رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 04:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2011, 03:35 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" (Re: محمد جمال الدين)

    ***7***


    هل بلغت الآنسة سو مقصدها إلى حيث ترقد بجانب آنا في الطابق العلوي؟.

    استطاع مادي أخيرا رفع رأسه، نظر إلى حيث إلتفاف السلم الخشبي ، لم يري شيئا من الآنسة سو ، لكنه أشتم عطرا محبباً من قبيل المسك. تلاشى الوخز العنيف العارض لكنه خلف طنيناً كطرق النحاس الصلب. أعاد رأسه إلى الوضع الذي كان عليه. تجسد الطنين في صور: أشباح و أطياف. صور واهنة سرعان ما تتكسر و تتبدل. وجه أمه، وجه أبيه، نازوزة، كورا، الطباخ البدين، وعناكب. وتكسرت صور أشياء جديدة عاشها هو وحده فى أمستردام لا بورجوازا : مصنع شموع أعياد الميلاد، مم خريتا، قطط هاس، ثم تبدد وجه دانيش مؤلف رواية الفرح الكونى العظيم و غرقت رويدا رويدا في الوهن صورة يده هو تلامس الشاشة البلورية يتحسس عينين تنفثان بريقاً مثيراً للغرائز. أكملت الآنسة سو صعودها إلى حيث تنام بجانب آنا. تلاشي الطنين. سكن ضجيج الذاكرة . هدأ توتر الدم في شرايينه. بلغ مطلع النوم. نام. سرعان ما سمع وقع خطوات تهبط السلالم. رأى مع الدهشة الآنسة سو عابسة تحمل حقيبة كبيرة ثقيلة فهرع إلى مساعدتها فقالت ببرود:

    -" لا داعى، أنا راحلة! ".

    مسز دافريز تحتضر في غرفة النوم الرئيسية . الآنسة سو تخرج من الباب فى غفلة من مادي وكأنها تتعمد الهرب من ملاحقته، تتملص من قبضة عينيه، تضيع فى زحام المدينة، تتحول إلى بخار ماء يظلل سماء امستردام ، يغيب ذرى مبانيها الشاهقة، يحط بثقله فى مطارها فلا يبين منه شيء، و يضرب على أنوار المدينة غشاوة. هرع مادي كالممسوس ، يجوب كل الطرقات الممكنة، يفتش عن حلمه الواهن. يتفحص ملامح المارة، يتعقب كل امرأة هيفاء القوام مكتنزة الكفل . صعد سلالم عديدة واسترق النظر الى داخل كل باب أو نافذة مفتوحة ، تقصى هزيم "الروك" حتى آخر نغم فى كل النوادى الليلية . لكن الآنسة سو لم تكن هناك . ولم تكن في أي مكان آخر مستطاع.

    تموت مسز دافريز!. ومستر دافريز يغص حزناً. وكذا الأحفاد والابنة آنا. يجد مادي صدره مبتلاً بالدموع ، بالدمع الكثيف. وما هى إلا برهة صغيرة و ينقشع الضباب فتبتل المدينة مره أخرى بضياء المصابيح الكهربائية . الآنسة سو تختفي نهائياً فى الفضاء الواسع الذى يغطى ارض مطار أمستردام . وما هى إلا لحظة أحرى ويجف الدمع ، يتبخر من على صدر مادي، يتعلق فى الفضاء الواسع . تشرق الشمس لكنها تختبىء خلف سحب الخريف. يهبط الجليد من السماء يزرع الأرض بياضاً ترصعه أوراق الأشجار الصفراء. مؤلف رواية الفرح الكونى العظيم يظهر فى الشاشات وفى صدر صفحات الصحف الرئيسية مقيداً بسلاسل الحديد، يحيط به حراس مسلحون من ال "اف بى اى" بولاية اركنساس فى أمريكا . تصفه الصحف بالكاتب المجرم أو مؤلف السطور المجرمة، صاحب رواية الجنون!.
    رأى مادي امرأة مصفرة الوجه تجادل سائق الباص رقم 76 ذي اللون الأزرق المعتاد بصوت هامس لم يصل إلى مادي منه شيء غير عبارة واحدة:
    -" جنون الرواية !" .

    لكن الرجل البدين ذو الشوارب البنية الداكنة؛ الذى هب لتوه واقفاً على أرضية البص متهيئاً للنزول فى المحطة القادمة؛ صاح بأعلى صوته:
    -" نعم ، جنون الرواية خطر أكيد يتهدد كل الناس ، شبابنا معرضون للجنون ، حضارتنا معرضة للدمار ، نحن جميعاً أهل هذه البلاد مسئولون عن التصدى لهذا الخطر الذى يهدد بقائنا أصحاء العقول على ظهر الأرض، علينا فعل شيء، علينا فعل شى حاسم".
    ثم تحرك إلى قعر البص ، يتفحص وجوه الناس على يساره ويمينه ليمتحن وقع كلماته الفرقعية التى أراد لها أن تكون قوية على عقولهم.
    لم يستوعب مادي كل الأمر وجد مستر دافريز يجلس بجانبه علي المقعد الملاصق لمقعده مباشرة دون أن يكون قد لاحظه وهو يدخل البص من قبل!. دهش قليلاً لكنه وجدها فرصة مناسبة ليستفسر عن فحوى الموضوع. فهمس فى أذن مستر دافريز مستغربا :
    -" ما الحكاية ؟!".
    حنى مستر دافريز رأسه ، أخرج جريدة محلية من حقيبة يدوية كان يخفيها بين فخذيه ، سلمها إلى مادي وأشار بيده إلى العنوان الرئيسي فى الصفحة الأولى: "جنون الرواية يفتك بالملايين". ثم فتح الصفحة الثانية وبسطها فوق حجر مادي وقال له :
    -" اقرأ هنا ":
    "القضاء الامريكي يجدد حبس المتهم لامادانيش علي ذمة التحقيق".

    ثم قرأ :
    "حالات جنون جديدة تسببها قراءة رواية الفرح الكونى العظيم. ثلاث ملايين أمريكي أصيبوا بالجنون في اسبوع واحد. جنون امرأة فى البرازيل قرأت الجزء الأول من الرواية. جنون طفلة لم تتعلم بعد مباديء القراءة والكتابة!. جنون في اليابان، جنون في كمبوديا، جنون في فيتنام جنون في أفريقيا الوسطى. جنون، جنون، جنون في كل مدينة . رواية الفرح الكونى العظيم وزعت فى جميع أنحاء العالم قبل اكتشاف أمرها. من المحتمل أن خمسمائة مليون نسخة صدرت إلى أوروبا، آسيا وإفريقيا. ثلاث ملايين نسخة وصلت إلى هولندا. خاطب الرئيس الأمريكي شعبه بأسى واعتذار ، تحدث رؤساء حكومات عديدة حول خطر الجنون المحدق بالبشرية وعبروا بأسي كبير عن عجزهم في تلافيه. تأسست منظمات شعبية خاصة فى كل مكان تشرح مخاطر جنون الرواية وتقترح وسائل مبتكرة للوقاية. الأطباء يقولون أشياء متناقضة. علماء أحياء قالوا شيء مختلف: ربما الورق الذي طبعت عليه الرواية كان ملوثاً بفيروس فتاك يحلل أجزاء من عقل الإنسان بمجرد لمس ورقة واحدة من الرواية. ينتقل الفيروس عبر الجهاز التنفسي إلى دماغ الانسان. شركة اركنساس للطباعة والنشر المحدودة تستنفر عدداً من المحامين، بعد توجيه الإتهام الرسمي".

