استقالة حسن فضل المولى

Quote: لو كنت مكان الأستاذ والأخ الصديق حسن فضل المولى المدير العام لقناة النيل الأزرق، لما ترددت في الاستقالة ومغادرة الموقع بلا رجعة فقد بدأت أشعر واستشف أن الجدل المتصاعد حول بعض برامج القناة يواجهه الرجل وحده وأطقم مساعديه في ظل غياب وصمت الجهات الإعلامية في الجهاز التنفيذي التي تشرف على القناة، التي صارت وفي سبيل إثبات أنها ليست كافرة تؤكد وتشدد على أنها ستنقل صلاة التراويح متلفزة من الأراضي المقدسة وربما اضطر المدير العام – ربما – لنقل لحظة إفطار العاملين بالقناة لإثبات أنها محطة مسلمة تصوم وتصلي وتتقي الله وليست كافرة أو زنديقة !. ترك الحانقون على النيل الأزرق مهام أعظم وواجبات أعلى لاعتقال همهم وهم الشعب المسلم في تفاصيل برنامج (أغانيٍ وأغاني) أو ضحكة مقدمه السر قدور، هذا فضلا عن انتقادات أخرى طالت ميقات البث فلما أجبرت القناة أو اضطرت لتعديل التوقيت خرجت مؤسسة ما بطلب إلغاء البرنامج أو شيئا من هذا فقد تكاثر المفتون علينا ! . هذا البرنامج يبث لسنوات فما الذي جد هذه الأيام ليتذكر البعض فجأة أنه يؤثر على أداء المسلمين لصلاة التراويح، السودانيون مسلمون قبل أن يظهر هذا البرنامج وبعد ظهوره، وأتى رمضان المعظم ومر عشرات بل مئات الأعوام في هذه البلاد والمساجد عامرة بعمارها وجلائل الأعمال والبر تتنامى لم ولن يؤثر فيها (قدور) لأنه يقتطع ثلاثين دقيقة أو ساعة عقب الإفطار وقبل صلاة العشاء الواجبة والتراويح النافلة في رمضان. نعم من واجب بل من أوجب واجبات القائمين على أمور الدعوة والبلاغ تصويب الناس وسوقهم إلى إشعاعات الفضائل، والتصويب والتنبيه إلى الحكمة ومظانها كلها أنشطة لا يرفضها أحد بل وتزداد قيمة وطهرا حين تخرج من بين إشارات الوعي النوعي المكلل بالعلم الشرعي ولأنها كذلك فليس مطلوبا من أهل هذا الواجب – الدعاة – الظهور وكأنهم يفسرون الأمور حسب تصورات تحتاج أحيانا لسبر غور مقصدها إلى جهد أعظم من تبيان الخطأ في الحالة المراد التنديد بها. اخطر ما في هذه التطورات إحساس يتنامى بوجود دوائر يتحاشى الجميع مواجهتها لسبب أو لآخر، ولكن بجامع وضعها الحساس في بنية البناء الفكري لتركيبة النظام الحاكم من حركات صوفية وجماعات إسلامية متوالية أو تتفق في التوجه الإسلامي العام فصارت تلك الدوائر ذات توجيه لا يرد أو يناقش وذات اعتقادات في الناس والمواقف لا يمكن معها إلا الانحناء للريح والتعامل بأسلوب تمرير الكرة إلى (الاوت). ووفق تلك السوابق فإن معركة النيل الأزرق خاسرة، وعلى الأستاذ حسن فضل المولى اختصار المسألة بالخروج من موقعه انتصارا لموقفه وما يظن صحته – والرجل لم يجرم - وسيكون قد كسب على الأقل شرف الموت واقفاً.