رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 09:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2011, 02:44 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" (Re: محمد جمال الدين)

    ***3***


    مستر دافريز مهندس آليات زراعية أحيل للمعاش منذ عدة سنوات، أرتبط بالسيدة أنكا فان كوك منذ ستة وثلاثين عاماً. وعاشا طوال هذا العمر حياة هادئة فى منزلهما التقليدى الذى اشترياه بالشراكة فى حي امستلفين في طرف امستردام وبقيا فيه معاً حتى مرض السيدة التى استشرى السرطان فى جسدها. فأجريت لها فى البداية عملية جراحية فاشلة فى الحلق فلم تعد تستطع الكلام، وسبق أن أستأصل ثدياها و كل ذلك لم يجد فى إسعافه!ا. وكان عليها أن تنتظر قدرها كما قال به الأطباء!. كما توجب على مستر دافريز أن يعيش المأساة كاملة. بعد خمس سنوات من رباطهما انجبا طفلتهما الوحيدة: آنا، وهي متزوجة منذ ست سنوات وتعيش مع زوجها منذ ذلك الوقت فى إندونيسيا حيث يملكان مصنعاً صغيراً للعب الأطفال فى جاكرتا؛ هناك توجد الأيدي العاملة غير المكلفة.

    فى ذلك المساء الذى مثل حدثاً جديداً فى حياة مادى اخبره مستر دافريز أن ابنته آنا ستعود مساء الغد السبت لمعاودة أمها المريضة و للمرة الأولى منذ مغادرتها إلى إندونيسيا.
    كان على مستر دافريز أن يستقبل الابنة العائدة فى المطار ومعها حفيديه يان البالغ من العمر أربعة أعوام و مارك عامين اضافة الى المربية سو.

    خلال ساعات قلائل اصبح الشاب اليافع مادي والرجل المسن مستر دافريز وكأنهما صديقان قديمان وحميمان. كانا يتحدثان فى الطريق إلى دار رعاية مرضى السرطان عن كل شى تقريباً يجوز الحديث فيه. يخوضان أحيانا فى تفاصيل صغيرة ودقيقة تخص الحياة الحقيقية للإنسان- هواجسه ومشاعره.

    سأل مستر دافريز رفيقه برفق إن كان يود أن يذهب معه إلى السوق صباح الغد، لشراء بعض الأشياء اللازمة بمناسبة الضيوف المتوقع قدومهم مساء الغد . وافق مادي، وزاد على ذلك بسؤال صديقه إن كان سيسمح له أيضا بمرافقته فى استقبال ابنته وأحفاده. يبدو أن لا شى يعترض إرادة الإنسان إذا عزم على خرق العرف والعادة حتي و ان كانا راسخين رسوخاً قوياً . لا فارق السن ولا الفوارق التى كثيراً ما تفرق. قلبان اشرعا أبوابهما للمشاعر الحقيقية في لحظة كالبرق الخاطف. الشاب اليافع مادي الولي الذى وفد منذ صباه الباكر من بورجوازا إلى امستردام ؛ منذ حوالى عشر سنوات خلت وعاش فى الهواء مفرغاً من الجذور وكأنه خيال لا حقيقة . و مستر دافريز الرجل الهولندى الطاعن فى السن عركته الحياة علي مر أكتر من سبعين ربيعاً. قاتل ضد الجيش النازي فى أحد المعارك الحاسمة؛ محاذاة نهر الراين. ذلك زمان قد انقضى؛ لكن مستر دافريز ظل يذكره. أحياناً كان يشيد ببسالته وعزمه أيام عنفوان شبابه، ولو أنه لا يفعل الفخر بقدر ما يظهر فى روايته؛ عن جده الفذ القبطان تاسمان، الذى جاب الكرة الأرضية - في القرون السالفة- على ظهر مركب شراعي؛ ينقب في جزر المحيطات الواحدة تلو والأخرى حتى تونقا تابو.

