|
Re: فى طقوس قراءة عبدالغنى كرم الله . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يقول المبدع عبدالغنى عن طقوسه :- غريبة هي القراءة فحين أرى حبوبتي ، وهي تتصفح أي كتاب (وهي ترى حروف ملتوية تتخذ أشكالاً سريالية غريبة، أ، ش، ظ، ن، ي، a، b، w، وتلتصق هذه الحروف لتكون كلمات، هي أكثر غرابة أيضاً)، تمرر نظرها، لهذه الخربشة، ولا تثير في ذهنها أي شئ، سوى تصور (سبحان من يضع سره في أضعف خلقه)، وهي تراني طوال اليوم، أكاد أحشر رأسي بين ضفتي الكتاب، دون كلل أو ملل، ولسانها حالها يتساءل (ياربي الخربشة والرسومات دي، فيها شنو، تخلى الجنى ده الفطور ينساهو، وأطرش تب، صوت الرعد مايسمعو). ما أعجب ذلك، ماذا تخفي الحروف، بأشكالها التي تختلف من أمة، وأخرى؟ معان واحدة، في عدة لبوس؟ وماذا تعني لحبوبتي الأمية، سوى أشكال، ورسومات ، مثل خربشة الأطفال ، هذه الديدان السوداء (س، ب، ع، و، ر)، ماذا تضمر في صمتها العجيب، حتى الرعد والبراكين، وصوت الوتر، تخبئه في رحمها الساكن، وتغني في سكينتها، لذاتها، وهي تهمس (حتى التواراة، والإنجيل، وبوح قيس ، وإرتباك سقراط الذكي ، وسعي ابن بطوطة ، بين جوانحي ، مبان ، ومعان) ، ما أغربها من حاو، لا يدرك مافي جرابه ملاك الموت، فرقة ليلى، لاتزال تورد خدها في شعر قيس . وللحق هي أضعف الخلق، وأفتكهم، كم أعجب للغة الهندية، والسيرلانكية، حين أرى أحد الهنود وهو يقرأ وبإمعان في أحد المقاهي، هذه الجرائد، حروف صامتة، سوداء، تتلوى، وتنثني، كما أراد لها الإرث الهندي، وعبقريته، وفنه، وتفرده، وسكب كل خمره فيها، وأنا أرها (كحبوبتي)، ديدان سوداء، تتلوى، وتنثني، وتنام بشكل أفقي على سرير الصفحة!!.. غريبة فعلاً.. هي القراءة ! مجرد حروف سوداء تتلاصق مع بعضها، فتصرخ، وتغرد، وترعد، دون أن تفتح فمها، «سبحان الله»، تقع العين على هذه الصفحات. ثم يصيغ العقل عوالم لا حد لها، أثارتها هذه الحروب النائمة، كالقبور، على سرير الصفحة، وبهدوء تام.. (أهناك حياة في القبور، إذن!!)، في صمتها، كالحروف. وهي الأخرى، تنام على سرير الأرض الحنون؟، القراءة هي عمل خاص، ذاتي، هي الاستغراق مع الخيال والذكرى معاً وفي وقت واحد، لا شأن للقراءة بالعوالم الخارجية، هي شأن ذاتي، كالتعري، كالخواطر، لا يسمعها سواك، هي الإكسير، قد تنسب لليالي العباسية، وأساطير اليونان، قد تبرد أطرافك في عز الصيف، وتتجول في مدينة اندثرت، سوى في كتاب (عجائب الأمصار، وتحفة النظار)،. لإبن بطوطة!!.. كم لهذه الحروف من ذاكرة حديدية، حكايات كانتر بري، كتاب الانجيل، قصائد أبوالعتاهية، تحفظها على ظهر قلب، تحفظها في صمتها الأبدي، في تلكم الحروف الجميلة الأشكال (أ، ب، ي F, V,، ي، س، ش) . مالك بتبكي ؟ .. (هكذا تسألني أمي، وأنا صبي صغير، كنت أقرأ في جين اير ، وأتصفح صور الممرضة المتفانية، في صالوننا الطيني) ! .. أجي ، بتضحك براك ، جنيت (تصيح نادية بنت أخيو وأنا أقرأ دون كيشوت ، في صالون معلقة عليه صورة أبي، وآية الكرسي، بامتداد ناصر) ! أتذكرون أو خجل أصابكم ؟. (نجيب محفوظ قليل أدب)، هكذا قلت لنفسي، وأنا أقرأ في صالون طيني بسيط (زقاق المدق)، كأني أتعرى في ميدان المولد، وأنا الفتى الصغير، المؤدب، وكنت كمن يتلصص على غنج عجيب، في ذلك الزقاق السهير، وأسمع وشوشة خلخال تلكم المغناج الساحرة، وخواطري تجري هنا، وهناك (ياربي نجيب ده ماعندو بنات) ، كنت أشعر وكأن أختي علوية تراني ، فما أغرب طقوس القراءة، تتداخل بيئة العالم المقروء ، مع بيئتك ، مثل بخور ونسيم ، فيتشابه الأمر عليك .
