|
Re: زقاق نسوان (Re: د.نجاة محمود)
|
(2)
فاطمة حامد أونور
وينطقونها فاطنة. وينادونها ام ضرار. ولدت فى قوز رجب، لأب من الأمرأرا ويمكن إعتباره ثريا من نوع ما. وأم من بنات الخاسا، جاءت من سواكن، وعاشت منبوذة بين أهل زوجها!!
ماتت أمها فى الوضوع، تاركة لهم طفلاً كثير البكاء، لحق بأمه بعد أقل من شهرين، وكانت حينها لم تبلغ الخامسة بعد.
ولسبب ما، لم يتزوج ابوها مرة أخرى، وكان كثير الترحال، فى أشغال المعيشة، وقد قيل أنه إستعاض عن الزواج، بمعاشرة بنات الحبش والصومال. وقيل إن عنده خليلة فى أروما، وأخرى فى توكر، والله أعلم. ثم مات عنها، وهى دون العاشرة. فاستولى أعمامها على كل ماله، وأنعامه، من غنم، وإبل. وانتقل بعضهم ليسكن فى البيت الذى ولدت ونشأت فيه!! وجعلوها فى خدمة نسائهم البدينات، يأكلن ويشربن طوال النهار، ويتغنجن تحت أزواجهن طوال الليل. وهى تسقى، وتحتطب، وتطبخ، وتكنس، وتغسل، يدا بيد مع بقية الخدم، وغالبهن من بنات الخاسا، والفراتيت.
هربت مع سائق شاحنة، تحمل بعض البضائع. إالتقاها خارج البلدة تحتطب، واشتكت له من معاملة أعمامها ونسائهم، فوعدها بأن يجد لها مأوى فى المدينة الكبيرة، فركبت معه. وفى الطريق إغتصبها عدة مرات، حتى أوصلها الى بورتسودان ثم تركها فى مطعم عند طرف السوق ومضى فى حال سبيله. فاستخدمها صاحب المطعم حينا، تخدم الزبائن نهارا، وتخدمه شحصياً فى الليل. ثم لما هربت منه الى بعض البيوت فى ترب هدل، إستخدمتها ########ة، كانت فى الأصل جارية عند بعض الأفرنج، ولما أعتقوها، إمتهنت الدعارة، تخدم السفن وبحارتها.
استهوتها حياة الخمول، والكسل، حتى أدخلتها ال########ة يوما على إبن عم له، عرفها على الفور، فنهض الى سكينه، يروم عنقها، فهربت، تاركة الجمل بماحمل. وماكانت لتجرؤ على أن تمضى ليلتها فى تلك المدينة، وهى تعلم أن خبرها سيشيع، وأن ابناء عمومتها سيقضون الليل بطوله يبحثون عنها فى كل بيوت البلد، فاندست فى قطار وجدته فى المحطة على وشك التحرك، ولم تهبط منه إلا فى كسلا.
واجهتها مشكلة أن غالب تجار المدينة من الأمرأرا، وخشيت أن يعرفها من ينقل خبرها، فغادرت مسرعة الى القضارف، ولم تبق فيها كثيرا، حيث أوعزت اليها واحدة من البنات، أن فى الخرطوم متسع للرفاهية والدعة والمال الوفير، ولا أحد فيها يعرف جاره بالجنب. فاستجمعت ما وفرته من مال قليل وتوكلت على الدائم، ثم على الديزل،وهبطت العاصمة ذات صباح، تسأل عن عنوان كانت قد تدرعت به من بورتسودان. وراحت تتدعر مطمئنة، حتى ضربها السفلس، وأنفقت كل مامعها من مال ومصاغ، تبحث عن العلاج، دون جدوى، وقد هجرها الزبائن حين شاع خبر مرضها. وتدحرجت قليلا قليلا حتى إنتهت الى الزقاق. تجمع مايتساقط من عربات الخضار، طماطماً أو ربطة جرجير، تغسله ثم تأكله، أو تكومه لتبيعه بنقود قليلات بالكاد تكفى لشراء قطعة خبز حاف.
قيل نها جاعت يوما والسوق مغلق ابتهاجا بعيد الفطر، فلم تجد ماتسد به صراخ بطنها، سوى ماطفح على جنبات بالوعة الجزارين، من دم، وبقايا لحم متعفن، والجوع كافر، والبرد كافر، والعيد نفسه بدا كافرا، فاغترفت لنفسها بعضا من ذاك. وعند ظهر أول أيام العيد، عثر عليها بعض المعيدين، فى طريقهم من حى العرب الى حى السوق، وقد تكرفست ميتة.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مال منعم الجزولي لا ياتينا ويذهب الى القرية التي تلينا (يوجد ابداع) | د.نجاة محمود | 09-10-11, 04:29 AM |
زقاق نسوان | د.نجاة محمود | 09-10-11, 04:32 AM |
Re: زقاق نسوان | د.نجاة محمود | 09-10-11, 04:33 AM |
Re: زقاق نسوان | د.نجاة محمود | 09-10-11, 04:34 AM |
Re: زقاق نسوان | د.نجاة محمود | 09-10-11, 04:35 AM |
Re: زقاق نسوان | د.نجاة محمود | 09-10-11, 04:36 AM |
Re: زقاق نسوان | د.نجاة محمود | 09-10-11, 04:37 AM |
Re: زقاق نسوان | د.نجاة محمود | 09-10-11, 04:48 AM |
Re: زقاق نسوان | محجوب البيلي | 09-10-11, 06:24 AM |
Re: زقاق نسوان | د.نجاة محمود | 09-14-11, 00:49 AM |
Re: زقاق نسوان | Huda AbdelMoniem | 09-14-11, 09:12 PM |
Re: زقاق نسوان | Huda AbdelMoniem | 09-14-11, 09:16 PM |
Re: زقاق نسوان | Al-Shaygi | 09-14-11, 09:42 PM |
Re: زقاق نسوان | د.نجاة محمود | 09-16-11, 09:19 AM |
Re: زقاق نسوان | د.نجاة محمود | 09-17-11, 04:14 AM |
Re: زقاق نسوان | Mohamed Abdelgaleel | 09-17-11, 09:30 AM |
Re: زقاق نسوان | Abd-Elrhman sorkati | 09-17-11, 02:09 PM |
Re: زقاق نسوان | د.نجاة محمود | 09-18-11, 06:22 AM |
Re: زقاق نسوان | عبدالله الشقليني | 09-18-11, 12:58 PM |
Re: زقاق نسوان | Elkhawad | 09-18-11, 01:23 PM |
Re: زقاق نسوان | Abd-Elrhman sorkati | 09-18-11, 04:58 PM |
Re: زقاق نسوان | د.نجاة محمود | 09-18-11, 05:09 PM |
Re: زقاق نسوان | بله محمد الفاضل | 09-24-11, 12:09 PM |
Re: زقاق نسوان | Rasha Swaraldahab | 09-24-11, 12:57 PM |
|
|
|