    عندما وصل مادي إلى هذه النقطة الأخيرة فكر قيلاً؛ لكن بعمق شخص معني بالأمر، ثم ألتفت إلى مستر دافريز ليقول له: "إذن ربما كانت فعلاً المشكلة ليست فى معانى الرواية و إنما فى الورق فقط. الورق الملوث!؟، ورق شركة اركنساس".
    لكن مادي لم يجد مستر دافريز في المقعد بجانبه. مستر دافريز نزل بغتة فى أحد المحطات السابقة، دون أن يستأذنه أو يودعه. صاحب دهشته شعور لاذع الوقع، مزيج من الحزن و الوحشة. لاحظ بعد قليل ما أدهشه اكثر، أن لا أحداً فى البص معه علي الاطلاق، فقط سائق البص. ثم أن البص اتجه فى طريق آخر، طريق مختلف، مختلف جداً، لا يشبه طرقات امستردام. تبدت الأرض من حول البص صحراء جرداء تميل إلى الحمرة. الباص يسير بسرعة هائلة جدا في سرعة الطائرة النفاثة. لم يقو مادي علي فهم الامر!. كان مأخوذا بحالة من الذهول.. توقف البص فى نقطة ما من تلك الصحراء. كان على مادي أن يترجل. وجد حصاناً فى تلك الخلاء الوعر مربوطاً بحبل معلق فى صخرة كبيرة سوداء. لا شي غيره . كان عليه أن يركب الحصان . ففعل .. تلفت مادي فى الاتجاهات الأربع.. كل الأشياء متشابهة.. صحراء.. صحراء علي مد البصر. الشمس فى قلب السماء ساطعة وساخنة اللهب.. لم يدر إلى أين يسير!، ولماذا؟!.. بهت مادي!. التفت إلى النقطة التى توقف عندها البص. فلم يجد له أثراً.. فك وثاق الحصان ثم أعتلى ظهره. تحرك الحصان من تلقاء نفسه فى ناحية ما، واخذ يخب ويخب.. يلطم وجه مادي هواء يميل إلى السخونة و يشتم روائح نتنة كلما عمل على تبين مصدرها تجددت بلون لم يسعف بإدراكه . وتناهت إلى مسمعه من البعيد أصوات متضرعة ، خائفة و مخلصة:

    "كورا يا فاعل الخير وجالب الشر ادرأ بخيرك شرك عنا، كورا أنقذنا من الجذام والبرص،
    كورا كورا كورا".

    استيقظ مادي عند العاشرة من صباح اليوم التالي -الأحد- ثقيل الرأس، متعرق الأطراف. فتح عينيه على إيقاع ما -طنين نحاس حقيقي عال- لكن خارج رأسه هذه المرة. أجراس الكنيسة المجاورة ترجرج الجدران وتصيب الأريكة التي يرقد فوقها بهزة خفيفة تنتقل إلى جسده كالرعش الوامض. إذ ما زال في بيت صديقه مستر دافريز. وبينما ظلت عيناه محدقتان تجاه السقف الخشبي ذي الطلاء الأبيض ، تحسس بمداركه الواعية ساقه اليسرى التى أصابها الخدر من جراء انحرافها عن استقامة مرقده؛ طوال ساعات نومه، فرمق مستر دافريز فى اللحظة الأخيرة التى اغلق بعدها الباب الخارجي من خلفه دون أن يحييه أو يخبره بهدف ذهابه. لكن مادي قدر انه ربما حسبه لا يزال نائماَ، ولم يرد إزعاجه، وخمن أن صديقه ربما كان ذاهباً لأداء قداس يوم الأحد فى الكنيسة التى ما فتأت تقرع أجراسها.
    مسز دافريز هناك فى غرفة النوم الرئيسية تبدو أنها بخير. ضحكات صغيرة ليان ومارك تنبعث من مكان ما في البيت. الآنسة سو فى الطابق العلوي ربما كانت لا تزال نائمة. هدوء مريح. استدرك مادي فظاعة الأحلام التي أرقت مضجعه طوال الليلة التي خلت. نهض مستنداً إلى ساقه اليمنى مستشعرا بقايا خدر فى قدمه اليسرى . نظف أسنانه وشرع فى غسل وجهه من ماء الحنفية الدافئ.
    وضعت آنا أول خطواتها فى غرفة الجلوس، نظرت الى الأريكة الفارغة -مازال مادي فى الحمام - نادت بصوت خفيض:

    -"مادي".