    نهضت مسز دافريز بإعياء. حياها مادي وقدم لها باقة الورد التى انتقاها علي عجل فى طريقة بمعاونة رفيقه. كما قدم لها الكلمات الصغيرة التى اجتهد فى كتابتها عند بوابة المبنى على كرت خاص بالمرضى. وضعت مسز دافريز باقة الورد على ثنية ذراعها الأيسر وأشارت إلى مادي كي يدنو منها. دنى بشكل لم يكن كافياً، جذبته من كمه بحيث اصبح ملاصقاً لها،ثم أزاحت رأسها الي الوراء و تأملت وجهه بحياد، فقبلها مادي على جبينها . قدم مستر دافريز مادي قائلاً:

    -" أنه مادي تونقا صديقي الجديد" .

    وقال شيئاً آخر وكأنه التبرير لذاك القرار العاجل :

    -" إنه شاب ودود " .

    أطلقت مسز دافريز عند ذلك ابتسامة رضا عريضة وشرعت فى الجلوس على الفراش المغلف بملاءة قطنية بيضاء، بدت متهالكة، كان شعرها الأبيض كثاً ومنكوشاً ، وتنمو على وجهها بثور صغيرة صفراء تميل إلى الاحمرار عند نهايتها.

    نظر إليها مستر دافريز بحنان وبدا وكأنه يتجاوز الواقع المؤلم وينطلق إلي آفاق المكنون من النفس، فيري: ظلالاً من الإشراق المفضى إلى الطمأنينة يعشش فى عينيها الصافيتين، وكأنهما ترفضان الحزن المخيم. تلك المرأة الهامدة لحظتها فوق الفراش، كانت يوماً ما جميلة، صحيحة الجسد مشرئبة الصدر، متناسقة الأطراف، لطيفة الروح، ومفعمة بوميض الأنوثة. ورأي مستر دافريز ألقاً بهياً يعلن حضوره، وأصنافا من زهوات الأزمان السالفة تحوم حول ذلك الجسد الذى تراء زابلاً ؛ قادمة من حقول الفراولة وحدائق الزهور العطرية فى ليمبورخ؛ على مدى اصياف كثيرة فى عهود من العمر زاهرة.


    استوت مسز دافريز جالسة على السرير، وطلبت من الشاب الذى اختار الوقوف فى موقع جعله ملاصقاً للحائط فى محاذاة الزاوية القصوى من السرير؛ أن يدنو منها ثانية بإيماءة شبه آمره ومستعجلة. استجاب مادي إلى طلبها. جذبت يده اليسرى برفق إلى تحت ففهم أن عليه أن يجلس بجانبها. تلمست شعر رأسه الأجعد بحنان ثم أراحت يدها بين كتفه وعنقه لبرهة من الوقت. ظل مادي فى تلك الأثناء مشغولاً بمشاعر مختلفة من الحزن، الارتباك، العرفان بالجميل، حرارة حضن الأم وشعور غامض كأنه الانتماء.

    جذب انتباه الشاب الغارق فى تلك الأحاسيس التى لا يمكن إستكناهها بالكامل ليجيب على سؤال جانبى أسقط عليه فجأة:
    -"من أين حصلت علي القميص! أعني أنها تقول انه جميل!".

    هكذا القى السيد دافريز السؤال نيابة عن السيدة. أجاب مادى بطريقة عجلى:

    -" إنه من محال "الفي آند دي"".

    ولكنه بعد لحظة واحدة تذكر أنه طوال عام كامل لم يبتاع أى شى من تلك المحال، وان ذاك القميص عمره شهرين فقط. غير انه لم يرى سوءاً فى الاكتفاء بما قال. لقد كان مشغولاً بما هو أهم عنده ، فيض من الأحاسيس الوجدانية، فى لحظة فريدة حقاً. لكنه وجد أن لزاماً عليه النطق بكلمة شكر:

    -" شكراً لك مدام ، هذا لطف منك ".
    وخيم صمت لحوالى دقيقتين. كان أثناء ذلك مستر دافريز جالس على كرسى ابيض صغير مطرقاً إلى الأرض. بينما السيدة المريضة تعبث بكتاب صغير أخذته من بين أربع كتب موضوعة فوق المنضدة المتحركة الملاصقة لسريرها.

