مجانية أحلام هذا الشعب حين حملق في سقوف النخل مجانية أحلامنا.. لو علقت بالنخل ما صمدت أمام الريح و لو دست بإحكام تهاوت تحت أقدام الطغاة و نحن الساكتون عن القضية كي نحوز على جواز الانتماء.. عاديون في أعيادنا... متسامحون مع اللصوص... نصلي صوب أحزان المساء و نشرب في ليالي العرس نحلم بالبنات و ندعي مجدا من الأسمنت, أو طقسا من البارود, و الكرم المؤزر بامتلاك الأرض و الثروة فلو كنا من الغابات حقا .. لما تركت جموع الناس هذا العسكر المأجور- يرفل في الخضار بإسمنا و لو كنا من الصحراء حقا .. لقاتلنا الرعاة على جذوع النخل,ذدنا عن مياه النيل- آخر ما ادخرنا- للبقاء على مسارحنا و لكنا كما نبدو هجينا نيئا لتلاحم الغابات و الصحراء, إذ يرتاح فوق رؤوسنا التجار و السمار و الفوضى و تحكمنا القبائل و الجنوووووووووود تبا لهذا الإنطهاق المستفز فهذا الخصي يشنق كل أحلام الطفولة و هذا الوضع يتهمنا بالنضال و ينتهكنا واعيا بأزيزنا في الشارع المفقود, أين الشوارع كي نعلق معطيات المرحلة بل أين المراحل كي نفتش عن طريق لا يضل طريقه نحو السياسة إن المراحل تغتصبنا في الحروب لتشتري دخانها اليومي من سوق العساكر إن العساكر باعة يتجولون على أزقتنا ,يبيعون الدعارة للذين يراهقون بشعبنا كانوا كهولا ملتحين و راهقوا ربحت تجارتهم و مات البائعون دماءهم من اجل أن نمشي على أقدامنا, و نحسها تمشي – فنمشي نحو أفق لا يصله الباعة المتجولون دعارة أن تشتري من عسكر شيئا لتحكم دولة الجوعى و دعارة أن تستبيح الوعي كي تسري إلى ثرواتنا ليلا فلا مسجدا أقصى وصلت و لا وحيا أتاك من البعيد ولا ارتفعت بمستواك إلى القضية إن القضية أن توازي ما علمت بما تمارس من سلوك و أن تمشي إلى الأشياء و أنت تدرك أنها الأشياء و أن تبقى مع صوت الحقيقة- أينما اتجهت-لكي تبقى دليلا للحياة
من نص ( المشنقة ) تاج السر جعفر الخليفة الخرطوم 1994
------
تبا لهذا الإنطهاق المستفز فهذا الخصي يشنق كل أحلام الطفولة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة