|
هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين)..!
|
" توقف الزمبرك" ..كتاب جديد للصحفي هاشم كرار (الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين)..! (طق ..وتوقف الزمبرك) .. هو عنوان الكتاب الجديد للصحفى هاشم كرار ، سكرتير تحرير صحيفة الوطن القطرية ..هذا ( الزمبرك) هو الكتاب الثانى لهاشم ، الذي أصدر قبل عامين مجموعة قصصية تحت عنوان (بطعم عيون ابرهيد سمسوم).. كنت أتساءل عند كل غلاف ، لماذا يصر هاشم كرار على هذا (الزمبرك) بينما العالم يدوخ من حنوط الديجتال ..؟ ومن هو (سمسوم) ..؟ علمت بعد حين أن (ابرهيد سمسوم) كان مغنياً لللانسانية وللأدغال ..!و أنه كان يسوس القيثارة ليعزف أُغنية للسلام ، كان مثابراً على أوتارها متهيئاً للحُلم تحت دخان البارود.. ذلك البارود الذي ظل ماثلاً فوق سماء أفريقيا منذ استلام العسكر للسلطة من أظافر الامبرياليين ..! وقد كان حلم سمسوم أن سيأتى يوم تبدد فيه البارود ، إذ لن يخلد شيئ فوق الأرض إلى أبد الآبدين..! أما ( توقٌف الزمبرك) فقد بدا لي فى نصوص الكتاب رمزاً لساعة نحس من الماضي البعيد القريب ، أو هو إشارة إلى موات أمنية ، أو هو شرخ فى حنايا جيل كامل ، ظل يندب حظاً عاثراً فى ما يسمى بالديمقراطية الثالثة فى السودان..! أقام مركز طيبة برس فى بداية الاسبوع حفل تدشين لكتاب الصحفى السودانى هاشم كرار ( طق.. وتوقف الزمبرك ) بحضور لفيف من الصحفيين ، والقراء ، و بشهود من الأٌستاذة أماني قوليب رفيقة درب المؤلف.. منذ البداية ، اتفق الحضور على أن هاشم كرار يمتلك ناصية الكتابة ( الطاعمة) كما قال الصحفى البارع أحمد يونس .. وفى نهاية الجلسة التى استمرت لساعتين قال هاشم كرار ، إن انتخاب زوايا بعينها من ثنايا الإرشيف لتضحى مادة فى كتاب لهو أمر صعب ،، ( لكننى عندما شرعت فى إعداد هذا الكتاب من نصوص أعمدتى التى نشرتها ، انتخبت أكثر من ستين نصاً ،وكنت حينها استحضر فى دواخلى نداء السيد المسيح ، سائلاً الله ( ألا ترتد إلي ّ كلماتي فارغة )..! افتتح الأُستاذ نجيب نور الدين حفل التدشين مستذكراً الآية : (واتقوا الله ، ويعلمكم الله) ، وطاف بالحضور فى مناخ منتصف سبعينيات القرن الماضي، ذلك المناخ الذي شكل بدايات الظهور لهاشم كرار ، فى مدرسة ( الأيام)، قائلاً أن نصوص هاشم كرار تعيده إلى أيام الصبا، حيث تحتشد الذكريات بعبق أيام كانوا يجوبون فيها شوارع الخرطوم ، مكاتبها ومطابعها وفنادقها.. ومع كل ذلك ، (قد يجدون متسعاً لشرب ( قهوة ) من نوع ما..! وأضاف : هاشم كرار يعتبر رائداً فى كتابة المانشيت .. (المانشيت عند هاشم هو فى الحقيقة أقرب إلى معالجة بيت شعر .. إنه بذخيرته الفكرية واللغوية يستطيع دائماً أن يتحرر من جفاف التصريحات ونمطية الاقوال).. الأٌستاذ ضياء الدين بلال ، رئيس تحرير صحيفة ( السوداني ) ، والذى كتب مقدمة قصيرة ورائعة للكتاب ، قال أن (شهادته مجروجة ) لأنه ينطلق من حب عظيم للكاتب، وأنه يجد متعة فريدة فى قراءة النصوص التى يكتبها .. يقول ضياء ، أنه ، و من خلال تلك النصوص يتلمس علاقة ما بين هاشم و آخرين ، ليكتشف من بعد أن هناك علاقة حميمة تربطه بهم ، مشيراً إلى أن نكهة الكتابة لدى هاشم كرار تفضح علاقاته الإنسانية الودودة بالآخرين.. جاء فى مقدمة الأُستاذ ضياء الدين بلال للكتاب ، ما يلي: ( الأعمدة الصحفية سريعة التلف، تمضى عليها ساعات اليوم ، فتخصم من حيويتها، وتسحب من مخزون