    ثم رفعت صوتها قليلاً:

    _"مادي هل انت فى مكان ما هنا ؟".

    أجاب مادي الصوت بنعم ثم خرج فحي آنا مبتسماً:

    -"صباح الخير ".
    ردت آنا التحية بمثلها. ولوهلة بدت و كأنها مرتبكة، نظرت إلى مادي. حنت رأسها. والتفتت فأحصت المقاعد القائمة فى غرفة الجلوس مستخدمة سبابتها، وقالت:
    -" المكان ضيق ، أليس كذلك؟"

    وافق مادي على ما تقول آنا بحياد تام بعيداً عن تقديره الخاص:
    -"تعرفين هذا الأمر أكثر منى !".

    وعندما شعرت آنا بأنها لم تبن مقصدها الأخير بعد، شرعت في شرح الأمر بوضوح أكثر:

    -"تعرف مادي أننا نتوقع زوار اليوم: صديقات ماما الأوائل، وكما ترى فإن المقاعد محدودة والمجلس ليس واسعاً بدرجة كافية ولذلك اقترح....".
    فقاطعها مادي بقصد عدم تكليفها كل الحرج:

    _" لقد فهمت فحوى الموضوع ، لا عليك سأتدبر أمري، سأذهب إلى بيتي حالاً!. لكن لطفاً قولي لي، هل مسز دافريز بخير؟".
    -" أظنها كذلك".
    -"والآنسة سو؟".

    -" أعتقد أنها لا تزال نائمة".

    -"ألا تعلمين من فضلك متى يعود مستر دافريز ؟".

    -" لا أدري ، حتى إننى لا أعلم أنه قد خرج!".

    -" لا بأس، إن لم يعد خلال ساعة سأترك له مذكرة ، إن كنت تسمحين!".

    - " لا مانع".

    وضع مادي فرشاة الأسنان فى أحد جيوب حقيبته بينما أعاد ترتيب أوراق والده ووضعها بشكل مريح داخل الحقيبة.

    خلال الساعة التى وعد بها مادي ليغادر وساعة أخري أنفقها في التأني؛ مستر دافريز لم يعد، والآنسة سو لم تنهض من فراشها.

    كان الطقس الصيفي معتدل برغم السحب التى غطت وجه الشمس، بينما أخذ مادى يركد قاصداً محطة الباص رقم 76 ليعود الي الشقة رقم 24ب في شرع فانمولنار.
                  

العنوان الكاتب Date
رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 02:16 AM
  Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" سفيان بشير نابرى08-06-11, 02:20 AM
  Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 02:22 AM
    Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 02:31 AM
      Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 02:37 AM
        Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" سفيان بشير نابرى08-06-11, 02:43 AM
        Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 02:44 AM
          Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 02:50 AM
            Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 03:01 AM
              Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" سفيان بشير نابرى08-06-11, 03:15 AM
              Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 03:21 AM
                Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 03:35 AM
                  Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 03:39 AM
                    Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" سفيان بشير نابرى08-06-11, 05:47 AM
                      Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 04:50 PM
                        Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" سفيان بشير نابرى08-06-11, 06:04 PM
                          Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-06-11, 11:07 PM
                            Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-07-11, 02:55 AM
                              Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-07-11, 07:16 PM
                                Re: رجل من بورجوازا في أمستردام "Fiction" محمد جمال الدين08-15-11, 03:35 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de