|
Re: (قصّة موسى والعبد الصالح)(الحقيقة والأوهام) (Re: صلاح عباس فقير)
|
الدّرس الأساسيُّ في قصّة موسى والخضر: مقدمة: هذا الدرس هو امتدادٌ للموضوع الأساسيّ في سورة الكهف، أي: تصحيح العقيدة، من أجل استعمالها كميزانٍ يضبط كلّ الأمور النظريّة والعمليّة. والدرس العقديُّ الّذي تستقلّ ببيانه قصةُ موسى والعبد الصالح، يتعلّق بالقَضاء والقدر، والإشارة إلى الحكمة الإلهية العليا من ورائه. والقضاء والقدر الإلهيُّ، هو الدائرة المحيطة بالكون، فكلُّ الكائنات، وما تتَّصفُ به من صفات، وما يصدر عنها -بمقتضى هذه الصفاتِ- من أفعال، كلُّ ذلك قد قدّره الله عزَّ وجلَّ، أي (شاءهُ، وخلقه، وعلم به، وكتبه عنده في اللوح المحفوظ) وفقاً للحكمة الإلهيّة العليا. والإيمانُ بالقضاء والقدر يعني: أن توقن بأنّ كلّ ما أصابك في حياتك من خيرٍ أو شرٍّ، فإنّه بتقدير الله عزّ وجلّ وحكمته البالغة! فكلّما استحضرتَ هذه الحقيقة، وأنت في سياق حياتك وما فيها من ابتلاءاتٍ، وكنت فيها كما في الحديث الشّريف: (عجباً لأمر المؤمن! إنَّ أمره كلَّه خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له) (¬2)! ولننتبه إلى قوله صلى الله عليه وسلم: (فكان خيراً له!) فهذا يعني أنّ تفاعلك الإيجابيّ مع أقدار الله عزّ وجلّ -صبراً وشكراً- يؤدي إلى أن ترتقي حياتُك، وهذا هو المعنى الّذي يقودنا إلى فهم درس العبد الصالح لموسى عليه السلام، ولكلّ مسلمٍ من بعده. ¬__________ (¬1) صحيح البخاريّ (4725). (¬2) صحيح مسلم (2999).
|
|
|
|
|
|
|
|
|