وما استبطنت أدمُع العاشقين لربهم ، ولكن غفوة أنضر من بهاء الفجر يرضع نوره قبل الصباح . هذه أيامكَ الخالدات . زينت البطولة سيدي ، وودعت قصراً كانوا يحسبونه ، وهو بيت " الطين " والأرض مجلسك ، ومجلس الإلهام .تطهرت من كل الذنوب التي يرتكبها غيرك ، وما عليك سوى الندى يقبّلُ زهرة الإصباح .
تطهرت حتى من ذنوب الذين هم ببطون جوارك . دعوت لهم لا عليهم : " إنهم لا يعلمون " ، وكنتَ قد أسررت من تُحب أنك قد توجهت بأنوار الحقائق التي أهلّ هلالها ، خاطفات البصرِ والبصيرة وارتعشتْ.
ليس الرحيل بمستودع الأبطال ، بل شموساً تضيء ذكراك النبيلة . في محفل الفقراء كنت نصيرهم ، وجُبِلتَ على محبة الضعفاء . كنت في سجنك ، يخافَك سجانوكَ . وعلى باب السلاطين ما تهيبتْ التأسي بنبيكَ لو أن الشمس والقمر باليمن على أن تهجر نهج المصطفى الذي شممت نفحاته البهية في الخواطر ، وخاطرك المُنادي إذ قُم يا نصيري ، حيّاك الفِكَرْ.
كل يوم لذكراك سيد الأيام .
كل بُشرى بما استهللتْ ، داراً للفضيلة . فجسامة ما كتبت ، أكبر من مُجلدات يزين بها النَقَلة مكتبات بيوتهم للفخار . لا حوت لهم سيفاً يفلّ الكذب الذي تحنط حجراً ...، وما أكرم الحجارة التي تسبِحُ بالإله . إن النقاء الذي اغتسلتَ بمائه غطى على حوارييك ، نضّر جباههم العالية بالفضائل التي اكتسبوا ، وكنتَ دليلهم في الخير أنّا نصبوا له الشراك ليختموا به أيامهم الناضرات .
هذا يوم يُفاخر به الذين تتلمذوا على يديك ، انبجست نوافير النبوءات القديمة التي أطلقت أفراسها ، ركِبتْ أجنحة المستقبل ، لتُفسح كيف كنتَ في مُدبر أيامك ، كنتَ تُشير لمُقبل أيام السلاطين التي تدثرتْ بلفائف الورق الرحماني ، ما غشّوا الإله ، ولكن سقطة الكُذّاب تَدوي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة