اّدم....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 08:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د. إبراهيم عبدالرحمن حسن(كوجان)(ibrahim kojan)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-24-2008, 11:00 AM

ibrahim kojan
<aibrahim kojan
تاريخ التسجيل: 03-29-2007
مجموع المشاركات: 1457

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اّدم.... (Re: Emad Abdulla)


    يعقوب عثمان والده, توفّي عن تسع وتسعين عاماً أو يزيد قليلاً, إذ أنّ لا أحد يعرف متي وكيف أتي لهذه الدّنيا, فقط يعرفون عنه أنه أتي إليها وعاش شابّاً قوياً, وخلال سنين حياته التي تقلُّ عن المئه بقليل, لم ينحني له ظهر, ولم يسقط له سن , و انّ أسنانه كانت كامله بيضاء منذ ولادته, وحتّي دفنته القريه في يومٍ شديد الحر والهبوب والامطارو ومشي في جنازته كُل سكان القريه و القري المجاوره وحيواناتهم الأليفه, وحيوانات الغابه, وكُل رجالات الّدوله, وكانت الأشجار تصدرُ حفيفاً حزينا كأنّ أوراقها ستتساقطً, وحملته الشوارع علي أكتافها الترابيه قبل أن تحمله أكتاف الرجال.
    يعقوب عثمان, عرفه الجميع بطول قامته الشّاهقه, والتي تقترب من قمم الأشجار, وحذائه الذي يصنعه بنفسه لضخامة قدميه, يقولون أنّه مشي حافياً مرًةً في يومٍ ماطرٍ فترك أثراً غائراً علي الطّين ملأته مياه الأمطار فأصبح مثل بركة ماء صغيره شربت منها الأبقار لمدة أريع ايام كامله دون أن تجف!.
    تقول الرّوايه علي لسان فكي أحمد : أنّ يعقوب أتي من جهة غرب السودان ومعه بقرات قليلات, كُلهن بلونٍ أبيض, و يحمل علي كتفه عصاةً ضخمةً تحاكي في حجمها جزع شجرة تبلدي, وقتها كان شاباً في الثلاثينات من عمره, ويتحدّث بلهجه جميله رغم إغرابها الذي يصيبك. وأدبه جمّاُ وفيراً وكثير الإعتذار. شيئاً لم يألفه أهل القريه فأحترموه خوفاً وتقرًباً وفضولاً, في أقلً من عام إستقرّ بالقريه وأصبح جزئاً من أهلها , يُأذذن في جاِمعها الوحيد, ويتلو القران في ماّتمها, ويُغّني في أعراسها, ويشرب من مرائسها, ويضاحك الأطفال في شوارعها الضّيقه. حكاية زواجه من إحدي حسناوات القريه كان مثيراً للجدل لسنين طويله, لم تتوقّف لحظةً واحده, وحتي ولادة حفيدتاه التوأم من إبنه (اّدم وزوجته خضره) فيما بعد, وقتها أقسم بأمّه أنّ إبنه اّدم لن يختن بنتيه, وإن فعل فإنّه حارمه من ميراث الأرض والبقرات وسوف يحرمه من إسمه ولن يغفر له حتي يرث الله الأرض.!
    في الثلاثين من عمره وهو يؤدّي اّذان العصر في فناء الجامع, راّي خديجه بنت أحمد فكي القريه, لأول مرّه في حياته, فتقطّعت كلمات الاّذان من فمه وتفرّقت في الهواء الطّلق تابعةً رائحة خديجه وهي تتهادي أمامه حتّي إختفت في الأفق, فقال في سٍرّه إنا لله وإنّا إليه راجعون, ثُمّ أردف بصوتٍ سمعه كل سكان البلد والقري المجاره: ها الجّن دا شنو ياربي.. تبارك الذي خلق .. تبارك الذي خلق!. ثم إختتم الاذان وتشّهد قبل أن يزيح نفسه عنوه من تلك الرّبوه الذي يرفع منها الاّذان, مغالباً ذاته من متابعة تلك البنت التي أطاحت بنداء السّماء من فمه. في تلك الظهيرة وصفه أهل القريه بالخبل والجنون وأنّ الشّيطان قد إرتكبه مطيةً وصيّره أداة لماّربه الخاصه. قرروا بعد صلاة العصر أن يمنعوه من الاّذان رغم أنّه كان أجملهم صوتاً وأكثرهم مرحاً وأنّه يستطيع أن يقضي علي قرعة المريسه بنفسٍ واحدٍ دون أن يرفَّ له رمش! محاكياً بذلك العمده أحمد.
