|
Re: السودان ... مخاض التاسع من يوليو،، كمال الجزولي يكتب للجزيرة نت (Re: معاوية الزبير)
|
عشية التاسع من يوليو/تموز 2011م، يوم الإعلان، رسمياً، عن قيام دولة جنوب السودان المنفصلة، قفزت إلى الذهن، فجأة، ذكرى صديقنا شاعر الدينكا الفذ المرحوم سر أناي كيلويلجانق، وهمسه لنا، مبتسماً، تحت ظلال العشيات الزرق، بعبارته شديدة البشرى، معدية التفاؤل، على أيام انتفاضة أبريل 1985م الباسلة التي قبرت دكتاتورية النميري، يقول: "الآلام التي ظلت تقاسيها أمتنا ليست، قطعاً، آلام المرض، بل هي، يقيناً، آلام الطلق".
وها هو السيد نيكولاس كاي -سفير بريطانيا الحالي إلى الخرطوم- يكتب، بتاريخ 3/7/2011م، معلقاً، في مدونته الخاصة، على اتفاقيات أديس أبابا التي لم يكد حبرها يجف، مؤخراً، بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، حتى أجهضها رئيس الجمهورية: "إن (آلام المخاض Labour pains) تسبق أي ميلاد، بما في ذلك ميلاد أية أمة. والسودان -كأكبر بلد في أفريقيا- ظل يقاسي، موجة تلو موجة، من المعاناة، لكن المسألة ليست كلها (ألم). فالسياسيون -القابلات- لم يهجروا عملهم، وفي أديس أبابا عمل القادة السياسيون والعسكريون من كلا الجانبين بصبر للوصول لاتفاقيات تخفف معاناة شعوبهم.
إن من يبدؤون القتال يتعين عليهم إنهاؤه، وعلى القادة السياسيين أن يتحملوا مسؤولياتهم. لقد عمل المجتمع الدولي، بقيادة الرئيس السابق مبيكي -بلا كلل- من أجل تحقيق السلام، لكن الخيارات النهائية تبقى بيد الرئيسين البشير وسلفاكير، فما سيفعلانه خلال الأيام القليلة القادمة، سيقرر ما إن كان بلداهما سيولدان، يوم التاسع من يوليو، من بين التعانف والدم المسفوك، أم بروح السلام وحسن الجوار؟".
قد يبدو التخاطر غريباً، هنا، فلكأن أصداء عبارة سر أناي قد تردَّدت، من وراء السنين، في مسمعي نيكولاس كاي، وعلى لسانه، لولا أن الأول تدفق بروح الشاعر الوطني الذي لم يكن يقينه ليتزعزع في (الوحدة) الراسخة، بينما الآخر يحدوه طيف أمل دبلوماسي مرتبك في إمكانية تعايش الدولتين، سلمياً، برغم (الانفصال) وشتان بين هذا وذاك.
|
|
|
|
|
|