|
Re: Reومثلي لايسال من المصدر (Re: MAHJOOP ALI)
|
الأخ خالد كودي تحياتي مجدداً عدم تشابه الأنظمة الديكتاتورية لم أعنِ به السياقات العامة والأطر التي تعمل وفقاً لها، وإنما السياقات الزمنية والاجتماعية والتناقضات التي تخلقها في المصالح والاصطفاف. عنيتُ بالوعي، العملية المستمرة في التنوير. رميتني بعدمِ الالتفات للفارق الكبير بين الإنقاذ وغيرها، لكني أزعم بأنني على النقيض تماماً منتبهٌ تماماً لهذا الفارق. والفارق ليس في جوهر الإنقاذ، وإنما في ما خلفته الإنقاذ بناءً على إرثٍ كبيرٍ من وعيٍ أراه زائفاً. لن ننتظر - قطعاً - استكمال حلقات العمل على جبهة الوعي، لكن التغيير بحد ذاته يحتاج قدراً من الوعي..القدر الذي يتيح لنا أن نتحرك جميعاً دون أن نُجابه بأسئلة بسيطة ناتجة عن تكريس التجهيل والتنميط طوال سنوات الإنقاذ. قلتُ في مناظرتي مع د. الدعاك على شاشة النيل الأزرق إن أسوأ ما فعلته الإنقاذ - إلى جانب القتل والتشريد والتعذيب والحرق - تدمير العقل والأخلاق بصورة منهجية. وأنا مصرٌ على كلامي هذا. فالحقيقة إننا نحتاج إلى عملٍ مكثف وعاجل من أجل استنهاض الناس، ليس بالخطاب السياسي وحده، وإنما بخطابٍ أعمق، يتجاوز السياسي المباشر إلى الفكري بطريقة أكثر تبسيطاً. لحظتُ خلال رحلتي والأحباب د.محمد المهدي حسن ومحمد فول وفتحي حسن عثمان إلى جنوب كردفان قبيل الانتخابات أن الناس كانوا يتجاوبون بشكلٍ مثير للدهشة مع كلامي عن الأصول الواحدة لنوبيي الشمال والجبال. تحدثت عن اللغة المشتركة بين الدناقلة والنوبة الغلفان مثلاً. أفضتُ في الحديث عن المشتركات الثقافية السابقة لسنار والفونج وعن الاستعلاء الزائف الذي يُمارس في السودان. تحدثنا عن السلوك المتشابه بين ملوك نوبة الجبال وملوك النوبة قديماً في ما يتعلق بـ(النبل) في الحروب، وعن الدور الريادي للنوبة في المهدية، وعن الثورات المستمرة في الجنوب ضد الاستعمار، بل وعن دور بعض القبائل الجنوبية في صناعة الحضارة السودانية - النوبية. كنا نسعى لنسف خطاب الحرب - المؤتمر الوطني - الطيب مصطفى - إسحق فضل الله، القائم على الكراهية والعنف. كنا نتحدث من وحي مرورنا بقرية الفيض أم عبدالله، ومشاهداتنا في جنوب كردفان. يجب أن يعلم الناس يا خالد أن ثمة تاريخاً مشتركاً وأعمالاً عظيمة قبل قرون الاستعلاء والتمايز. يجب أن يشعروا بالتضامن وأن مشكلتهم واحدة، وهي الإنقاذ. أتفق معك أن أولى شروط التقدم القضاء على الإنقاذ، لكن..كيف؟ من الضروري في تقديري ألا نهمل جبهة العمل الاستراتيجي لفائدة العمل المرحلي. لطالما أهملنا هذه الجبهة..جبهة استنهاض الوعي، ومحاصرة مشروع التدمير الإنقاذي بمشاريع للاستنارة،لأن التغيير يحتاج حداً أدنى من الوعي، تتبعه بعد سقوط الإنقاذ تغييرات جذرية في التعليم وكيفية البناء الثقافي التعددي. نعم، تمكن غوبلز من صنع ذلك وسط شعب أكثر تعليماً وكان له القدح المعلى - في أوروبا - في تكريس الفلسفة والعقل، ورغم ذلك كان للآلة العسكرية الخارجية فضل تخليص ألمانيا من الحكم النازي ! هل ننتظر تدخلاً خارجياً كي يخلصنا من الإنقاذ؟ كلا، لكننا - مرةً أخرى أكرر - أهملنا أدوات الصراع الحقيقية طيلة سنوات التجمع، وطيلة سنوات العقد الأول من الألفية: الخطاب الفكري والثقافي الذي يتصدى لخطاب الإنقاذ. في تقديري كان إنشاء قناة فضائية أولى من تسليح 10000 مقاتل، لأن ما يصنعه الإعلام في عالم اليوم يفوق التصور ! لم تفت الفرصة بعد، فالتقدم التكنولوجي وفر لنا الفيس بوك وتويتر وسودانيز أون لاين، لكن يبقى العامل البشري حاسماً، فالتكنولوجيا مجرد وسيط. العامل البشري مناطٌ به أن يخلق التغيير في عقول الناس أولاً..