    عصر إذ وقف مُتحدّياً للجميع في فناء الجامع وهو مُغْمض العينين مُرتِّلا ً للقراّن من فاتحته وحتي اّخر اّية فيه, فعل ذلك واقفاً لم يهتز ولم ينطق بكلمةٍ واحده خطأ, فكّبر الحضور وتصببوا عرقاً فاضحاً, فسال منهم العرق مببلاً الأرض تحت أقدامهم, مالئاً أحذيتهم, وصارت الأرض الطّينيه ليّنةً مُتقلّبه ذات رغوةٍ غبشاء فائره, هائجه حتي كادت أن تبلغ منهم الرّكب, وتجوّلت ديدان الأرض وحشراتها تحت سراويلهم. وأصابهم ما أصابهم من تهّيج في جلودهم وأدواتهم الجنسيه, فتقرّقوا مهرولين , تركوه واقفاً مغمض العينان مُتمتاً بأحرفٍ مبهمه كمن به مسٌ من الجن!,
    أمّا من كان حوله من بشر, فقد إختفوا بين أجساد نسائهم بعد أن غسلوا أنفسهم بماءٍ بارد, والّذين لا يعيشون مع نساءٍ قد بّردوا أجسادهم الهائجه بعصير العرق البرّاق وسكنوا إلي مضاجعهم دون حراك حتّي منتصف ظهيرة اليوم التالي. شهد جميع سُكّان القريه بتلك الكرامه أو هكذا خُيِّل لهم, لم يتحدّث معه أحد قط ولم يتهمه أيٍّ من سكان البلد بالزندقه والفجور وأن الشيطان لم يتلبّسه أو يلامسه قط!.
    في إحدي الأمسيات وهو يؤدّي اّذان المغرب رأي خديجه مرّةً أخري, فأُصيب بدوارٍ بسيط تماسك بعده وترك الاّذان وكلماته تتجول في فناء المسجد باحثةً عن فمٍ اّخر ينفثها لمسامع الجميع ويرفعها نداءً للصلاه, أمّا هو فقد تبع خديجه حتي منزلهم ولهول ما معرف, أنها إبنة الفكي أحمد الذي لا يُرّجع له كلام.
    لم يتردد, دخل الحوش وراءها, فراي أهلها ووالدها سُجّداً يأدون صلاة المغرب التي تركها وراءه في المسجد, فجلس معهم مصلياًو خاشعاً تماماً كما يجب الخشوع, ولم تختلج له عضله في وجهه.
    عندما قال فكي أحمد السلم عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته وتلا الباقيات الصالحات, إلتفت ناحيته وقال : زوجناك إبنتنا خديجه إن رضيت! كاد أن يسقط من فرط ما سمع وبدأ يرقص من داخله وكاد أن يطير فرحاً,
    رغم أنّ أهلها وأبناء عمومتها كانوا متذمرين إلاّ أنها رضيت به وتم الزواج في أقلّ من أسبوع. تدافعت طبول الفرح ومزاميره منذ باكر الصباح وحتي قبيل الفجر بقليل. أمّا هو والذي لم يرْ إمراة في حياته فقد دخل إلي خديجه في مضجعه وهو متصبباً عرقاً لذجاً, ومجللأً بماء الحياه حتي حافة شعر رأسه ويرتعد كمن أصابته حمي. قبّلها وشمها ثُمّ أعطاها من سنابل الذره عصيراً ناضجاً, قاسياً, تاركا علي وجهها علامات الرضاء والإمتنان وألمٍ لذيذ, وهي بين الحياة والموت تمنّت أن لا يبارحها. كانت تفوح منه رائحة الصندل والبخور مختلطةً بعرقه البنيّ, رائحه تصاعدت مكسيةً القريه والغابه المجاوره بغطاءٍ خفيف من عُصارة الجسده, عندما داعبت تلك الرائحه أنوف صغار الغزلان, حملت وأجهضت قبل أن تبلغ الحُلم. أمّا الحيوانات البالغه فقد أُصيبت بالزُكام وحُمّي غريبه جعلها تدخل القريه باحثةً عن ماءٍ بارد تتمرّغ فيه لتطفئ حُمّي أجسادها . وجد سكان القريه أنفسهم يتجولون جنباً إلي جنب مع الحيوانات البرّيه في الشوارع وأنّها أصبحت أليفه غير اّبهه بمن حولها من بني البشر. والبشر أنفسهم قد تركوا كلّ شئ وسكنوا إلي زوجاتهم ثلاث أيام بلياليها لا تسمع فيها إلي هسيس سواقي الكلام الجميل وهي تعصر زيت الروح والجسد وتدلقه في إناءٍ واحد.
    في هكذا مهرجان تكوّن اّدم, ككرامةٍ أُخري......

