاد فى سبيل الاستقلال) , وفى الفترات الاخيرة كانت هناك كتابات حسن مكي عن الاخوان المسلمين ومحمد سعيد القدال عن الحزب الشيوعي . تاريخ حركة التيار القومى وحزب البعث فى السودان لم يجد الاهتمام الكافى مثل الاحزاب الأخرى , وهذا الكتاب فى اعتقادى هو اول محاولة لكتابة أطار شامل لحزب البعث , وانا لا ادعى اننى قد قمت بالاحاطة بكل شيء لكن استطيع الادعاء بان هذا الكتاب هو الاطار العام لحزب البعث والتيار القومى فى السودان , ويحتاج بالتأكيد لمساهمات تاتى من الأخرين . هناك دراسات قليلة فى الفترات السابقة لكنها استهدفت فى المقام الاول التعبئة السياسية والايدلوجية ولم تكن شاملة , ومثال لهذه الكتابات القليلة مُذكرات شوقى ملاسى (اوراق سودانية) . التيار القومى هو المظلة الكبيرة وحزب البعث هو جزء من هذا التيار , وقصدت الفصل بينهما لان حزب البعث قد شق مسار خاص به من خلال تطور العمل , والناصريين شقوا طريقاً مختلفاً , ومصطلح التيار القومى المقصود به التنظيمات التى ترتبط بالتيار القومى الاشتراكي , وهو تيار واسع ومؤثر فى المنطقة العربية ويحتوى على حزب البعث وثورة 23 يوليو والناصرية وحركات وتنظيمات أخرى كثيرة لكنها اقل اهمية , وهذا التيار يرتكز على وحدة الوطن العربى والامة العربية , ويعمل على نهضة الامة العربية على اساس عصرى واشتراكى وديمقراطى , لكن فى ذات الوقت قد نجد داخل التيار القومى تيارات أخرى غير ديمقراطية وغير اشتراكية . التيار القومى فى السودان الان يتمثل فى حزب البعث باجنحته المختلفة , والناصريين باجنحتهم المختلفة , وهناك تيار قومى عام وسط كل الاحزاب الشمالية وبالذات فى الحزب الاتحادى الديمقراطى والحزب الشيوعي وربما حتى فى الحركة الاسلامية , وهو تيار عام يهتم بالقومية العربية وحركة التحرر العربى . الكتاب به 6 فصول , الفصل الاول والثانى يتحدثان عن النشأة والتأسيس , والفصول الـ 4 الأخرى تتحدث عن التطورات داخل التنظيمات القومية بشكل عام وحزب البعث بشكل خاص , ومواقفها من القضايا المطروحة فى الساحة السودانية فى فترة الحكم المايوي وقبلها بقليل . الكتاب به توثيق بوثائق داخلية ووثائق عامة , وايضاً به رأى , وانا اقوم فى الكتاب بالتمييز بين ماهو رأى وتحليل وماهو معلومة ووثيقة . والكتاب يقدم العرض التاريخى حتى أنتفاضة مارس / أبريل , ويقدم كل المواقف المطروحة فى الساحة فى ذلك الوقت وبالذات ما يتعلق بالنضال ضد الديكتاتورية المايوية وبالدور الكبير الذى لعبه البعثيين وتحديداًً بعد المصالحة فى 1977 حتى 1985 . الفصل السادس يتحدث عن الأنتفاضة , ورغم ان التركيز ينصب على حزب البعث والتيار القومى لكن ايضاً التحليل والنقاش يشمل مواقف الاحزاب الأخرى فى هذا الفصل وفى بقية الفصول , حيث ان اى حزب لا ينفصل عن حركة المجتمع العامة وهى حركة علاقات تفاعل ايجابية او سلبية . توقفت بالكتاب فى 1985 لاننى اعتقد انها تُمثل فترة , فترة نشأة وتأسيس وصعود فى ظروف عمل سرى وديكتاتورية عسكرية , بعد 1985 هناك ظروف جديدة حيث فرض حزب البعث والتيار القومى نفسيهما على الساحة السياسية كرقم , وانفتح باب ان تكون هناك تجربة ديمقراطية جديدة , وبطبيعة الحال فهناك فرق بين العمل فى ظروف السرية والعمل فى ظروف الانفتاح السياسى , وفترة مابعد 85 تحتاج لدراسة جديدة مستقلة . اترك المجال للأساتذة الكرام ليقولوا رأيهم فى الكتاب وشكراً جزيلاً .
|
|
|
|
|
|