    التفت مادى نحو النافذة الزجاجية نصف المفتوحة وكأنه يحاول عبثاً الهروب من حضور ثقيل أختاره هو بمحض إرادته. جاوز ببصره الحديقة الزهرية الواسعة ليذهب إلى ابعد ما يمكن رؤيته من الأشياء. كان هناك دخان كثيف ينطلق من مصنع قائم فى الخلاء الممتد خلف المكان حوالي ثلاثة كيلومترات ويخلص إلى سحب كبيرة سوداء ثقيلة الحركة. قطارات السكك الحديد، الطريق السريع ، الناس وسرب من الطيور الصغيرة تمرغ الأفق . وهناك على مدى التوقع الطبيعى لإملاءات التجربة ولو أصبح ذاك أعظم ما تتيح النافذة الصغيرة. رأي مادي الحياة تسير سيرها الطبيعي: الشمس تشرق وتغرب وتعيد الكرة تلو الكرة، خلاله تراوح الفصول مكانها، يتناسل الناس يزرعون النوع وكذلك تفعل الحيوانات وتتكاثر النباتات. الأرض بكل ما فيها من مناخ صالح للحياة تتوفر على سبلاً للكارثة ، الدمار وتفتح أبوابا و طرقاً معبدة للموت. وتحتم على الإنسان أن لا يستسلم بسهولة، أن يكافح من أجل البقاء والأمان منذ البداية وحتى النهاية. ورأي مادي الأشياء تسير سيرها المعتاد: حاويات البضائع تنتظم الطريق بين امستردام وميناء روتردام، المقاهي تفتح أبوابها مثل كل يوم ، القنوات التلفزيونية ،الصحف، الميادين العامة، البصات الزرقاء ، المآتم وأعياد الميلاد. الطريق الواقعة على مرمى حجر من مصنع شموع أعياد الميلاد تلك الطريق التى تتخللها الزهور الحمراء والصفراء والبنفسجية تفتح سبيلين للسيارات بنفس العدد. الطرق المقاطعة والطرق الأخرى الأصغر شأناً تنتظمها شارات المرور بنفس الوتيرة. كلمات الحب الحقيقية والأخرى المزيفة تردد بذات اللهجة بين العشيق وعشيقته قبل الجماع وبعده. مطار امستردام كسيرته الأولى معبأ بالإياب وبالذهاب .

    ولوهلة أخرى، حامت في خواطره ذكريات صغيرة مبعثرة اختزنتها ذاكرته من واقع الحياة اليومية في أمستردام و أخذت خصوصيتها فألتصقت بعقله دون سواها لكونها لمست شيئا عميقا في دخيلته؛ شيء وجداني؛ يختبىء في حوصيلات الحزن، المرارة، الغضب، الطمأنينة و الفرح: معلمة اللغة الهولندية تخاطبه: " أنت هاديء جدا مستر مادي، لا تكلم أحدا، أراك أغلب الوقت في الفصل شارد الذهن؛ لدرجة وجدتني مرة أحسبك تموت واقفا". سقطة عنيفة على جليد شتائه الأول بأمستردام. صبية يغرسون عمدا قطعة زجاج في فخذه الأيمن. تساؤلات قد تبدو صغيرة لكنها حادة كقطع الزجاج المكسور لتوه: لماذا لم يبقى مستر مادي في موطنه الأصلي ويعمل هناك؟. ما قصة هذا الرجل؟. بأي حق هو هنا -في أمستردام!. مم "خريتا" تضمه على صدرها أول مرة و تزيل عنه ملح البحر العالق بأهدابه.
    لحظة الصمت تلك انقضت مثل ما تنقشع أى لحظة رتيبة وتعقبها لحظات أخرى سعيدة أو ربما لحظات أخرى تالية تجدد الرتابة.

