|
عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك
|
عبد الهادي عيسى مختار..ما هذا الحضور الكثيف؟ عبد الهادي.. غفر الله لك، لم آثرت ان تاتي في هذا الزمن العصي والشمس تخرج من شقوق النهار وانت على رفرف خضر تحملق في الواقفين امامك تحرقهم شواظ الدموع.. وحين هبت الريح الصلاح افردت الشراع لتمخر عباب الزمن القادم، ومن على زورق الأنوار سمعتك تنادي "تعال .. تعال معي الى زمن حلمنا به معا، أخاف عليكم من طوفان الحضور، من لحاجمار اذا أدلج ليل الغياب؟" قلت سأوي الى جبل يعصمني من ايامك. قلت لي لا عاصم لك اليوم من امر الاحزان ومضيت لا تلوي على شيء. غفر الله لك لما جعلتني اكتب عنك وانا قد استمددت عاصفة الايام لاكتب لك .لم تترك لي مقالة اتكئ عليها استمد منها العافية.. الأحباب الذين كنت سأحكي لك عنهم، كلهم جاءوا يشخصون اليك بابصارهم يستغيثون ان تمنحهم الغيمة والفرحة. ينتظرونك أن تهطل عليهم كما كنت دائما فالاً واملاً. ماذا تركت لي أن أصف أو أقول , هل أخبرتهم من قبل بأنك قادم إليهم فجاءوك يستضيئون بوجهك الوضيئ . هل كنت تود ان تراهم قبل الحضور ام كنت تستمرئ فرحة ان تعرف معزتك لديهم ,كانوا يبكون وانت تضحك .يودعونك وانت مازلت فيهم تحدق فيهم وكانك تقول لهم ماظنكم بمن سيبقى فيكم ابدا وسيظل معكم سرمدا ،ثم انفض السامر الا من تلك التي ظلت تحمل جسارة الايام تدرك بحاستها مرارة ان تطلع الشمس على ربوة في الزورات وتلقي باشعتها على النخل صنوان وغير صنوان وانت لست في خاصرة المكان. او تلك التي حلمت بالناس يخرجونك من الجب , قلت لي اخاف من احلام هذة البنت , قلت لك: ذلك جب التمكين الذي عاقبته ان انال الله يوسف الصديق خزائن الارض, قلت لي ولكن جب يوسف لم يكن حلما بل حقيقة , اخاف ان ياتي اليوم الذي يشملني فية الجب ليكون دهليزا الى آخر الدنيا , قلت لا تقصص هذة الرؤيا على احد وبكيت ..لاول مرة اراك تبكي , كنا حين يشتد الباس نراك مثل القائد العظيم تخطط وتوزع اوامرك على الناس , هكذا حين يدلهم الخطب كنت الشعاع الذي يبهرج المكان ويملا الارجاء لكنك الان رقت حاشيتك ووهن عزمك هل كنت تحب الناس بهذا القدر ام كنت تخشى ان ياتي يوم ينقر الناس فية باب بيتك فلا يجيبهم الا الصدى , والرياح تعوي داخل الجدران الصامتة , أين ادخرت كل تلك المشاعر .. ليتك عبرت من زمان أنك تحمل ذلكم القدر الوافي من الحب لكل الناس الذين عرفتهم .. لم أعهدك تحفظ بيتا واحدا من قصائد العشق والعشاق ، وما رأيتك تترنم قط بمقطع واحد من ألحان الوجد .. وحين بدأ الليل يجمع خيوطه حولك أدركنا مؤخرا أي قلب محب وعاشق كنت تحمله بين جوانحك. يا هادي .. البارحة اتصلت على هاتفك الجوال كانت المرة الاولى التي يأتيني فيها الرد ألالي" الهاتف الجوال مغلق لا يمكنك الاتصال به الان" كنت أعلم أنك لن تكون على الطرف الآخر ، لكني لم أتصور أن يصمت هاتفك الى الابد ، سامحني يا هادي لم أتمالك نفسي انهدت في دواخلي جسور الأحزان وطما فيضان الدموع ، رغما عني، فأنت اقوى من أن أذرف عليك الدموع ، وأكثف حضورا ، وابهى وجودا من عواصف الفقد الجامحة , كنت في كل مرة اتصل بك ياتيني صوتك نديا "اهلا ياسيف " بنبرات واضحة وعميقة تهون كل الامور العصيبة وتحمل قدرا مهولا من الامال فادرك بان الدنيا مازلات بخير , كيف لهذا الصوت ان يصمت وللابد. غفر الله لك , اخبرت كل الناس بانك مسافر واخفيت ذلك عنا.. لو اعلمتنا لكنا حملنا اليك الزاد في طريق لاحب وطويل , لو اعلمتنا لكنا انتظرناك