الاستاذ حسين خوجلي يرد على ما كتب في سودانيزاونلاين ...

Quote: (1) < وعاد الأستاذ علي عثمان محمد طه نائباً أول لرئيس الجمهورية.. وهو لقب وعبء يستحقه الرجل الذي غاب عنه باشتغال المحل بحركة المناسبة.. فأرجو ألا تفاجئه وتفاجئنا مناسبة أخرى، فهذا زمان الحضور الكثيف والواثق الذي لا يحتمل تغييباً أو غياباً ولو لشهر واحد وإلا فإن مياهاً كثيرة ومتدافعة ومالحة سوف تجري تحت الجسر.. < الأخ الدكتور الحاج آدم يوسف يسجل مفاجأة جديدة في تاريخه السياسي العاصف وهو يتأرجح ما بين كرسي الإعدام وكرسي إبهام الحكومة الذي بصموه به قبل أقل من 48 ساعة .. والرجل الغامض لا يعرف الرمادية أبداً، فهو من أقصى الموت إلى أقصى الحياة، ومن أقصى النسيان إلى أقصى المثول، ومن أقصى الشعبي إلى أقصى الوطني، ومن أقصى السخط إلى أقصى الرضى، ومن قلب عباءة الشيخ إلى قلب صولجان الأمير.. ولأن دراسة الفلسفة والزراعة تعلّي من مقام البدايات والنهايات، فإن شخصية الرجل هي الأدخل في فضاءات الجدل والدراما وكواليس الأجهزة.. وعلى كل حال فإن الحال يقتضي الانتظار حتى تدلف يد الرجل على ثغر المصحف الشريف لنرى ما سيفعل وماذا ستفعل دارفور التي جربت الحجر فلماذا لا تجرب أستاذ الزراعة العجيب.. وإن حق لنا استدعاء البشارة والتهنئة بصديقنا الحاج فإننا لن نجد أصدق من عبارة أهلنا في الجزيرة في ترحابهم البشوش بالجديد: (إن شاء الله شايل اسمو)!! (2) < إن أقسى ما يواجهه السودانيون الآن أن نفحة البترول العابرة قد أفسدت دواخلهم تماماً.. فإن كانوا اليوم قادرين على الإضراب عن اللحم والطماطم فإن الدواخل والأنفس اليوم ما عادت قادرة على ممارسة اللطام ولا الفطام، ونخشى أن يكملها أحد أهل الرجز: ولا الصيام. (3) < يبدو أن العاصمة سوف تمتليء بالناس والبطالة حتى تُفقِر الولايات، مع أن كل العواصم الذكية تُخلي أكنافها من التكدس والتبطل حتى تُثري الريف، ولكننا كما يقول السعوديون (السودانيين غير). (4) < ليس في الجوار صوفيّ بركة ومكتفٍ بالحلال ، وليس في الجوار زعيم سياسي عالم وزاهد وحصيف ومتفق عليه، وليس هناك مشروع محيط بالعامة والخاصة يدق بوابة الأمل الصلدة .. ورغم هذا فإن أهل الشطحات يظنون أن إِحكام الإغلاق (بكسر الألف في الأولى) هي التحقُّق بأَحكام الآفاق .. بالفتح. (5) < الجنوب يترك جوبا جنوباً ويتجه صوب راشيل شمالاً .. مهما كانت الأسباب المتشائمة في التبرير والغايات، فإن قرب الدار – لغةً – خير من البُعد. ومثلما أن الالتماع يزيد الأبنوس بريقاً فإن التجلي يزيد القمر بياضاً (الله للخمري)!! < إن أول درس تعلمناه في السياسة ونحن على أعتاب المدارس الثانوية، كان (إنكم مُقبلون على أمر ترفضه الأغلبية ولكن التاريخ يصنعه الخواص الخارجون عنها بالحسنى وانتظارها في آخر السبيل، ولذلك لا تحلموا أبداً بتصفيق الملايين ورضاهم، بل بدلاً عن ذلك احتملوا ألسنتهم الحداد وادعاءاتهم الطليقة في الخطل ونسج الروايات بما يريح هوى الغيظ والمعارك غير الشريفة).. وهي كلمات منحتنا الراحة النفسية مبكراً ضد الاساءات ما ظهر منها وما بطن، ولهذه العافية النفسية فقد أصبحت غير ميال للرد عليها أو حتى الوقوف عندها، بل أنني في الغالب لا أرد عليها أصلاً إلا إذا جاءت في محيط فكرة أو دائرة نظر.. إلا أن أحد الأصدقاء حمل لي قصاصة من موقع سوداني شهير، تحمل شحنة من التعدي اللفظي المتهافت حول مقال قديم كتبته حول حاجة أهل السودان لثقافة مركزية جامعة تُسقط ببيدرها المتسع غلواء العصبيات والإثنيات، وتلغي بلُغتها انغلاق الرطانات، ورشحت (العربية) لذلك الدور بكل معناها الحضاري المتسع، وهي عند الله والناس أكرم من كل ما دونها وإن أحببناه.. وقد أكون أصبت أو أخطأت ولكنها على أي حال دعوة للنقاش لا دعوة للشتائم التي يجيدها أي أحد لأن قاموسها في السبعة بيوت (أكرم الله السامعين) أوسع من قاموس بيوت الهجاء بكل اللغات.. ومن هذا الهراء الذي أثلج صدري ما كتبه المدعو (ب.ص)، والذي أعرفه منذ أن كنت طالباً جامعياً حين كنت أحضر لوزارة الإعلام لاقتناء صور تاريخ السودان من مكتبة الوزارة لإعداد المعارض.. وكان (ب) هذا يومها سكرتيراً راتباً لكل وزراء مايو في فضاء مفتوح بالمدخل والخنوع يسمح له بالابتسام المدفوع الأجر لكل الغادين والرائحين وليس غير ذلك.. وعمل من بعد ذلك سكرتيراً للأستاذ عبد الله محمد أحمد بعد الانتفاضة لأنه كان يُخطره بقدومنا كإعلاميين وصحافيين ويمارس ذات الابتسامة المصنوعة وتقديم الخدمات وتدبيج خواطر التخابر والتخاطر.. ومن لطائف الأحزاب وكرمها أنها جعلت وزيرها في حراسة كادر مايوي خُلق لتدبيج الملاحظات الخفية وابنة عمها. قال (ب.ص) أنه يبغضنا، لأنني – أن المفترى عليه - قد دبجت مجموعة مقالات أحرّض فيها السلطة على إعدام الشاب مجدي محجوب في قضية الدولارات الشهيرة.. وهذا كذب لعمري صراح أقوى ما فيه من مرافعة مضادة أنني لم أكتب في هذا الشأن أبداً ولم أحدث نفسي، وثانياً أنني بعد إيقاف ألوان مع البيان الاول للإنقاذ لم أكتب إلا بعد عودة الصحف وعودة ألوان للصدور عام 1996 أي بعد سبع سنوات من إيقافها.. ولعل الزملاء ما زالوا يذكرون عبارتي ذائعة الصيت حين سألني أحدهم في لقاء لمجلة: لماذا لا تكتب؟ فقلت له: (أنا لا أكتب إلا في صحيفتي، ومادامت ألوان موقوفة فلا عطر بعد عروس).. ومن الأسرار التي أعانني المدعو (ب.ص) على كشفها اليوم هو شعوري بالغصة والاكتئاب لعدم التبرير السياسي أو الفقهي للأسباب التي أدت لإعدام هذا الفتى ورفيقه النصراني الشاب الناشط في مجال العملة.. وقد ذهبت لأحد الكبار من العسكريين ولأحد المنظرين المدنيين يومها وأبلغتهما دهشتي على غباء ورعونة هذا الحكم، والغريبة أن الإثنين استمعا لي في صبر ولم يجيبا.. وإن كانت لي كلمة أهمس بها في أذن الإخوة في إدارة الموقع إياه.. وهو موقع في ظني رغم نقائصه ومنغصاته.. يظل مساحة للبوح الطليق والحر للسودانيين الذين يرون السودان فقط عبر (نضال الكيبورد).. وهو على علاته أفضل بكثير من الصمت والخوف والمداراة.. وإذا لم تعد هناك مساحة لإقصاء الشتيمة فلتكن هناك آلية لتقصّي الكذب وتحري الصدق، وهي نسبية في الفعل تجعلنا نرفع الشعار ضد إطلاق اللا مبالاة (نعم للشتيمة.. لا للكذب).. وهو تشبيه يشبه علاقة بعضنا ببعض في هذا الواقع البائس واليائس داخل الحدود وخارجها.. وإذا كانت لي دعوة – وأرجو أن تكون مستجابة – لأنها في هذا المقام صادقة: اللهم اغفر لمجدي وعوّض شبابه الغض بجنة عرضها السموات والأرض، وأن يجلل سماء أسرته بالصبر الجميل وقبيلته التي يحمل لها أهل السودان الكثير من الحب والتقدير، ويغبطونهم في هذه الموهبة المفطورة على إشاعة الفرح والسخرية في أقصى لحظات المتاعب والابتلاءات.. وإن كان للمايوي الأمنجي السكرتير رغبة في ربط الأواصر وعقد الخناصر، فإن مدخله ليس بالكذب والتدليس وأخلاق الصغار.. وحسب ظني أن هذه أرومة لا يفوت حسن تقديرها مثل هذه الرذائل والدناءات. عزيزي القارئ.. إن كانت الجملة الاعتراضية لم تُنسكم حرارة الدعاء فإنني أواصل: اللهم عليك بالكاذب (ب.ص)، المتطاول علينا بزعمه وأكاذيبه، العائش على فتات الصليبيين وشذاذ الآفاق والمتدثر بعزوتهم ليل نهار.. اللهم أضمر عمره واهتك ستره وزده في بغض كاتب السطور، فإن كراهية أمثال هؤلاء، تُدنينا من الجنة وتبعدنا من النار وتحشرنا في زمرة التائبين والآيبين والصابرين. اللهم آمين.