إيقاف 6 صحف رياضية عن الصدور وإحالة صحفيين إلى المحكمة

Quote: الإعلام الرياضي جان أم ضحية توسم فيّ أبناء كوستي خيراً فدعوني مع الزميل الأستاذ عبد الباقي شيخ إدريس رئيس تحرير جريدة المريخ إلى المشاركة في ندوة عن الإعلام الرياضي واقعاً وتطلعاً، وإذ أشكر لهم ولرابطتهم الفتية هذه الثقة، فإنني آمل أن يكون فيما أدليت به من رأي ما يفيد، وخصوصاً أن الظروف حالت دون حضور الزميل، فجاء إلى جواري على المنصة هرم علماً وثقافة رياضية ألا وهو البروفيسور عثمان الحسن محمد، أحد الذين ساقتهم الأقدار في طريقنا في رياض الخير لنفيد منه في دروب العمل العام، وهو العالم الجليل، والإنسان الخلوق، الذي يعد عنواناً للسوداني الأصيل بكل صفاته التي بهرت العالم. بداية لم تعد سياسة تكميم الأفواه تجدي، وهي دليل على أن من يتبعونها ويدافعون عنها يعيشون في ماض طويت صفحاته، ولن يعود، ونحن نشهد عهداً جديداً يطل على عالمنا العربي، ولن يستثنى منه أحد. وما قام به المجلس القومي للصحافة والمطبوعات من تعليق لبعض الصحف وإيقاف لبعض الزملاء يؤكد أننا لا نزال نتخذ قراراتنا لا على أسس ووفق حيثيات مقنعة، وإنما وفق الأهواء، وبمزاجية، وهذا ما يعود بنا القهقري إلى الوراء. وإذا كان المجلس يريد الانتصار للقيم والمبادئ كان عليه أن يستاسد على بعض الصحف السياسية التي ظلت تنشر سمومها، بعنصريتها ورؤيتها الأحادية التي تختزل السودان في العروبة والإسلام. ولا تزال هذه الصحف تنتقص من أقدار الآخرين كأن السودان تعرب بانفصال الجنوب، وهذا ما يتعارض مع القيم الإنسانية العليا التي على الصحافة أن تهتم بنشرها وترسيخها في المجتمع، والتي أهمها قبول الآخر، والاعتراف بالتنوع في السودان، وأهمية إبراز ثقافات أهله، والاعتزاز بها، بوصفها العناصر المكونة للهوية السودانية. وإذا كنا ننتقد موقف المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، فإن ذلك لا يعني التغافل عن قيام بعض الأقلام بإذكاء روح التعصب بين الجمهور الرياضي، بما يتناقض ودور الرياضة في تأكيد قيم الانتماء والتسامح والتنافس الشريف. ولا شك أن اتحاد الصحفيين وجمعية الصحفيين الرياضيين هما المعنيان بإصلاح ما هو معوج في ممارسات الإعلام الرياضي، بعيداً عن فوقية مجلس الصحافة والمطبوعات الذي جاء قراره المتسرع (قرصة أضان) كما يقولون، ونحن في زمن تجاوزنا فيه مثل هذه القرصة، ومفهوم القبيلة التي تنتصر لزعيمها، مع تقديرنا لأستاذنا البروفيسور علي شمو، وللزملاء في لمجلس الموقر. والسؤال الذي في العنوان إجابته أن الإعلام الرياضية ليس جانياً ولا ضحية، وإنما هو ممارسة إنسانية تخضع للصواب والخطأ، ومن ثم، تتطلب التقويم والتصحيح وفق رؤى موضوعية لا بقرارات تكتم الأفواه، وتقصف الأقلام.