|
Re: انطباعات عائد من السودان بعد غياب عشرين عاما (Re: النصرى أمين)
|
صورت الرحلة في طريقي من الخرطوم إلى ودمدني بمحاذاةالنيل. لم نقطع كيلومترا أو اثنين إلا وفجعك منظر حمار أو جمل أو بقرة ميتة علىالطريق ولا يأبه أحد. يتكرر المشهد ونزداد حيرة متى نستفيق من الكابوس. لاحقتني نظرات أولادي ولم أقوى على التفسير. أما في طريق عودتنا شرق النيل فكانت الأكياس البلاستيكية منتشرة بشكل مخيف بعضها عالق على الأشجار وبعضها متراكم فوق أكوام الزبالة. لم أستطع أن أنظر إلى زوجتي أو أعلل لها ذلك وهي الآتية من بلاد خضراءجبلية عندم ا زرناها آخر مرة سوياً لم أر في كل أراضيها من صيدا إلى طرابلس كيساًواحدا من الزبالة مرمياً على الأرض. أما الأنهر والينابيع فتجد حولها المنتزهات العائلية والمطاعم النظيفة التي يستقبلك عمالها ببشاشة وابتسامة تفتح النفس. خبأت أمي حزنها وهي التي كانت تمني نفسها بقضاءأيام جميلة معنا في رمضان والعيد. لكن ما أن وصلنا أبو ظبي وهاتفتها حتى انفجرت بالبكاء والنحيب. والدي تمالك حزنه وقال لي أنجي بنفسك وأولادك. ودعتهم وغادرنا للعاصمة لإجراءات تغييرالحجز واستخراج تأشيرة الخروج وهنا بدأ فصل من المتاعب كأنما كتب علينا العذاب إنبقينا داخل الوطن أو تحملنا الغربة
|
|
|
|
|
|
|
|
|