البشير يستكمل عنصريته ... بإعلان الحرب على كل أفارقة السودان

Quote: أولا: أشاركك الفهم بأن السودان تغلب عليه الخلطة الأفريقية العربية, وأن عملية إجتماعية إنثربولوجية كبيرة تمت في وعلى مدى قرون في السودان, وأعادت تشكيل الملامح السودانية على نحو مختلف من مكوناتها الأولى, وصار المزيج هو الطابع الغالب, الأمر الذي يعنى أن نتاجا بشريا مختلفا قد ورث أرض السودان, بملامح وجينات وتكوين بشري متميز, هو سودان اليوم... دون أن ينفي التكوين الجديد الأصول الأولى الخارجة عن مفاعل التمازج عاليه. فالسودان بهذا يضم كل الإحداثيات الأنثربولوجية للقبائل والملل التي تعيش في أرضه. ثانيا: عمري ما نظرت للإنسان عبر الجين أو الدم أو القبيلة, فالإنسان في نظري هو الإنسان, أسود أبيض أصفر خاطف لونين, يا هو الإنسان, هكذا خلقه باريه وإختار له لونه وطوله وعرضه وجيناته وتقاسيمه... فهذا أمر محسوم وعبر إرادة السماء, وليس لنا من بعد غير أن نضع الإنسان, أيا كان, في موقعه الرفيع الذي إختاره له رب العالمين, كخليفته في الأرض, وربنا جل وعلا, ما فرز بين الناس حين إستخلفهم على أرضه... فكل إنسان في هذه الدنيا يستحق هذا الشرف وهذه المكرمة. ثالثا: وأتفق معك كذلك أن الصراع لا ينبغي أن يكون بين أفارقة وعرب, لكن هناك من الناس من إختار أن يكون كذلك. فليس لدي أدنى شك في عنصرية البشير, فهو وليد بيئة إنقائية, فيها تقسيم الناس والتمييز بينهم على أساس اللون والجين, وبيننا كانت العبودية, بل ما تزال ثقافتها موجودة في كثير من الاذهان المهيئة لقبول الفكرة والتقيد بها والعمل على أساسها. فهذا واقع إجتماعي ثقافي لا يفيد كثيرا إنكاره جملة وتفصيلا, إنما الأفيد هو الإسفار عنه وإخضاعه إلى العلاج كظاهرة غير إنسانية ومحطة من كرامة البني آدم.