دهشتها، وفى مرات اكثر ، تصبح للرتابة أقرب! .. ما فعله هاشم كرارـ هو أن الرجل قام بحقن أعمدته الصحفية اليومية بمحلول سري، من زمن الفراعنة، بل ربما ، قبل ذلك بكثير..! حقنها بمحلول جعل لتلك الكتابات الصحفية التى تتفاعل مع اليومي والعابر والطريف ، مقدرة الإمساك بشفرة الخلود ، بالوصول إلى ماهو انسانى ، مقاوم للحظيات الزمان والمكان ومضاد للأكسدة والتسطح). ويمضى ضياء قائلاً: ( من هذا الكتاب نتعلم أن الإعتذار ليس فعلاً مجانياً نلقى به على طاولات المواقف ، ثم نذهب سريعاً للبحث عن فرص وغنائم أُخرى ! الإعتذار أن تقول آسف ، ولكن بعد تسديد كل ما عليك من فواتير).. و تحدث فى جلسة التدشين الأُستاذ عثمان فضل الله مدير تحرير صحيفة السودانى مبدياً اعجابه بجزالة عبارة الكاتب ودقتها ، و شدد على أن الكتاب ، بدءاً من عنوانه يستهوي القارئ ..الصحفى والكاتب الأٌردنى نشأت الحلبي كتب مقدمة تانية للكتاب ، جاء فيها : ( نزار قبانى قال فى تعليقه على رواية ( ذاكرة الجسد) للمبدعة أحلام مستغانمي بأن الأعمال الإبداعية الكبيرة لا يصنعها إلا المجانين،، أنا لست نزار قباني لكننى على طريقته، وبالسودانى " الفصيح" أقول: يا عالم : الزول دا مجنون )..! ويقول الدكتور عبد المطلب الصديق فى تقديمه للكتاب: ( العامل الإنسانى ،هو القاسم المشترك الأعظم فى كتابات الكرار .. فى هذه المجموعة ، وهو إذ يفعل ، يجيد التماهى مع الإنسان .. ثمة رابط غير مرئي ، لكنه قوي بين كل هذه الزوايا اليومية، حتى أننى أكاد أُسميها مجموعة قصصية تتميز بوحدة الفكرة والرسالة والهدف. وهذا الرابط نسج خيوطه الكاتب، ليس قصداً ، لكن هكذا هو العمل الإبداعى، يأتى كما زخات المطر).. أما الكاتب ، هاشم كرار و إذ هو دائماً فى حال المتصوفة الذين لا يتكشف مشهدهم للناس، إلا عند حد السيف،، إلا عند عتبة (المنكسرة قلوبهم لأجلي) ، أو ــ ربما ــ على باب الوفاء للعابرين من أجل اللقيا ، كدحاً أوكفاحاً.. فهو يهدي مؤلفه للشاعر الفذ عوض أحمد خليفة، وإلى الأُستاذ الصحفي إبراهيم عبد القيوم ، وإلى فاطمة بنت الجعيلي ، والتى كانت ، هي الأخرى مثل إبنها ، تخفى (مقامها) فى ثنايا الطرفة الذكية ، وينفضح عشقها لطين الجروف إذا ما عبقت رائحة القهوة ..كانت إمرأة عريضة الشلوخ ، واسعة القلب..رحلت على حلم العودة إلى مروي ، التى هي ( أرض الميعاد ) لكل الشوايقة ..! بيد أن الزمان لا يسعفهم أبداً فى (حق العودة ) ..! الزمان يمضى ،، إيييه ،، يمضي..! .. قرأت الكتاب.. توقفت ملياً عند قولة هاشم : ( لست إمرأة ، غير أنى ، مثلى مثل أي رجل آخر فى هذه الدنيا ، خرج من بطن إمرأة ، يعنيني سرطان الثدي)..! هنا تذكرت ان فاطمة بنت الجعيلي تمنت على الله أن يرزقها بالأُنثى ، لكن العناية الإلهية أهدتها هاشماً .. قالت لي : ( ندهت السيدة مريم ، و سيدي الحسن ، يقيف بى طولو ، ويتبرقع بى نورو ، ويسأل الله يديني بنية )..! ثم تضحك لتقول : ( باقى ليك، أكان الله أدانى بنت ، كان حتبقى عديلي زي هاشم دا)..؟! لملمت أطراف الكلام وذهبت به إلى عبد المنعم ابن بادية البطانة ، الشهير بـ (شتلي)..