|
|
 أهلنا الشماليين الحبة ما حاتجيهم بإذن الله - ولدي أسبابي
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكثير من العنصريين في هذه الأيام أصبح يهددون بالويل والثبور وعظائم الأمور مواطني شمال السودان .. البعض يريد أن يشعلها حريقا في كافة أرجاء السودان وفي الشمال بالذات .. والحجة الخائسة في ذلك: لماذا الحرائق في كل أنحاء السودان ما عدا الشمال؟ وبدل أن يشغل كل واحد طايوقه ويعرف أن السبب هو ليس لأن الحكومة حكومة جلابة كما يزعمون أو أن الحكومة الجلابية تجامل أهلها في الشمال.. السبب ببساطة أن الشماليين لم يرفعوا السلاح في وجه الحكومة يوما ما وإلا فلو رفعوا السلاح لرأيت الطائرات والصواريخ تدكهم دكا شأنهم شأن كل من رفع السلاح في وجه الحكومة .. فلا يتوقع أحد أن يرفع السلاح في وجه دولة وأن تبقى مكتوفة الأيادي أو تأتي وتسلم عليه وتقول له: على عيننا وراسنا .. شكر الله سعيكم.
بل إن الشماليين في النوبة وفي المناصير والذين قالوا لا للسدود ولا للتهجير قتلتهم الحكومة بدم بارد!!! إذن فعلام النقمة والحقد على مواطني الشمال الطيبين الهادئين الوادعين؟ ولماذا يتهددهم العنصريون بالغزو ودخول الخرطوم ومناطقهم الأخرى؟؟ إن هذا التهديد والوعيد سيؤدي إلى حريق شامل وإلى صوملة لا شك فيها ... وهؤلاء البائسون بدل أن يوجهوا نضالهم وخطابهم للحكومة عملوا على عرقنة الصراع واستثارة الضغائن مما ينذر بشر مستطير ونار تلظى ستحرق أول ما تحرق من أشعلها.
أهلنا الطيبين الهادئين المسالمين في شمال السودان لن يصيبهم أي مكروه بإذن الله تعالى وقلت لكم إن لدي أسبابي، وهي كالآتي:
1/ النية البيضاء:
الشماليون بالجملة نيتهم بيضاء وقلوبهم طاهرة نقية ليس فيها غل ولا حقد لأحد، ولديهم قبول لمن يسكن بينهم ويعاشرهم بالحسنى .. سواء كان من باقي مناطق السودان أو حتى لو كان أجنبيا من خارج السودان، وانظروا إلى من كثير ممن يأتي من خارج الشمال ويعيش فيه لا يود الرجوع إلى منطقته الأصلية، وقد رأيت الكثير من مختلف أنحاء السودان يستوطنون الشمال ومنهم من تزوج من أهله وعبر لي بسعادة غامرة عن راحته في الشمال وعدم رغبته في الرجوع إلى منطقته - الشمال المقصود به قرى ومدن الشمال وليس الخرطوم .. والكثير من مختلف المناطق ولا أريد أن أسميها قال لي أنهم في مناطقهم لا توجد عندهم الرقة والحنية التي هي موجودة عند أهل الشمال، وقال أن في مناطقهم الواحد حتى لو أراد أن يقول السلام عليكم يقولها بقوة وجلافة عكس أهل الشمال الوادعين.
انظروا الآن إلى مختلف أجناس السودان ومن خارج السودان الذين يعملون في التنقيب عن الذهب ولا أحد يسألهم أو يطردهم .. بالله عليكم لو كان هذا الذهب في أي منطقة سودانية هل كان سيجد المنقبون راحتهم ويجدون الأريحة في البحث والتنقيب والاستفادة منه؟؟؟ أنظروا إلى الحبش الذين يسكنون السودان ويضايقون السودانيين في أشغالهم ( بناء - عمالة - ستات شاي - سواقة ركشة ) ومع ذلك لا أحد يطردهم ولا يضيق عليهم.