من حلفا إلى كوستي، ومن طوكر إلى الجنينة. أنا هنا أركز على دور (الفرد) في صناعة التغيير. مهمتنا كأفراد تبدأ حين يسأل كلُ واحدٍ منا نفسه: ماذا فعلت من أجل صناعة التغيير؟ نحن للأسف يا خالد، وبصورة جماعية لا أبريء منها نفسي البتة، نبحث عن (شماعات) نعلق عليها خيباتنا الفردية والجماعية. استمرار الإنقاذ ليس مسؤولية فلان أو علان، إنها في المقام الأول مسؤوليتي ومسؤوليتك ومسؤولية كل من يؤمن أنه يمكن أن يعيش في وضع أفضل حرمته الإنقاذ منه ! درجة من درجات الوعي الذي أتحدث عنه يا خالد تغيير نمط تفكيرنا ذاته، بالانتقال كلياً إلى تقدير المسؤولية الفردية في التغيير. بعضُ الناس هنا في السودان يظنون أن إشارة من فلان أو موقفاً عن علان كفيلٌ بتغيير الإنقاذ. هذا الوهم يجب أن نعمل على تغييره، التغيير مسؤولية كل واحدٍ منا، ولن ننتظر إشارة فلان أو علان، بل، من الأفضل أن لا ننتظرهم، لأننا..نحن من نريد التغيير، ونحن من نحلم بمستقبلٍ أفضل. حديثي عن ثورة الجوع وثورة الكرامة تعززه قراءتي للمشهد السوداني في كلياته، وأتمنى أن أكون مخطئاً. لم يقم نظامٌ بإهدار كرامتنا كما فعل نظام الإنقاذ، ولم يكن واجباً أن يتصدى شعبٌ لحكومته مثلما كان واجباً على الشعب السوداني، لكن ذلك تأخر ! وفي ظل تراجع الوعي بشكلٍ مخيف، لا يمكن أن نبحث عن الكرامة..بل الجوع ! أنا لا أقلل من شأن الثورات في الجنوب وجنوب كردفان والنيل الأزرق، لكن الاستجابة إلى غاية الآن تبقى نسبية، ويبقى غالبية السكان معنيين بالثورة لكن ليس إلى درجة تسميتها بالثورة الشاملة. وهذا ما يحتاج جهودنا أيضاً في التنوير. ولماذا نعتبر التنوير مسألة (مؤجلة) وليست عاجلة؟ يا سيدي الفاضل الإسلام المستنير لا يعني الحكم ولا التنافس الأيدلوجي، إنه ببساطة يعني أن نوضح للناس أن الإسلام قبل أن يكون قطع وجلد وهتاف هو رحمة، وهو مكافحة للفساد، وهو طهارة يد الحاكم والمسؤول، هذا الإسلام المستنير هو الذي تصدى لخطاب (الجهاد)، وهو الذي يتصدى الآن لخطاب التكفير، نحن لا نتحدث عن مجتمع متخيل، نحن نتحدث عن مجتمعٍ يظل الإسلام والأديان بشكلٍ عام مؤثرة فيه. ولا سبيل إلى محاصرة خطاب الإنقاذ وخطاب التكفيريين إلا بخطاب الإسلام المستنير. بشأن مسألة المركز والهامش، عدتُ إلى نقطتي ذاتها بشأن (الوعي) ! ما أعنيه هو العمل بجدية من أجل أن يكون الاستنهاض شاملاً ومتكاملاً، وأن يعرف كل سكان السودان أن التغيير لن يكون خصماً عليهم. وهذا عينُ ما تفعله الإنقاذ الآن، جرُ الناس لاصطفافٍ إثني بناءً على زرع مخاوف ليست مبررة في نظري، لكنها مبررة بنظر الآخرين. وعلينا أن نزيل هذه المخاوف وإلا انتهى التغيير إلى صومال جديد أو نزعات متنامية في تفتيت ما تبقى من السودان إلى دويلات. حين ضربت لك مثلا بتشيلي وإثيوبيا عنيتُ أن أحزابنا كلها واجهت ظروفاً بالغة القسوة والتعقيد. وحزب الأمة ليس استثناءً منها. نيلسون مانديلا ظل قيادياً بارزاً في المؤتمر الجنوب إفريقي منذ الستينيات إلى الألفية الجديدة ! وكذا غالبية قادة المؤتمر. المؤتمر الهندي أيضاً استمر قادته على سدة القيادة لعقود..وعلى رأسهم جواهر لال نهرو. يذهب الكبار حين يحدث التغيير. لأن جماهيرهم تكون في ثبات، وربما حتى تخشى التغيير في أوان الأزمات الكبرى، لكن، حين تطوى الأزمة يجري التغيير بسلاسة. لا تخشى من هذا. مودتي
