أولا اسمحوا لي أن أنتهز هذه السانحة لاشكر الاخوات والاخوة الذين رحبوا بى في المنبر، أسال الله أن يوفقني لاكون اضافة ذات فائدة
لعلكم تتابعون الربيع العربى وتغير الاحوال في الدول العربية وانتفاضةهذه الشعوب الحرة ضد الظلم والاستبداد والاستكبار وانه ليس بالمستغرب ان تكون المرأة حاضرة في كل محافل التغيير لهذه الثورات، ولكن هل نالت المرأة حظا من الكيكة؟
في السودان علي الرغم من وجود مدارس فكرية متعددة تتناول قضايا المرأة السودانية من زوايا مختلفة وبرؤى فكرية متجازبة الا ان حال المرأة في السودان والواقع الذى عاشته طوال حقب مختلفة، وما تعيشه الان وما يتنبأ به المستقبل لايزال مثيرا للجدل ليس فقط في الدوائر السودانية بل في دوائر عالمية متعددة
يرى بعض الباحثين أنه من الصعب تغيير واقع المرأة السودانية لانه يصعب تغيير تقاليد وتكوينات إجتماعية قد تكونت بمرور السنين بينما يري البعض الاخر ان ماتم انجازه من تقدم هو القدر المعقول بناء على معطيات وواقع الحا ل الذى تعيشه البلاد واخرون يرون رؤى أخرى
اذا ماهو واقع المرأة السودانية ماضى ، وحاضر ومستقبل ؟؟؟
دعوني ابتدر النقاش هنا كمدخل ودعوة لنقاش مثمر والدعوة للجميع
تقول الصديقة غيل استروب مؤسسة معهد التمكين بامريكا Empowerment Institute في مقا لها الذى تسميه الورقة البيضاء بعنوان:
" القطعة المفقودة في معادلة "التمكين " استراتيجية لتقديم " الوكالة الشخصية للمرأة " في العالم النامي "والتى تشرفت’ بترجمتها
المقدمة
العمل الذي لم ينته بعد في تاريخ الانسانية هو التحرر الكامل و المساواة للمراة 0 وأن تمكين المرأة هو حق عالمي وليس مجرد فكرة غر بية
هيلاري رودام كلينتون ، وزيرة الخارجية الامريكية--
ونحن على أعتاب العقد المقبل من الألفية الجديدة ، يتضح وبشكل متزايد أن مفتاح النمو الاقتصادي والتنمية للفقراء في العالم يكمن في قدرتنا على تسخيرإمكانات أكثر من نصف سكانها الأكثر حرمانا وظلما : النساء. هنالك حاجة ملحة لتحديد طرق مبتكرة لتمكين النساء لتنمية قدراتهن على اتخاذ الاجراءات اللا زمة للتصدي للتحديات الكثيرة التي يواجهنها.
على الرغم من وجود بعض ادلة النجاح ، و بالأخص في مجال التعليم ،الا ان العقبات لا تزال كبيرة للحد من العنف ضد النساء ، تحسين فرص حصولهن على الخدمات الصحية والاحتياجات الأساسية، وزيادة تمثيلهن في الحكومة في الدول النامية. التركيز على النساء من الاهمية بمكان لأنه قد تم تحديدهن على أنهن من العوامل الرئيسية للتغييرالعادل والتنمية المستدامة. لكن قياس التقدم المحرز في تحسين حياة النساء في العالم النامي بطيء.
ان الاهداف الانمائية للالفية التابعة للامم المتحدة هي مجموعة متكاملة من ثمانية أهداف لتمديد منافع العولمة للمواطنين الأكثر فقرا في العالم. وتتعلق ستة من هذه الأهداف الثمانية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة تحديدا . على الرغم من أن الهدف الرئيسى من الأهداف الإنمائية للألفية هو تحقيق تقدم حقيقي بحلول عام 2015 ، الا انه في العديد من البلدان النامية ، يشكل عدم المساواة بين الجنسين العقبة الرئيسية في طريق تحقيق هذه الأهداف.
أن تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية يكون مستحيلا من دون التمكين الحقيقي للمرأة. ولكن هذه الكلمة الهامة " التمكين " قد سيء استخدامها حتى الآن وتم إعمالها لتغطية مساحة شاسعة لم تعد تحمل معنى محددا. القصد من هذه الورقة هو فك كلمة "تمكين" وعلى وجه الخصوص لتجسيد هذا المفهوم لأنه ينطبق على " وكالة الإنسان " ، وهو مفهوم حيوي يجب فهمه إذا ما أردنا فعلا تقديم التمكين الذي تحتاج اليه المرأة. ياتى التركيز في معظم التعاريف ذات الصلة بالتمكين على الموارد الخارجية التي يمكن أن تكون بمثابة محفزات للتغيير الإيجابي. تقرير عام 2000 للتنمية في العالم يعرفه على هذا النحو :
"التمكين يعني تعزيز قدرة الفقراء على التأثير في مؤسسات الدولة التي تؤثر في حياتهم بواسطة تعزيز مشاركتهم في العمليات السياسية وعملية صنع القرار المحلي. وهذا يعني إزالة العوائق- السياسية، القانونية والاجتماعية- التي تعمل ضد جماعات بعينها وبناء ملكات الفقراء لتمكينهم من المشاركة على نحو فعال في الأسواق."
في سياق مماثل ، ياتي دليل البنك الدولي لعام 2002 بتعريف " التمكين " على انه عملية "توسيع ملكات وقدرات الفقراء للمشاركة في التفاوض مع النفوذ والسيطرة، و مساءلة المؤسسات التي تؤثر في حياتهم. ''ان اغلب برامج التنمة تركز على هذه العوامل الخارجية الهامة ، والتى تدعم بصورة واضحة جدا التقدم الاساسى فى حياة الناس و التى تخدمها أهداف الإنمائية للألفية التابعة للامم المتحدة "وكالة الانسان" -- المكون الأساسي الثاني من التمكين الذى يمكن التفكير فيه على انه القدرة على تطوير المصادر الداخلية للانسان- يجد اهمية اقل بكثير. ولكن حتى يتم فهم قوة " وكالة الإنسان " على نطاق واسع فان الدولارات التي يتم تكريسها لتنفق على الموارد الخارجية لاتكون قد استخدمت بالطريقة التى يجب ان تكون عليه كثيرا من متقدمي التفكير من المختصين في التنمية يعتقدون ان الشراكة القوية بين المصادر الخارجية ووكالة الانسان هو الحافز الذي قد تحول الأهداف الإنمائية للألفية من الخطابة إلى الواقع في نهاية المطاف .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة