إيقاف 6 صحف رياضية عن الصدور وإحالة صحفيين إلى المحكمة

Quote: كبد الحقيقة مزمل أبوالقاسم الترشيد.. لا التشريد! * في شهر أبريل الماضي بادر المجلس القوي للصحافة والمطبوعات الصحافية بتعليق صدور عدد من الصحف الرياضية بعقوبات متفاوتة تراوحت ما بين يوم وثلاثة أيام، واشترط عليها توفيق أوضاعها الإدارية تطبيقاً لقانون الصحافة ولائحة ممارسة وتطوير العمل الصحافي. * كون المجلس لجنة تولت زيارة الصحف المعنية، ووقفت على أحوالها وحددت النواقص التي تعاني منها كل صحيفة وطالبتها باستيفائها خلال مهلةٍ محددة، فاستجابت معظم الصحف لتلك التوجيهات ووفقت أوضاعها الإدارية والتحريرية فتم السماح لها بممارسة الصدور. * بالأمس أصدر مجلس الصحافة قراراً علق بموجبه صدور ست صحف رياضية، وذكر القرار أن ناشريها لم يلتزموا بالواجبات المنصوص عليها في اللائحة والقانون، زاعماً أن ذلك انعكس بصورة مباشرة على الأداء المهني الذي اتسم بالهمز واللمز والتجريح وسوء العبارة وخدش الحياء بصورة لم تعد مقبولة ولا تتناسب مع قيم وأخلاقيات المجتمع السوداني الأمر الذي تسبب في إثارة الفتنة داخل الوسط الرياضي وهدد السلم الأهلي وشوّه صورة الرياضة في السودان! * القرار يدين الناشرين أكثر مما يدين الصحافيين، وفيه ربط مخل بين واجبات الناشر ومهام الطاقم التحريري. * وهو يمثل تتويجاً كاملاً لحملة ترهيب ظلت الصحافة الرياضية تتعرض لها منذ فترةٍ طويلة، تمت فيها ملاحقتها بعقوبات مغلظة وتهديدات مستمرة بتعطيل الصدور وسحب الترخيص والقيد الصحافي. * الثابت أن الخلل الذي يتحدث عنه المجلس لم يعق الصحف عن الصدور، وهو يصم المجلس نفسه بالتقصير لأنه سمح للصحاف المعاقبة بمواصلة العمل قبل أن يتثبت من تطبيقها للائحة والقانون، أو كما زعم! * أراد المجلس أن يعاقب الصحف الرياضية الموصوفة بالانفلات بإيقافٍ طويل ومؤثر، فدخل إليها من بوابة اللائحة تهرباً من تطبيق الجزاءات الواردة في قانون الصحافة، وفيها لا تتخطى أطول مدة إيقاف يسمح للمجلس بتطبيقها على الصحف ثلاثة أيام فقط. * وهذا أمر غير مبرر، لأن المجلس يفترض أن يحمي القانون ويحترمه ويلتزم بتطبيقه حتى ولو لم تعجبه نصوصه، لا أن يلتف عليه سعياً إلى تطبيق عقوبات أشد وقعاً على الصحف الموصومة بالتجاوز. * من الطبيعي أن تواجه القرارات بعاصفة من المعارضة وسط كل العاملين في المهنة. * ويحسب لاتحاد الصحافيين بقيادة الدكتور محي الدين تيتاوي أنه لم يتردد في إعلان رفضه ومناهضته للقرارات، تضماناً منه مع الصحف الموقوفة. * كنا نتمنى أن يستجيب المجلس إلى مناشدات اتحاد الصحافيين له، ويتفاعل مع المذكرة التي رفعتها له الأمانة العامة لجمعية الصحافيين الرياضيين قبل أيام، ويفتح الباب لمساعي الإصلاح التي بدأها المكتب والجمعية، لكنه لم يعرها اهتماماً ومنحها إشارة سريعة ومبهمة في القرار الذي أصدره أمس. * كثيرون ربطوا بين الحملة الضارية التي شنها مجلس الصحافة والإساءات التي تعرض لها البروفيسور علي شمو رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحافية بواسطة بعض المشجعين المنفلتين. * يرى هؤلاء أن المجلس أراد أن يقتص لرئيسه من الصحف الرياضية بدعوى أنها تسببت في الإساءة لشمو، بدلاً من ملاحقة المذنبين بالقانون، وممارسة حق الإشراف على أداء الصحف بطريقة راشدة تتحاشى قطع الأرزاق، وتتخطى تشريد العاملين، وتتلافى تجويع أسر من يعملون في الصحف الموقوفة. * يحوي القرار تعسفاً واضحاً في استخدام الصلاحيات الممنوحة للمجلس، وإعمالاً غير مبرر لسيف العقوبات الجماعية الممقوت في كل زمانٍ ومكان. * إن تقويم أداء الصحافة الرياضية لا يتحقق بتعليق الصدور وتجفيف مداخيل الصحف المذكورة، والالتفاف على القانون لتطويل أمد العقوبات. * نقول ذلك مع إدراكنا التام أن الصحافة الرياضية بحاجة إلى تقويم، علماً أن الانفلات ليس حصرياً عليها. * لكن الثابت أن المجلس ظل يستقوي على الصحافة الرياضية دون غيرها، إذ لم نسمع من قبل بعقوبات جماعية على بقية المساقات الصحافية الأخرى، علماً أن بعضها تسبب في