في تجليات الاصيل لنكون هنالك معا في قرية تلتحف الشمس والتاريخ. وحين قدمت مجللا بالبهاء مسربلا بالطمانينة قالت المرأة النخلة احملوه الى الزورات وضعوه على ربوة تشرف علينا صباج مساء ثم صاحت هاهي الايام قد ولت وهاهي الشمس قد كورت ثم جئت محمولا على أكف الضراعة والدعاء. لن أحكي لك تفاصيل ما حدث، فقد رأيت بنفسك المقدمة والخلاصة.. لم يمكثوا بعدك دقيقة واحدة . بل هرعوا الى الزورات ، القرية التي تمنيت أن تكون فيها ولو كنت في أقصى نوبات المرض .. وكأنهم يهربون من طغيان الأحزان.. كانوا يتناوبون الهاتف الجوال يسألونني بنبرة واحدة "الهادي مشى وين؟" كانت أصواتهم تتوالي .. لم تكن هي تلك الأصوات المألوفة التي أعرفها، كلها تضمخت بصوت الوالدة الذي اتخذته سلما أصعد به الى هضبة عالية في دواخلي أعيد فيها صياغة الأزمان ..أرعبني الزمن الذي عشته في تلك اللحظة، زمن أن آتي الى الزورات ولا تكون أنت فيها، قال لي مجدى "تصور أنني نزلت الى جرف حاجمار فهربت منه مرعوبا .. كل الأمكنة تتخذ معناها من صورة الهادي" الشونة .. برندة الديوان ، بيتك العامر .. يا هادي .. مكان لست فيه لا طعم له ولا حياة فيه. وحين وصلوا جميعا كأنهم أفاقوا جميعا من حلم، أشفقت عليهم وتجليت لهم في الأحلام تذكرهم بحقوق الله. يا هادي .. سوف تمضى الأيام ، ويتغير الزمان، وتاتي أجيال جديدة، ستقع أحداث وأمور ليتك كنت معنا ونحن نواجهها بدونك .. لكنك بتلك الشجاعة التي عهدناها فيك آثرت أن تبقى فينا الزمن الثابت ابدا في عالم متغير ..فليرحمنا ويرحمك الله.. انا لله وانااليه راجعون.
سيف الدين عيسى مختار
(عدل بواسطة سيف الدين عيسى مختار on 07-08-2011, 12:48 PM)
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | سيف الدين عيسى مختار | 07-08-11, 12:32 PM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | الرفاعي عبدالعاطي حجر | 07-08-11, 01:20 PM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | سيف الدين عيسى مختار | 07-08-11, 01:33 PM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | عصام دهب | 07-08-11, 03:34 PM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | omer abdelsalam | 07-08-11, 04:39 PM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | عبد القادر شادول | 07-08-11, 11:32 PM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | تاج السر محمد حامد | 07-09-11, 00:11 AM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | عبد اللطيف السيدح | 07-09-11, 06:33 AM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | حمزاوي | 07-09-11, 06:43 AM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | singawi | 07-09-11, 08:08 AM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | عبدالفتاح أبوشيمة | 07-09-11, 09:39 AM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | السمانى عمارة | 07-09-11, 09:49 AM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | سيف الدين عيسى مختار | 07-09-11, 11:46 AM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | ادم شحوتاي | 07-09-11, 12:20 PM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | سيف الدين عيسى مختار | 07-09-11, 04:25 PM |
Re: عبد الهادي عيسى مختار .. ما هذا الحضور الكثيق .. سلام الله عليك | عبدالأله زمراوي | 07-09-11, 06:39 PM |
|
|
|