"حَشد" و "توحُّد" واستشراف حزب الوسط الفدرالي !!!

Quote: حزب الوسط الثلاثاء, 20 أيلول/سبتمبر 2011 14:21 ناقشت قبل أيام الطرح الذي قدمه البروف مصطفى إدريس حول ضرورة تكوين حزب جديد باسم حزب الحرية والشفافية والعدالة (حشد) ويبدو أن فكرة قيام حزب جديد يتجاوز الموجود في الساحة السياسية السودانية صار ينداح بشدة وسط قطاعات واسعة داخل المجتمع السوداني أو ما يمكن أن نطلق عليه الأغلبية الحيوية الصامتة التي خاب ظنها وتبدد أملها في جميع القوى والأحزاب والكيانات والحركات السياسية منذ الاستقلال حتى اليوم سواء كانت حاكمة أو في المعارضة، سلمية أو عسكرية. وذلك أما بسبب قصور في مناهجها أو أفكارها أو سياساتها وتصرفاتها، أو عدم وجود برامج واضحة مناسبة تحل مشاكل البلاد، أو للأهواء والأطماع والمكيدات السياسية والشخصية التي كانت طابع حياتنا السياسية وطابع زعاماتنا وأحزابنا منذ الاستقلال وحتى اليوم. يضاف لذلك التدخلات الخارجية على السودان الذي يقع في منطقة الضغط السياسي والفكري المنخفض. بعد تعقيبي على فكرة البروف مصطفى وصلني كتيب أنيق من تجمع الاتحاديين الديمقراطيين يحتوي على دعوة لقيام حزب وسط عريض وأذكر أنهم حدثوني عنه منذ فترة قبل دعوة البروف مصطفى وحسب ما عرفت منهم أنهم قد خرجوا من رحم الحركة الاتحادية حيث كانوا في بداية أمرهم حاولوا لم شمل الفصائل الاتحادية وتوحيدها ولكن اصطدموا بعقبات كثيرة أو كما جاء في الكتيب (خاب ظنهم وتبدد أملهم في وحدة مرتجاة بسبب الأهواء والأطماع الشخصية) فاتجهوا واهتدوا إلى فكرة جديدة وهو طرح فكرة حزب جديد هو حزب الوسط العريض. تتوزع أهداف فكرة حزب الوسط هذا في بلورة عقد اجتماعي جديد لكل السودانيين وبناء دولة مدنية حديثة وموحدة يحرسها الدستور والقانون والمواطنة كأساس للحقوق والواجبات والقيم والأعراف السودانية ويسودها العدل والمساواة والمشاركة السياسية والتمتع بحقوق الإنسان التي نادت بها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية. ويهدف الحزب إلى ملئ الفراغ الهائل في الوسط السياسي يستوعب كل التنوع السوداني بمنهج علمي ويقوم على الديمقراطية والمؤسسية، ويفتح الباب واسعاً للشباب من الجنسين لتأهيلهم لارتياد العمل السياسي بكفاءة واقتدار. ويهدف كذلك لمحاربة كل أشكال التمييز ومن أجل المهمشين ومن أجل نظام فيدرالي فاعل. ومن أجل الحريات العامة وفصل السلطات واستقلال القضاء والقوات النظامية والخدمة المدنية. هذا ملخص لأهداف الحزب إضافة لرؤى في القضايا الاقتصادية والاجتماعية والدستورية والسياسة الخارجية و قضايا التعليم والصحة.. إلخ. ولا شك أن الأفكار التي وردت في برنامجه تصلح لحوار واسع وعميق ولكني كما ذكرت في مناقشتي لفكرة البروف مصطفى أرى ألا يتسرع الاثنان في تكوين الحزب بل الأوفق الدخول أولاً في حوارات واسعة بهدف طرح الفكرة من خلال منابر تعقد خصيصاً لذلك في طول البلاد وعرضها لتشارك جميع قطاعات الشعب في صياغة أفكار تصلح لقيام حزب الوسط بالمسمى الذي يتفق عليه الجميع وأقترح فى البداية أن يجتمع ممثلون لكل أصحاب هذه المبادرات التي توافق على إنشاء حزب الوسط ليضعوا خطة متكاملة وتصور للحوار الشامل حتى لا يأتى وكأنه حكر لجهة واحدة دون الآخرين طالما يتفق الجميع على مبدأ الديمقراطية والمؤسسية. ذلك أن أسوأ ما بالأحزاب السودانية من أقصى يمينها إلى أقصى يسارها غياب الديمقراطية والمؤسسية فيها. إن فاقد الشيء لا يعطيه., أنصح الجميع بالحوار أولاً قبل التسرع بتكوين الحزب خاصة وهناك كثيرون لهم أفكار وفاعلية خرجوا من الأحزاب الحالية ويتطلعون لكيان سياسي جديد مقنع ومقبول يشاركون هم في أفكاره وتأسيسه وليس كما يحدث الآن مجرد تروس في ماكينة الأحزاب يحتكرها زعماؤها