أنها النية البيضاء أو سلامة الصدر تجاه الآخرين التي يتمتع بها أهلنا في الشمال وهي التي ستعصمهم وتنجيهم بإذن الله تعالى من حقد الحاقدين وكيد الكائدين وحسد الحاسدين
اصبر على مضض الحسود فإن صبرك قاتله *** فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
2/ {اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً } فاطر43
سنة الله في الأولين والآخرين أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله .. وأن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ... وأن السحر لا بد أن ينقلب على الساحر .. ونحن ننتظر سنة الله في المتآمرين الذين يحشدون الحشود ويثيرون الأحقاد ويؤلبون الدول الغربية على السودان ولو نظروا بعين العقل إلى ما جرى في العراق - أفغانستان - الصومال لارعووا ورفعوا أيديهم .. إن عودة المكر السيء على أهله شهدناها أكثر من مرة لو يتدبر الناس، وسأمثل على ذلك بأمثلة:
المثال الأول: الهالك جون قرن
الذي ظل 21 عاما يحارب ويقاتل ويفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل .. يتم الأطفال ورمل النساء وعطل اقتصاد البلد وأهلك شباب البلاد .. ماذا كان نصيبه في النهاية؟ 21 سنة يحارب في السودان وأهله و 21 يوم في الحكم وبعدين باي باي .. وسقطت طائرته في نفس الوادي الذي بدأ منه التمرد.. أليست عبرة.؟ أليست عظة؟؟؟ لما جاء قرنق انتفش الجنوبيون وأعوانهم من اليساريين وظنوا أنهم قد جاءتهم الفرصة لحكم السودان .. انتفش الجنوبيون وأخذوا يعتدون على الناس في الطرقات والأسواق ويقلعوا حق الزول عينك عينك .. وفي الحافلات يرفضوا أن يدفعوا ويتحرشون بمواطني الشمال الأبرياء والذين لا حول لهم ولا قوة وتركتهم حكومتهم يقاسون الأمرين .. فجأة جاء الأمر الإلهي .. ستوب!! هلك جون قرنق وخرجت أحقاد الجنوبيين وذبحواا الناس وحرقوا الممتلكات فانتفض الشماليون وردوا السيئة بمثلها والأدبة الياها لمن انكرشوا مؤدبين .. عظة وعبرة
المثال الثاني: خليل إبراهيم والذي وضع يده في يد أعداء السودان وهو الدباب السابق وجاء لغزو الخرطوم فرجع خائبا .. طرده بنو عمومته من تشاد ومزقوا جوازه .. وضع يده في يد القذافي وقاتل إلى جواره وفي النهاية اتزنق زنقة كديس في ليبيا ومرق بالتلتلة ولو الثوار الليبيين شدوا حيلهم والجنائية فيها عدالة ستطاله الجنائية لكن الجنائية الدولية لأنها مسيسة وموجهة لأغراض معينة لن تطاله .. لكن خزيه سيزداد وندامته كذلك بإذن الله.
المثال الثالث: القذافي وحسني مبارك هذان الطاغوتان الكبيران اللذان بقيا طوال سنوات حكمهما يكيدان للسودان ليل نهار .. يضغطون السودان بالطول والعرض وكل له مطامعه .. مبارك يريد احتلال السودان والاستفادة من موارده ... والقذافي لا يريد دولة مجاورة تكون قوية ومستقرة وشغال مع السودان بنظرية: سهر الجداد ولا نومو .. مافي نظام حكم مر على السودان إلا والقذافي دعم معارضته من النميري إلى البشير .. دعم المرتزقة وجون قرنق وخليل وكانوا ينتظرون انفصال الجنوب عشان يدوروا فينا ولكن الحمد لله رب العالمين .. أين مبارك والقذافي الآن؟؟ نالوا جزاء صنيعهم والقادم أسوأ بإذن الله.
المثال الرابع: حكومة الإنقاذ
والتي ظلت تسوم الشعب السوداني العذاب وتذله .. وما ذاق السودانيون مذلة وفقر وعوز في حياتهم مثلما ذاقوه على يد الإنقاذ .. قتلوا الأبرياء وشردوا الآمنين من ديارهم في كل أنحاء السودان وعرف السودانيون المهاجر لأول مرة في حياتهم فتفرقوا شذر مذر في أنحاء المعمورة طلبا للقمة العيش الكريم وطلبا للأمن والأمان الذي فقدوه في ديارهم .. ومنهم من قنع من خيرا في البلد .. ماذا حل بالانقاذيين الآن؟ منهم من قتل حرقا ومنهم من قتل غرقا ومنهم من فقد عقله ومنهم من افتقر حتى أصبح يستجدي لقمة العيش!! والباقون في السلطة جاءتهم الجنائية سيفا مسلطا على رقابهم بما كسبت أيديهم سلط الله عليهم بذنوبهم من هو أقوى منهم .. الجنائية ظالمة والإنقاذ ظالمة ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ) ولسة حيشوفوا طالما هم بيظلموا في عباد الله.
3/ الصدقة والتراحم
أهل السودان عموما واهل الشمال خصوصا للصدقة عندهم قدر كبير .. الكرم والبذل وإغاثة الملهوف ونجدة المكروب صفات اتسم بها مواطن الشمال بصورة واضحة .. خيره للقريب والبعيد وصدقته تصل حتى فلسطين والصومال والعراق!! والصدقة كما تعلمون تقي مصارع السوء والآفات والهلكات والصدقة تسد سبعين بابا من البلاء والصدقة تشفي المريض بإذن الله .. أحد الدكاترة التوانسة في الجامعة في التسعينات كان مندهش جدا من التراحم بين الشعب السوداني وقال لي: أنتم تعيشون بالتراحم ولولا التراحم مع هذا الوضع لأصبح الناس كالوحوش يأكل بعضهم بعضا لكن فيكم صفة الرحمة .. قوم كهؤلاء لن يخذلهم الله ولن يضيعهم وسيكبت الله عدوهم ويخزي الحاقدين عليهم ويرد كيد الحاسدين بإذن الله تعالى.
وفي النهاية أتمنى أيضا أن يأخذ أهل الشمال حذرهم وأن يتعلموا بعض الحيطة، وأن يتسلحوا لا للاعتداء على أحد ولكن لرد الاعتداء فكل السودان اليوم مسلح.
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
محمد جلال عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست