تيسرت أمورنا في كندا وعزمنا الهمةوحانت ساعة السفر في آخر مايو الماضي بعد أن دفعنا الغالي وتكبدنا الكثير منالصعاب من تأشيرات لزوجتي وأولادي وتأشيرات ترانزيت للأمارات وحجوزات فندق إلخ.كان بيني وبين الحصول على الجواز الكندي أسابيع لكنني سافرت بجوازي السوداني وكانت غلطة فادحة. المهم سافرنا ولأنني كنت متابع من خلال المنابر الحوارية على النت كانت لدي فكرة مسبقة عن الأحوال السيئة في البلد لذلك جلست أنا والأولاد وزوجتي وشرحت لهم عن بعض الصعوبات التي قد تواجههم. وصلنا الخرطوم وكانت أختي التي تعمل في منظمة ألمانية وتعتبر والحمد لله ميسورة الحال في استقبالنا في ما يسمى المطارمجازاً ثم بدأت الصدمات تتوالى علي واحدة تلو الأخرى كالصواعق. وجدت أهلي والحمدلله لكني لم أجد الوطن. وجدت بقايا وأطلال لبقعة سكنتها يوما ما كان اسمها السودان. تمالكت أعصابي ونظرات زوجتي وأطفالي لي تقول لقد كذبت علينا. وبعد فرحتي بلقاء أحبتي وأهلي اصطحبت زوجتي وأولادي وأخواتي للبكاء على أطلال مشروع الجزيرة الذي بيع في سوق النخاسة بأبخس ثمن كانت صدمتي الأولى عندما شاهدت المدرسة النموذجية التي كانت يوما ما صرحا علميا يضم من المعلمين الأجلاء من يرقى لدرجة وزير أو سفير. لم يتبق من المدرسة سوى شجيرات وهرمت مبانيها ولم يعد هناك أثرا لمسرحها الذي كان يشهد كل يوم خميس جمعية أدبية لمدة ساعتين تقدم مادةأكاديمية وثقافية دسمة وتستضيف أحيانا ضيفا من خارج المدرسة ليلقى محاضرة في مجالات شتى أما ميادين كرة القدم والسلة فليس هناك على ما يدل أنه كان في تلك المدرسة يوماً ما نشاط رياضي من الدرجة الأولى وساهم في رفد الدورات المدرسيةللمرحلة الثانوية العليا بمواهب جمة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة