الترابي يعتزل السياسة!

Quote: الترابي.. يجيد الكونكان والوست اجتمــــاع شــــوري المؤتمر الشعـــبي.. ونعم كنا هناك..! -------------------------------------------------------------------------------- الدكتور الترابي وبطريقته «المسرحية» الساخرة يبحث عن مقعدٍ له.. عندما شغلت المقاعد بمنتزه المقرن العائلي باعضاء مؤتمر هيئة شورى المؤتمر الشعبي وبعض المراقبين وعدد مقدر من الصحافيين والاعلاميين.. والترابي وهو يبحث عن مقعد «افتراضي» كان يتوقع انه في انتظاره.. كان يريد بذكاء ان يركز للمراقبين والصحافيين «ملاحظة» ان الحضور كان كثيفاً مما يدل على الحيوية والحماس للحزب.. ورسالة ثانية ان الرجل في يوم شورته لا يميز نفسه عن غيره بوضع خاص ولو كان ذلك الوضع في حدود توفير مقعد لا يقر به احد غيره..!! عرض وتحليل : ضياء الدين بلال اغلاق أم فتح كان عبدالله دينق رئيس الجلسة اميل لاغلاق القاعة على اعضاء الهيئة فقط بعد الجلسة الافتتاحية ولكن الدكتور الترابي ارادها علنية على الهواء.. وعلل ذلك بأنه يريد ان يحفظ لرجال الأمن جهدهم حتى لا تتسلل اعينهم وآذانهم الى شوراه.. وقد يكون الترابي فعل ذلك لذات السبب ولكن لمبرر آخر.. وهو ادراكه مع العدد الكبير للاعضاء استحالة ان يصبح ما يقال حبيس جدران القاعة ان لم تكن للجدران آذان.. فلذلك اراد ان يبطل اي انتصار متوقع لخصومه وهم يخترقون سرية الجلسة ويتصيدون مداولاتها.. وقد يكون الترابي اراد بعلنية الجلسة ان يقدم نموذجاً مقارناً مع مؤتمرات الوطني، لتأتي النتيجة في صالح تجربته في اعداد المؤتمرات وسعة صدره في احتمال معارضيه والداعين لاحالته احالة كريمة الى كرسي القماش..!! هيئة شورى المؤتمر الشعبي جاءت في اعداد دقيق وتنظيم محكم، لحد يجعلك ترتاب في ان كل شئ معد مسبقاً حتى ابتسامات البعض وغضب آخرين، وان المايسترو الذي يجيد الكنكان والوست ـ على حسب ما ذكر عضو الهيئة عثمان عبد الوهاب ـ حسن عبدالله الترابي يمسك بجميع الخيوط حتى تلك التي هددت زعامته.. فمنذ اعترافه بمسرحية «اذهب للقصر وسأذهب للسجن» اصبحت كل افعال الشيخ تجد حظها من الشك والظنون حتى المفاصلة بين شعبي ووطني.. لا يزال البعض يضعونها في قائمة افضل الاعمال المسرحية في السياسة السودانية..!! مؤشرات ضرورية ومن خلال رصدنا ومتابعتنا لجلسة هيئة شورى المؤتمر الشعبي لاكثر من ست ساعات وضحت لنا عدة مؤشرات: الاولى: ان الترابي لا يزال بعافية سياسية جيدة لم ينقص منها الكثير.. وحماس كبير للعمل السياسي لا يعطي ادنى انطباع بأنه سيقدم قريباً على ترك العمل السياسي والتفرغ للانشطة الفكرية حسبما راج على مدى واسع قبل عقد المؤتمر.. وقد كان هنالك تمهيد اعلامي بأن الرجل يريد ان يقلص اعباءه التنفيذية ويتنازل عنها للغير.. ولكن الترابي لايترك عاداته القديمة في السير في الاتجاه المعاكس لتوقعات المجتهدين.. فقد اضاف للامانة العامة التي يشغلها عبر مقترح التعديلات اعباء اضافية متعلقة بتكليف من يدير المركز العام وفروعه ومن يقوم بالعمل الاعلامي..!! المؤشر الثاني: ان المؤتمر الشعبي يحتفظ لنفسه بحيوية سياسية قد تمهد له تجاوز كثير من الاحزاب او ان يصبح اكثر تأثيراً على مجريات الاحداث منها..!! المفارقة المدهشة انه في الوقت الذي تشترط فيه بعض القوى السياسية عدداً من الشروط حتى تقبل العمل مع الشعبي على اي مستوى كان.. في المقابل يضع المؤتمر الشعبي خمسة شروط للحوار مع المؤتمر الوطني..! عدة اشياء وفي الورقة التي قدمها الترابي للمؤتمر والتي جاءت واسعة وشاملة يمكن ملاحظة انه ركز على عدة اشياء: 1ـ ان الزيادة في الامانات لتصل 46 امانة جاءت لاستيعاب اكبر عدد من الكوادر في تخصصات ضيقة ومحدودة.. لان المهام الواسعة لا تمكن القائمين عليها على انجاز شئ مقدر.. وان اتجاه المؤتمر بدأ يسير صوب البرامج الخدمية. 2ـ اتخذ الشعبي خطوة جديدة في الممارسة السياسية وهي الغاء التفرغ الحزبي. 3ـ برر الترابي ضعف اداء الحزب لحالة التضييق المفروضة عليه ولم يحمل القصور لجهة معينة. 4 ـ تبدو هنالك حالة توتر حادة قابلة للتصاعد او الانفجار في علاقة الترابي كأمين عام وقطاعي الطلاب والشباب حيث ان الترابي وجه نقداً مباشراً للقطاعين خاصة الطلاب حيث قال: (وقد كان للحركة الطلابية الموالية للمؤتمر منظومة قيادة مركزية ترعى بسط الدعوة في الساحات الطلابية وتزكية الموالين وترشيد حركتهم، لكن نالها كثير من عقابيل فساد سياسات سابقة في تلك الحركة).. حديث الترابي او تداعيات اخرى لانعلمها يبدو انها هي التي عبأت مجموعة من الطلاب والشباب لمناهضة الشيخ داخل الاجتماع وترشيح موسى المك كور منافساً له واطلاق ألسنتهم في الحديث عن ضرورة تجديد القيادة!!. 5 ـ بشكل شبه مستمر ظل الترابي يكرر بأن هنالك من يوادّون المؤتمر الشعبي خفية دون الجهر وهم من منسوبي المؤتمر الوطني وقيادييه.. وربط ذلك بالحديث عن مجموعات توفر دعماً سرياً للمؤتمر الشعبي يسكت هو عن اسمائها حتى لا يتأذوا من ذلك.. وقد تكون تلك محاولة ماكرة من الشيخ لاشعال اول الخيط ثم الجلوس الشامت لسماع انفجار الشكوك داخل مستودع المؤتمر الوطني.. فالمنطق يقول إن الشعبي اذا كان مستفيداً من مجموعات داخل الوطني، ليس من مصلحته ان يحرض عليهم انوف الخصوم..!! مبارك الفاضل يرصد مشاركة القوى السياسية كمراقبين للمؤتمر جاءت ضعيفة حيث غابت الحركة الشعبية وحزب الامة الصادق المهدي والاتحاديين والشيوعيين.. وحضر الناصريون وألدو اجو دينق والامة الاصلاح والتجديد حضر الباشا وكان مبارك الفاضل شديد الانتباه لما يحدث في قاعة المؤتمر وقليل التبسم ـ على غير عادته ـ كان كأنه يتحسس قوة الشعبي..!! المايك غير مغلق الترابي دون ان يراعي المايكروفات المفتوحة على المنصة كان يوجه رئيس الجلسة ويرشده على بعض الاجراءات التنظيمية.. وكان في مرات يجرى عملية التصويت بنفسه بأن يقول الموافقون نعم والرافضون لا.. عضو من كردفان طالب الامين العام بالا يؤثر على المنصة..!! في بداية الجلسة ومنتصفها وقبل ترشيح الترابي لمنصب الامين العام كان رئيس هيئة شورى المؤتمر الشعبي ورئيس الجلسة عبدالله دينق يدير الجلسة بكفاءة وحسم كافيين ويجتهد في منح الفرص وتوزيعها بعدل على اتجاهات القاعة وكان في مرات لا يستجيب لتوجيهات الشيخ الجالس إلى جواره.. ولكن على ختام الجلسة اصبح صدر عبدالله دينق يضيق.. واصبح اميل لترك الأمر للترابي.. واصبح يدافع عن الترابي ويدحض دعاوي ابعاده من المنصب.. ودينق اصبح اذا تحدث احد عن الترابي مادحاً بدات علامات الرضاء على وجهه وبدأ بصورة غير ارادية في تناول قطع العجوة الموضوعة امامه.. واذا قام احد ليقول حديثاً يفهم منه مناهضة الترابي تصدى دينق له مطالباً بالاختصار.. الى ان اشتبك مع موسى المك كور الذي طالبه بأن يوسع صدره.. ورد دينق بأن صدره واسع اصلاً ولا يحتاج لنصائح صحية أو سلوكية..!! نائب واحد خليفة ا لشيخ مكاوي كان على الصف الاول بالمؤتمر اثار قضية الجهويات وقال إن اختيار مساعدي الامين العام الستة من الجهات المختلفة فيه اذكاء للجهوية.. وان الاختيار يجب ان يكون للكفاءة والمقدرة لا للجهة.. وطالب مكاوي بأن يكون للامين العام نائب واحد فقط عمره اقل من خمسين حتى يتعلم من شيخ الترابي ويصبح في مقام الخليفة المنتظر.. وقال إن هنالك هروباً من اختيار نائب واحد للامين لاعتبارات لم يذكرها مكاوي..!! هب ابراهيم الماظ من جنوبيي السودان ليرد على مكاوي قائلاً: (نائب واحد تاني ما في كفاية علي عثمان باع القضية والشيخ.. والاجال بيد الله امكن النائب اموت قبل الشيخ).. وتساءل الماظ (هل كان الجنوبيون يتوقعون موت قرنق؟ هو اصغر بكثير من شيخ حسن)..!! ياسين عمر الامام انتزع لنفسه فرصة الحديث معقباً على ما قيل (علي عثمان كان هو الرجل المناسب في ذلك الوقت.. والقائد البديل يأتي من القواعد ولا يعد كجمل الطين)..!! جهوية ولا جهوية ممثل القطينة رفض وصف التكوين القيادي بالجهوية باعتباره امراً سيئاً.. وقال ان هيئة الشورى في اساسها قائمة على الجهوية باعتبار ان كل فرد يمثل منطقة معينة..!! مصطفى الخليفة (المناقل) قال إن توسع الامكانات الهدف منه استيعاب الكوادر التي تم الاستغناء عنها وابعادها من اجهزة الدولة. تم ترشيح الترابي لمنصب الامين العام من دارفور والتثنية جاءت من النيل الازرق.. وبدأ الثناء يهطل على الترابي من الاعضاء بالقاعة!.. اقوال في مدح الترابي احدهم قال (الترابي ليهو اربعين سنة ما مشكلة هنالك رؤساء وزعماء احزاب عمرهم اكثر من ثمانين عامل السن ما عامل اساسي). عبدالله دينق قال: (الترابي ليس موظفاً ينزل المعاش هو مفكر وعالم). ممثل القطينة (سيدنا عثمان بن عفان لم يكن طالباً بالجامعة الاهلية عندما تولى الخلافة كان اكبر من شيخ حسن). عثمان عبد الوهاب (الشيخ يعرف كل شئ حتى الكنكان والوست.. وهو فوق ذلك شجاع.. في التخطيط بارع وفي التنفيذ متعب يتابع حتى وضع الفاعل والمضاف إليه والحال.. وهو جيد في المتابعة.. كل خطواته قفزات.. ليس هنالك من ينافسه.. لكن حقيقة في مشكلة في خلافته). احدهم قال: (عشان تجديد القيادة والحيوية والنشاط والشباب اخترنا شيخ حسن) = ضحكات متفرقة = هجمة مرتدة كان كل ذلك يقابل بهتافات داوية. فجأة صمتت القاعة عندما بدأ ممثل الطلاب بكسلا يقول: (كل هذا معلوم عن الترابي ولكن الوقت ليس للخطب العصماء.. وعلى المنصة ان تقدم نموذجاً في ادارة الجلسات وكما سمحت بهذه الخطب ان تسمح لنا بالحديث..). = مقاطعة من رئيس الجلسة = ابوبكر عبد الرازق ـ المحامي ـ اكد على ما ذكره ممثل الطلاب بكسلا من ملاحظات على المنصة واكد كذلك على اختيار الترابي لانه الافضل..!! الشاب الناجي منصور قال: (لا اعتقد ان ارحام النساء تعجز عن ولادة شخص مثل شيخ حسن.. لا بد من ايجاد قائد بديل مع وجود الشيخ حتى نتعلم ان نطيع شخصاً آخر غير الشيخ وهو موجود بيننا).. وقام الناجي بترشيح موسى المك كور الذي اعتذر عن منافسة الشيخ على منصب الامين العام..!! احد الشباب قال: إن هنالك من يعملون في الحزب فقط في وجود الشيخ وتجديد القيادة سيكشف من جاء للحزب ومن جاء لمجاملة الشيخ..!! مدافعة السنوسي السنوسي تصدى لتلك الهجمة قائلاً: (نحن لا نعبد الرجال ولكن نعرف اقدارهم وانتو احمدوا الله عشان جاب ليكم حسن الترابي في السودان وفي المؤتمر الشعبي فهو رجل عالمي. الامريكان والانجليز قالوا من قبل ابعدوا الترابي نعمل ليكم السبعة وذمتها ونفتح ليكم باب مع اسرائيل. انداد الترابي في حنتوب لسع قاعدين.. نحن زولنا يمشي ليه؟!!). الترابي يرد على الجميع بصبر رفيع استطاع الترابي ان يمتص سخونة المناقشات وانفعالاتها بقوله.. ان البحث لا يزال جارياً عن قيادة لها في كل مسائل الحياة مسلك ومعرفة وعلم ولا تقتصر على شئ واحد.. ولو كانت الاوضاع طبيعية وهنالك حريات لتجددت القيادة بشكل طبيعي وتلقائى.. وان المجتمعات دائما في حاجة الى رمز اذا مات قالت انه لم يمت.. واذا غاب انتظرته ليأتي مهدياً.. فالترابي يرى ان الاوضاع الطبيعية تنتج قيادة طبيعية تصعد من القواعد الى القمة. ملاحظات: 1 ـ هنالك وجود كثيف لممثلي دارفور. 2 ـ من خلال العربات تبدو اوضاع هيئة شورى المؤتمر الشعبي الاقتصادية في حدها المتوسط او دون ذلك بقليل. 3 ـ مشاركة المرأة كانت مشاركة مقدرة وقال الترابي ان بعض العضوات ازواجهن اعضاء بالمؤتمر الوطني. 4 ـ السنوسي قال: إن عظمة الترابي مردها لوجود زوجته وصال المهدي خلفه مساندة ومؤازرة. 5 ـ كل التعديلات اجيزت (بنعم). 6 ـ الترابي وصف الراحل جون قرنق بأنه (علم الصدام الصابر والسلام العادل والقيام المتجدد الواعد في الجنوب). 7 ـ في كثير من المؤتمرات يذهب زمن كثير في الاجراءات.. كل شئ يراد التحقق منه بدقة مع ابداء الراي.. وعلى نهاية الاجتماع وتكاثر الحديث وتسرب الملل للحضور.. كل شئ مهما عظم تتم اجازته بسهولة ويسر. فالجميع ينظرون إلى ساعاتهم..!!