تمزيق وحدة السودان، وتولى كبر الدعوة إلى الحرب، وأشعل فتيل التناحر بين أهل السودان بالدعوة إلى الجهوية وتشجيع عصبية القبيلة ولم يجد من يعاقبه بشكلٍ جماعي مثلما حدث للصحافة الرياضية. * إن التركيز على سلبيات الصحافة الرياضية وحدها وحجب كل إيجابياتها ينطوي على ظلمٍ بالغ لها. * يحسب للصحافة الرياضية أنها ظلت تغطي النشاط الرياضي بمهنية عالية، وتهتم بمتابعة أخبار الأندية والمنتخبات الوطنية والمناشط، وتوفد المحررين معها إلى الخارج بكلفة عالية سعياً منها إلى رفد القارئ بتغطية متميزة من قلب الحدث. * إن المهنية التي تتوافر في الصحافة الرياضية لا توجد في بقية التخصصات الصحافية الأخرى. * ويحسب للصحافة الرياضية أنها ظلت الأوفر تفاعلاً مع قضايا الوطن، وقد شهد لها بذلك كثيرون، ونفى عنها تهمة تهديد السلم الأهلي سعادة الفريق عبد القادر يوسف نائب مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني والذي أشاد بها وثمن تفاعلها مع القضايا الوطنية أكثر من مرة، وكرر إشادته بها في أكثر من محفل. * تعطيل صدور ست صحف بقرارٍ واحد وفي يومٍ واحد يمثل نقطة سوداء في تاريخ الصحافة السودانية، ومحطة حزينة في مسيرتها. * ونرجو أن يتم تلافي آثار هذا القرار القاسي بطريقة راشدة، تحقق مساعي التقويم، وتهدف إلى إصلاح المسيرة، وتحفظ للصحافة الرياضية حريتها وتقي العاملين فيها شرور قطع الأرزاق، وتبعد عنهم شبح الإملاق. آخر الحقائق * وإصلاح ذات البين بين الصحافة الرياضية والمجلس سيستغرق وقتاً بعد أن أيقن العاملون في مجال الصحافة الرياضية أن المجلس الحالي يستهدفهم، ويرغب في تصفيتهم، ويستغل سلطاته للقضاء على صحفهم وسحب تراخيصهم. * ونرجو أن يكون ذلك الشعور غير صحيح. * ونتمنى أن يراجع المجلس قراراته وينتهج مسلكاً تربوياً ومهنياً أكثر مرونة، يبتعد فيه عن قطع الأرزاق، وتشريد العاملين في مجال الصحافة الرياضية. * تكرار الإشارة إلى سابق العقوبات الموقعة على الصحافة الرياضية ينطوي على ترهيب غير حميد. * تلك صفحة انطوت وينبغي عدم العودة لها. * قبل فترة تحدثت مع مولانا محمد علي حمزة وكيل نيابة الصحافة والمطبوعات فأكد لي أنه لاحظ انخفاضاً كبيراً في عدد بلاغات النشر المقدمة ضد الصحف الرياضية. * وذكر أن الصحف الرياضية باتت أقل انفلاتاً وأكثر انضباطاً مما سبق. * تقويم مسيرة الصحافة الرياضية ممكن، وفي متناول اليد. * دعمت الصحافة الرياضية كل المبادرات الوطنية حتى البعيدة عن نطاق تخصصها. * ودعمت الأندية والمنتخبات والمناشط بالجهد وحتى المال. * وساهمت في ربط القاعدة بالنشاط. * وظلت الأوفر اهتماماً بتغطية الأحداث الرياضية التي تتم خارج السودان. * ابتعثت الصحف الرياضية مئات المحررين والمصورين مع بعثات رياضية خارجية. * وصرفت مبالغ ضخمة بالعملة الصعبة لتضع قراءها في قلب الحدث. * ووفرت للأندية والمنتخبات السودانية معلومات مفصلة عن خصومها في كل المنافسات. * وإجماعها على دعم المنتخبات الوطنية ليس موضع جدل. * وهي شريك أصيل في كل النجاحات الرياضية التي حققها السودان. * الانفلات محصور في أعمدة الرأي، وهو ليس حصرياً على الصحافة الرياضية. * والرأي يمثل أقل من عشرة في المائة من مساحة أي صحيفة. * إهمال التسعين والتركيز على العُشر غير منصف. * وبالإمكان معالجة الخلل بطريقة تربوية تقوم ولا تدمر. * نثق في أن الحكمة لن تغيب عن قيادة المجلس. * وننتظر منه تجاوباً مع المجهودات الرامية إلى التقويم. * هل يعقل أن يتم تجريد الصحافة الرياضية من كل إيجابيتها وتشويه صورتها بهذه الطريقة المخلة؟ * أثار حديثنا عن عدم التزام لاعبي المريخ بضوابط المعسكر الذي سبق مباراة النيل ردود أفعال عديدة. * يجب على مجلس المريخ إعلان حالة الطوارئ لما تبقى من مباريات الدوري. * من المتوقع أن يتم إخضاع الفريق إلى معسكر مغلق لا يخرج منه اللاعبون إلا بعد أن يرفع العجب كأس الدوري الممتاز. * فرصة المريخ في استعادة اللقب لا تقبل التفريط. * ولا تحتمل التساهل. * الحق أحق أن يتبع. * آخر خبر: الترشيد.. لا التشريد!