|
Re: إبراهيم منعم منصور ينصح سلطان السودان فهل من مستمع ؟ (Re: البحيراوي)
|
رمضان كريم
قصــــة المــــذكرة ٭ زارني في إحدى الأمسيات الأخ الصديق فؤاد أحمد مكي عبده، واخبرني ان الرئيس نميري طلب منه رقم تلفوني، ويريد أن يحادثني في أمر مهم، بعد قليل تحدث الرئيس وقال انه يجلس الآن مع سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في ابو ظبي، ويريد مني أن أذهب مع فؤاد الى الدكتور حسن الترابي وابلغه الآتي: ــ قابل سمو الشيخ زايد الرئيس عمر حسن أحمد الشير مرتين في مروره الى الشرق الأقصى، وابلغه رغبته في أن تتصالح القوى السياسية السودانية حكومة وأحزاباً، وفي كل مرة يعده خيراً، وأنه سيدعو كل المعارضين لمصالحة. غير أن ذلك لم يحدث. ويخشى سموه أن يكون الشخص الذي يعترض على المصالحة هو الدكتور الترابي. ــ لذلك يود سمو الشيخ أن يعرف على وجه التحديد رأي الدكتور الترابي. ــ اذا كان معترضاً يرجو ذكر الاسباب التي يمكن للجميع ان يعملوا على تذليلها. ــ وإذا لم يكن لديه مانع سيدعو سموه الجميع الى ابو ظبي لتتم مصالحة تحت رعايته، ويدعو معه الرئيس حسني مبارك. ذهبنا إلى المنزل في المنشية، وكانت الساعة تقارب الحادية عشرة ليلاً، واستقبلنا بحفاوة ــ ولحسن الحظ لم يكن في صالونه إلا شخص واحد يرتدي جلابية، وبدا لنا أنه من «الحرس». كان رأي الدكتور الترابي ــ كما حفرته في الذاكرة ــ نسبة لأهمية الأمر ومكانة الرئيسين هو أن أنقل إليهما: ــ نحن بدأنا حركة طلاب ــ ومن الصفر ــ وعشنا في كنف الأحزاب السياسية الحالية، وشقت الحركة طريقها وسط كل المجتمع السوداني دون أن يقوم أى حزب ــ حتى الحزب الشيوعي ــ بطلب عزلها عن الحياة السياسية. ــ وهو ــ أي الدكتور الترابي يرحب بالمصالحة مع كل القوى السياسية السودانية وبرعاية سمو الشيخ زايد وبحضور القوى السياسية والتنظيمات العالمية في مراحل لاحقة، بما في ذلك الولايات المتحدة، ليشهدوا جميعاً على مصالحة سودانية كاملة. وأرجو أن تبلغوا ذلك بكل وضوح للرئيس نميري لينقله للشيخ زايد. ونحن نهم بالمغادرة تدخل الشخص الجالس عن بعد وقال: يا دكتور توافق كيف. ألم تشهد أنه بعد 16 سنة من حكم مايو عادت الاحزاب اقوى مما كانت. رد عليه الدكتور: يا أخي مايو لم تكن حزباً وإنما تجمع لكيانات ذهب كل منها لحاله عندما سقطت. ويجب ألا تخشوا العمل السياسي وسط هذه الأحزاب، فنحن بدأنا كما قلت حركة طلابية ومن الصفر، وعملنا وسطها ووصلنا في انتخابات حرة إلى المركز الثالث، وبعدد من النواب قارب عدد نواب الحزب الاتحادي الذي قاد البلاد للاستقلال. ــ مرة أخرى تدخل الشخص المذكور، محذراً من أن في ذلك خطورة على مكتسبات الحركة الإسلامية. ــ وفي انفعال رد الدكتور: خايفين من شنو. حارسنكم بالجيش عشر سنوات، وغرسنا القيم الإسلامية في المجتمع. وبعد كل هذا تخشون المنافسة، حتى لو عدنا الحزب الثالث، لكن لماذا لا نكون الثاني أو الأول، تصوروا دا نائب مدير جامعة. ــ وفي الختام أكد الدكتور الترابي ترحيبه، ولما سألته من أين تأتي المعارضة رد في ثقة أن بعض إخواننا استمرأوا الحكم ووضعوا رؤوسهم مع العسكر، ويريدون الاستمرار في السلطة، وطبعاً هذا مما يرضي العسكر، المعارضة ليست مني
|
|
|
|
|
|
|
|
|