    عند التاسعة والنصف استسلمت مسز دافريز للنوم. مستر دافريز هبط بصديقة عبر الرافعة الكهربائية إلى المطعم القائم فى الدور الأرضى وجلسا على طاولة صغيرة عند أحد الأركان يخططان لليوم التالى : التسوق، معاودة السيدة المريضة، استقبال الابنة والأحفاد بالمطار، تفاصيل أخرى صغيرة ، وعده تساؤلات من نوع آخر وجهها الصديقان إلى بعضهما البعض من باب تعميق المعرفة والإدراك. غير أن مادي أسرف فى التفاصيل عندما سأله مستر دافريز عن أسرته وجذوره. ذكر الحقيقة التي ظنها كاملة فى حوالى نصف ساعة تقريباً. ضمن ذلك كانت هناك أشياء مبهمة أو غير موضوعية. القصة بكاملها مؤسفة ، وما حدث فى الباخرة التجارية كان له وقع خاص فى قلب مستر دافريز الذى أصغى بانتباه واضح، ونمت فى خاطره تساؤلات عديدة جديدة. و ذلك ربما جعله أشد إلحاحاً الى دعوة مادي إلى المبيت عنده تلك الأمسية، و كان أيضاً في خلد مستر دافريز نظافة البيت وإعادة ترتيب نظامه.

    لم يستطع مادى الإجابة الوافية على اكثر الأسئلة بداهةً في الأحوال الطبيعية :
    من أين جاء هو أصلاً!.
    -"يبدو أنك في الأصل من الصين أو إندونيسيا ؟".
    -" أجاب مادي :
    -" لا لا لا ، أنا من بورجوازا".
    ردد مستر دافريز الكلمة وظهر كأنه يفكر بلا جدوى ثم اقر بعدم إدراكه بموقع بورجوازا من الخريطة.
    -"فى إفريقيا ". أجاب مادي.
    تساءل مستر دافريز بحذر هذه المرة :
    -" أين تقع بورجوازا فى إفريقيا؟ ".
    قبل أن يجيب مادي علي السؤال استشعر مستر دافريز شيئاً جعله يعتذر:
    -" فى الحقيقة أنا لا اعرف الكثير عن إفريقيا فمعذرة على مثل هذا السؤال ، كان على أن أكون مثقفاً قليلاً واطلع نفسي مرة واحدة على خرائط إفريقيا فاعرف أين تكون بورجوازا ".
    غير أن مادي كرر عبارة:
    -"مدينة فى إفريقيا " مرتين إجابه على السؤال ولم يزد.
    وبدا مادي لوهلة وكأنه يفكر فى أمر ما جلل، كأنه يريد ان يدافع عن عجزه فيقول: "نعم، أنا لا أستطع وصف بورجوازا علي الخريطة ، لكنني استشعرها في كل خلية من جسدي. أحملها في لون بشرتي، في ملامح وجهي، وفي تعابير غضبي و حزني، في طبيعة خوفي وقلقي. تركت سكنتها لكنها ما تزال تسكنني. و كأن الهرب منها عبثا و هزياناً لا حقيقة. وكأن خروجي من بابها يعني دخولها من بابي".

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 08-07-2011, 02:29 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 02:16 AM
  Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" سفيان بشير نابرى08-06-11, 02:20 AM
  Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 02:22 AM
    Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 02:31 AM
      Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 02:37 AM
        Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" سفيان بشير نابرى08-06-11, 02:43 AM
        Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 02:44 AM
          Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 02:50 AM
            Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 03:01 AM
              Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" سفيان بشير نابرى08-06-11, 03:15 AM
              Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 03:21 AM
                Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 03:35 AM
                  Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 03:39 AM
                    Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" سفيان بشير نابرى08-06-11, 05:47 AM
                      Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 04:50 PM
                        Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" سفيان بشير نابرى08-06-11, 06:04 PM
                          Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 11:07 PM
                            Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-07-11, 02:55 AM
                              Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-07-11, 07:16 PM
                                Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-15-11, 03:35 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de