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الصادق يرفض عرض الحكومة | د.محمد حسن | 09-09-11, 04:16 PM |
Reومثلي لايسال من المصدر | Tragie Mustafa | 09-09-11, 04:43 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | صديق عبد الجبار | 09-09-11, 04:53 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | Abdulrahman Gorashi | 09-09-11, 05:00 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | د.محمد حسن | 09-10-11, 03:23 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | الصادق ضرار | 09-09-11, 05:04 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | ابراهيم عدلان | 09-09-11, 05:14 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | خالد عويس | 09-09-11, 10:27 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | محمد الواثق | 09-09-11, 10:50 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | د.محمد حسن | 09-09-11, 10:51 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | أحمد المصطفى ابراهيم | 09-09-11, 11:04 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | Khalid Kodi | 09-09-11, 11:44 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | Mohamed Doudi | 09-10-11, 00:02 AM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | Tragie Mustafa | 09-10-11, 05:15 AM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | Yassir Tayfour | 09-10-11, 00:09 AM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | Khalid Kodi | 09-10-11, 00:22 AM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | حمزاوي | 09-10-11, 06:12 AM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | د.محمد حسن | 09-10-11, 04:09 AM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | Abdlaziz Eisa | 09-10-11, 06:31 AM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | عمار محمد ادم | 09-10-11, 06:35 AM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | فايزودالقاضي | 09-10-11, 06:36 AM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | خالد عويس | 09-10-11, 01:30 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | أمير فتحي | 09-10-11, 01:48 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | طارق ميرغني | 09-10-11, 01:52 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | خالد عويس | 09-10-11, 02:19 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | عمر عبد الله فضل المولى | 09-10-11, 02:23 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | محمد على حسن | 09-10-11, 02:33 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | Khalid Kodi | 09-10-11, 10:41 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | صبري طه | 09-10-11, 11:21 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | Khalid Kodi | 09-10-11, 11:40 PM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | MAHJOOP ALI | 09-11-11, 04:44 AM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | خالد عويس | 09-12-11, 11:55 AM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | د.محمد حسن | 09-13-11, 10:46 AM |
Re: Reومثلي لايسال من المصدر | Hamid Sharif Abdelrasoul | 09-13-11, 10:50 PM |
|
|
|