|
Re: الأخلاق، الدين! .. أم مبدأ سيادة القانون؟ (Re: طه جعفر)
|
هذه الموانع خلقت واقعا معقدا علي مستوي الفرد و هو ما يعرف في علم النفس بالكبت و نتج عن هذا الكبت العديد من ملامح الاحباط الجنسي، الكبت علي المستوي الاجتماعي له اسقاطات فادحة التدمير و يمكن للجميع مراجعة كتاب الدكتور مصطفي حجازي عن التخلف الاجتماعي للاطلاع علي تلك النماذج من الاسقاطات . الجنس طاقة بناءة و هي طاقة الحياة و الحب التي تعاكس طاقة الموت و الكراهية فيجب التعامل مع اسئلتها بالجدية المطلوبة علي مستوي المناهج الدراسية و التراكيب القانونية و عدم تركها نهبا لاهواء الافراد و احكامهم. و كنتيجة لذلك الكبت تنتشر في العالم الاسلامي العديد من المظاهر غير ذات الصلة بمنطوق التشريع لان الانسان لم يعد يحتمل كل تلك المحرمات و الكوابح الكابتة لواحدة من اهم طاقات الانسان. وكنيجة لهذا الوضع الاجتماعي الفريد نجد مثلا في العديد من مجتمعات الخليج خاصة المخملية منها ان فكرة المثلية الجنسية نفسها ليست مرفوضة بل هي من الملامح الدالة علي أن الشخصية cool . و الان في سودان انتشرت جرائم الاغتصاب و جرائم الاعتداء علي الاطفال بصورة ملفتة و مثيرة للاهتمام، و الغريب في الامر ارتباط المثلية الجنسية بسيرة العديد من ادعياء الاسلام ، لماذا أقول ادعياء الاسلام مع أن الامر لا يعنيني لكن لان هذا النوع من الناس قد طرح نفسه في المجتمع كمرجع للاخلاق الحسنة و فكرة التقيد بمنطوق الشرع الاسلامي الذي يحرم العديد من تلك الممارسات الجنسية. في الغرب الان انتهت مرحلة الوعظ الديني و الادعاءات الاخلاقية الجوفاء بصورة كبيرة و اصبح الممنوع جنسيا هو: الاعتداء الجنسي مثل الاغتصاب، المعاكسة ذات المغزي الجنسي او حتي اللغة الجنسية المعتدية. الاستغلال الجنسي كحالات الجنس بين الاباء و الابناء او ايقاع المرؤسين و الخدم في حبائل الاغواء الجنسي بما يرغمهم عليه بنعومة. و من اشد المحرمات الاعتداء علي الطفولة. و من تلك المحرمات يتضح ان الممارسة الجنسية في جو من الرضي و القبول بين من هم في سن الثامنة عشر او اكثر منها ليس مرفوضا. العلاقات الجنسية بين الاقران ( افراد من نفس الفئة العمرية) دون اكراه غير مرفوضة ايضا. و معلوم كيف ينشط القانونيون و الشرطة في حراسة تلك القيم و المباديء. هذا الجو من الحرية و انصراف الكبت هو علي حسب ما يقول الدكتور شاكر عبد الحميد في كتابه علم نفس الابداع من اصدارات دار غريب للطباعة و النشر في القاهرة، هذا الجو من الحرية و حالة الفكاك من مترتبات الكبت الجنسي هو الاساس الذي ينبني عليه الابداع . اليس سيادة القانون ارحب مدي و اقرب لجوهر الانسان من الاخلاق الجوفاء و الوعظ الديني الكذاب المنافق.
طه جعفر
|
|
|
|
|
|
|
|
|