قال شتلى ،الذي لا يرهق نفسه أبداً فى البحث عن جملته المفيدة : ( حكمة الله ، بنت الجعيلي دي عارفه إنو دعوتها مستجابة ، ورغم كده ما بتدعو أي دعوات للاصلاح السياسي فى السودان..! عشان كده ربنا أداها بنت ، بى شنباتها كمان)..! كلمة أخيرة : تمنيت لو أصدر هاشم كرار كتاباً يحوي نصوص (صراعه) أو مساجلاته مع الآخرين ، لاسيما وأن كل من يتعاركون معه يغدون من أخلص خلصائه .. هامش : قبل جلسة التدشين التى اقيمت بمركز طيبة برس ، التقيت أُستاذي محمد لطيف ، الذي جاء محتفياً بهاشم كرار من بعد تلك المساجلة الشهيرة التى دارت بينهما على صفحات الأخبار، و الأجراس، ( الأجراس ،جدد الله ذكراها )..كانت تلك المساجلة حيية ، خرجت بالوسط الصحفي من الرتابة ، ذلك أن موضوع المساجلة كان يحكي للناس عن (ظلم الجاهل للعالم) ، و عن ملامح الأيام الأخيرة لكل دكتاتور..! بينما ظل لطيف يحاضرني ـــ بلسان الحال ــ عن تفرده فى التأدب بأدب الاختلاف فى الرأي.. كان أُستاذي نجيب نور الدين يقول لي : تقول عن الأجراس ( جدد الله ذكراها)؟! ، أم ( طيّب الله ثراها)..؟!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين)..! | عبد الله الشيخ | 10-03-11, 06:40 PM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | عبد الله الشيخ | 10-04-11, 04:47 AM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | حامد بدوي بشير | 10-04-11, 05:19 AM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | هاشم محمد الحسن عبدالله | 10-04-11, 09:38 AM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | الكيك | 10-04-11, 10:35 AM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | كمال علي الزين | 10-04-11, 05:21 PM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | عبد الله الشيخ | 10-04-11, 05:46 PM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | عبد الله الشيخ | 10-04-11, 06:25 PM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | عبد الله الشيخ | 10-04-11, 06:12 PM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | صلاح شعيب | 10-04-11, 07:07 PM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | عثمان كباشي | 10-04-11, 08:37 PM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | عبد الله الشيخ | 10-05-11, 11:23 AM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | عبد الله الشيخ | 10-05-11, 05:19 AM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | معاوية محمد الحسن | 10-05-11, 05:51 AM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | محمد الحارث احمد | 10-05-11, 06:34 AM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | عبد الله الشيخ | 10-05-11, 11:52 AM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | عبد الله الشيخ | 10-05-11, 11:36 AM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | عبدالله عثمان | 10-05-11, 01:43 PM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | Faisal Salih | 10-05-11, 04:31 PM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | عبد الله الشيخ | 10-06-11, 05:33 AM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | عبد الله الشيخ | 10-05-11, 05:53 PM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | محمد الحارث احمد | 10-05-11, 07:39 PM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | محمد عوض السيد | 10-06-11, 01:02 PM |
Re: هاشم كرار..(الكتابة بنكهة التبغ ، وعبق القهوة ، وشجن العابرين).. | عبد الله الشيخ | 10-06-11, 02:28 PM |
|
|
|