    للحديث بقيه.

    (عدل بواسطة ibrahim kojan on 08-24-2008, 08:48 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
اّدم.... ibrahim kojan08-22-08, 09:35 PM
  Re: اّدم.... عبدالكريم الامين احمد08-22-08, 09:41 PM
    Re: اّدم.... ibrahim kojan08-23-08, 11:58 AM
      Re: اّدم.... Magdi Ahmed Elsheikh02-06-09, 09:46 PM
  Re: اّدم.... محمد المرتضى حامد08-22-08, 09:44 PM
    Re: اّدم.... ibrahim kojan08-23-08, 03:52 PM
  Re: اّدم.... Tariq Mohamed Osman08-22-08, 10:39 PM
    Re: اّدم.... ibrahim kojan08-23-08, 06:39 PM
  Re: اّدم.... هند محمد08-23-08, 01:33 PM
    Re: اّدم.... Ishraga Mustafa08-23-08, 02:27 PM
      Re: اّدم.... سلمى الشيخ سلامة08-23-08, 06:18 PM
        Re: اّدم.... ibrahim kojan08-24-08, 00:02 AM
          Re: اّدم.... Magdi Ahmed Elsheikh02-27-09, 12:32 PM
      Re: اّدم.... ibrahim kojan08-23-08, 08:35 PM
    Re: اّدم.... ibrahim kojan08-23-08, 07:22 PM
      Re: اّدم.... ناصر الاحيمر10-04-08, 08:02 AM
        Re: اّدم.... ibrahim kojan10-08-08, 08:52 PM
  Re: اّدم.... تماضر الخنساء حمزه08-23-08, 06:41 PM
    Re: اّدم.... Emad Abdulla08-23-08, 07:40 PM
      Re: اّدم.... خدر08-23-08, 08:38 PM
        Re: اّدم.... rosemen osman08-23-08, 09:04 PM
          Re: اّدم.... ibrahim kojan08-24-08, 05:38 PM
        Re: اّدم.... ibrahim kojan08-24-08, 12:44 PM
      Re: اّدم.... ibrahim kojan08-24-08, 11:00 AM
    Re: اّدم.... ibrahim kojan08-24-08, 08:33 AM
      Re: اّدم.... أيزابيلا08-24-08, 01:10 PM
        Re: اّدم.... Ishraga Mustafa08-24-08, 05:46 PM
          Re: اّدم.... Osman Musa08-24-08, 07:37 PM
            Re: اّدم.... ibrahim kojan08-25-08, 09:01 AM
          Re: اّدم.... ibrahim kojan08-25-08, 00:19 AM
            Re: اّدم.... Ishraga Mustafa08-25-08, 10:49 AM
              Re: اّدم.... ibrahim kojan08-25-08, 03:15 PM
        Re: اّدم.... ibrahim kojan08-24-08, 08:51 PM
          Re: اّدم.... هاشم أحمد خلف الله08-25-08, 09:56 AM
            Re: اّدم.... ibrahim kojan08-25-08, 10:18 PM
  Re: اّدم.... أبوذر بابكر08-25-08, 04:13 PM
    Re: اّدم.... هبة الحسين08-25-08, 05:31 PM
      Re: اّدم.... ibrahim kojan08-26-08, 09:59 AM
    Re: اّدم.... ibrahim kojan08-25-08, 11:09 PM
      Re: اّدم.... ibrahim kojan08-27-08, 02:41 AM
  Re: اّدم.... ibrahim kojan09-17-08, 07:14 PM
  Re: اّدم.... طه كروم10-03-08, 07:14 PM
    Re: اّدم.... ibrahim kojan10-06-08, 06:26 PM
      Re: اّدم.... ريهان الريح الشاذلي10-07-08, 08:44 AM
        Re: اّدم.... ibrahim kojan10-07-08, 10:44 AM
          Re: اّدم.... munswor almophtah10-07-08, 09:44 PM
            Re: اّدم.... ibrahim kojan10-08-08, 12:23 PM
              Re: اّدم.... ibrahim kojan11-27-08, 08:36 PM
                Re: اّدم.... خضر حسين خليل11-28-08, 02:21 PM
                  Re: اّدم.... ibrahim kojan11-28-08, 11:25 PM
  Re: اّدم.... حنين للبلد11-28-08, 02:18 PM
    Re: اّدم.... ibrahim kojan11-28-08, 08:21 PM
      Re: اّدم.... إيمان أحمد11-28-08, 11:45 PM
        Re: اّدم.... ibrahim kojan11-28-08, 11:54 PM
          Re: اّدم.... awad hassan12-01-08, 09:30 AM
            Re: اّدم.... ibrahim kojan12-13-08, 00:33 AM
              Re: اّدم.... awad hassan12-13-08, 06:14 AM
  Re: اّدم.... خضر حسين خليل12-13-08, 09:46 PM
    Re: اّدم.... HAYDER GASIM12-14-08, 03:02 AM
    Re: اّدم.... ibrahim kojan12-14-08, 09:29 PM
      Re: اّدم.... munswor almophtah12-14-08, 09:41 PM
        Re: اّدم.... ibrahim kojan12-25-08, 09:54 AM
          Re: اّدم.... عبدالكريم الامين احمد12-25-08, 10:08 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de