وبتأثير نجيب محفوظ ، شعرت النفس القارئة , أن الأدب ، يعني بتصوير المجمتع ، كماهو ، وليس كما نريد، وتعلمنا، أن نمكر، في تسيطر الإنشاء المدرسية، وأن نمكر، ونقول ما نريد، عبر أقنعة، هي شخوص قصصك (لا أدري لم امتعض الناس من اولاد حارتنا "فقط" فقصة نجيب النوفيلا "رحلة ابن فطومة"’ أشد سخرية من هوس العقائد، وعبر شخوصها، قال مالذ وطب، وهو بعيد عن سيف "الردة" الشهيرة، في أدبنا المنكوب . وثاني خجل ، أعترى القلب ، كان بسبب المسلسلات المصرية ، حين يمد العاشق يديه ، ويداعب يد حبيته، فوق الفوطة الحمراء، كنت أنظر لبنات قريتي ، المتقرفصات حول التلفزيون الوحيد ، فأجدهن أجمعين ، نظرن للأرض ، وتلاعبت أ ناملهم بالتراب، وارتسم أرق خجل في الكون على وجوههن، فكان هو الأخر، مسلسل واقعي، ألطف، وأعمق، وارق، من خجل الممثلة المفتعلة في الشاشة البيضاء والسوداء . هل بكيتم بحرقة على مدام بوفاري، وقد خدعها حبيبها، في مزحة، وقال لها بأنه سافر، حين هرعت لغرفته، ولم يفتح الباب، ووجدت رسالته "لقد سافرت"، في يوم مطير، وجلست تبكي عند عتبة الباب، مع السماء، والحبيب يراقبها من عل، في أروع وصف للإخلاص، وكانت اساريرها، وهي تبكي، تفوح بمحبة، لو بثت على الخلائق، لرعت الذئاب مع الحملان، ولعب الأطفال مع الحيات، ولا يبزها في السحر ، سواء تلكم الفتيات ، أمام التلفاز ، في قريتي ، والأنامل التي داعبت بعضها، في شعاع شاعري، يبرق حين تتلامس الأنامل الولهى ، في الواقع ، أو الخيال .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
فى طقوس قراءة عبدالغنى كرم الله . | مركز الخاتم عدلان | 07-04-11, 09:59 AM |
Re: فى طقوس قراءة عبدالغنى كرم الله . | مركز الخاتم عدلان | 07-04-11, 10:47 AM |
Re: فى طقوس قراءة عبدالغنى كرم الله . | مركز الخاتم عدلان | 07-04-11, 11:04 AM |
Re: فى طقوس قراءة عبدالغنى كرم الله . | مركز الخاتم عدلان | 07-04-11, 11:54 AM |
Re: فى طقوس قراءة عبدالغنى كرم الله . | مركز الخاتم عدلان | 07-04-11, 12:27 PM |
Re: فى طقوس قراءة عبدالغنى كرم الله . | shaheen shaheen | 07-05-11, 09:51 AM |
Re: فى طقوس قراءة عبدالغنى كرم الله . | مركز الخاتم عدلان | 07-06-11, 09:00 AM |
Re: فى طقوس قراءة عبدالغنى كرم الله . | مركز الخاتم عدلان | 07-06-11, 09:01 AM |
Re: فى طقوس قراءة عبدالغنى كرم الله . | مركز الخاتم عدلان | 07-06-11, 11:50 AM |
Re: فى طقوس قراءة عبدالغنى كرم الله . | مركز الخاتم عدلان | 07-07-11, 08:30 AM |
Re: فى طقوس قراءة عبدالغنى كرم الله . | مركز الخاتم عدلان | 07-10-11, 08:33 AM |
Re: فى طقوس قراءة عبدالغنى كرم الله . | قيقراوي | 07-10-11, 10:47 AM |
|
|
|