الترابي يعتزل السياسة!

Quote: الترابي: اعمل على تهيئة الحزب لتقبل انصرافي قبل المؤتمر العام الخرطوم ـ مزدلفة محمد عثمان كشف الامين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي عزمه مغادرة منصبه التنظيمي والالتفات اكثر الى التفسير والفكر ودراسة التاريخ الاسلامي. واعتبر ان اعادة انتخابه في مجلس الشورى امينا عاما فترة انتقالية حتى انعقاد المؤتمر العام. واشار الى نيته تهيئة مناصريه لقبول القرار قبل ان يصدر عن المؤتمر العام ما يمكن ان يعوق الخطوة. وكشف الترابي في تصريح لـ «الصحافة» عن مشاورات جرت في اروقة المؤتمر الشعبي لابلاغ قيادات الحزب في الخارج بالعودة الى الداخل ، الا ان انفاذها ارجأ بعد تأكد اهمية ما تنشط به تلك الكوادر في مواقع تواجدها. وقال الترابي لـ «الصحافة» امس ، ان تواجده في المعتقل اتاح امامه ابتدار دراسة مسودات وكتب لتاريخ حركة الاسلام والتفسير بما يستلزم اكمالها ، سيما وان المؤتمر الشعبي لا يعد حزبا سياسيا يتولى السلطة او يقف بالمعارضة ليعود الى الحكم، ولكنه يعمل وفق ابعاد فكرية واجتماعية وعالمية. واشار الى ان وقته القادم سيكرس اكثر للجانب الفكري مقارنة بالتنظيم ، غير ان الترابي رفض اعتبار قراره ابتعادا كاملا عن السياسة ، بقوله «هذا لا يعني ان اعتزل السياسة ، ولكن سيتوافر لي وقت اكبر لاداء الادوار الاخرى التي تنعكس على مناحي الحياة العالمية والمحلية التي تعني الحزب والجماعة». واكد الترابي انه لن يتولى اي منصب تنفيذي حتى لو اتاحت الانتخابات له السانحة. واضاف «كان رأيي دائما ان يتولاها الاجيال الاصغر». وبشأن قرار مجلس الشورى اعادة انتخابه بالاجماع امينا عاما ، قال الترابي ان القرار تحدث عن فترة انتقالية لحين انعقاد المؤتمر العام الذي يعني البقاء لاربع سنوات، وهي «كثيرة عليّ» حسب تعبيره. وزاد : «كلها شهور، ولذا لا بد ان تنتشر الفكرة بين الناس» . وردا على معارضة مؤيديه لفكرة تنحيه عن العمل ، قال الامين العام للشعبي بأن الضغوط الخارجية والكبت الذي مورس على السودان جعل الرموز في السودان ذات قيمة عالية ، مشيرا الى ان ذلك اضر بكل القوى السياسية ، ولم يتح امامها مجالا لتتجدد فيها الوجوه ، ويصبح الانتقال ميسورا على الناس. واوضح الترابي بأن المؤتمر العام للحزب اذا حمل اليه التكليف فيعني البقاء لاربع سنوات ، واضاف «افضل طريقة ان تهييء الناس والمناخ قبل ان يقع التكليف». والمح الترابي الى ان في خطوته رسالة للمؤتمر الوطني ، وقال «لكن ايما احد يبدو ان اصدقاءه حاولوا دفعه الى الموقع وكذا، هذه نكسة كبيرة جدا على المواقع في هذه الدولة، نريد ان نعلم الناس الا يمكثوا في السلطة ويطلبوها ، فكل البلد الآن يغتنمها الطمع». وكانت انباء راجت اثناء جلسة الشورى امس باتخاذ اجهزة الحزب قرارا بعودة قياداته النافذة من الخارج، لكن الترابي اكد لـ «الصحافة» ان مشاورات سابقة كانت جرت في اروقة الحزب قبل رحلته الى اسمرا. واضاف «لم نكن نتبين ما يؤدون هناك فلما خرجنا وجدنا ان بقاء الدكتور علي الحاج الى حين في الخارج مفيد، والدكتور الحاج آدم كذلك بحكم علاقاتهم مع القوى الخارجية، مشيرا الى ان المحبوب عبدالسلام ينتظر تدابير اقامته في البلد التي يقيم فيها ، ولكن لم يستبعد ان يعود الى الداخل ثم يغادر مرة اخرى». وكان مجلس شورى المؤتمر اعتمد امس بعد مداولات متطاولة رؤية الحزب تجاه قضايا الجنوب ودارفور والشرق وابيي وجنوب كردفان ، وعارضت مجموعة من اعضاء مجلس الشورى بولايات دارفور مشاركة المؤتمر الشعبي في مؤتمر دارفور المرتقب في الثاني عشر من ديسمبر ، بوصفه استباقا لنتائج ابوجا ، ويعطي الحكومة زخما لا تستحقه ، حسب رأيهم. ودفع تباين الآراء مجموعة دارفور الى عقد اجتماع خارج اجتماع الشورى لتوحيد الرؤى، اتفقوا بعده على قبول المشاركة في مؤتمر الفاشر شريطة ان يلتقي الوفد المشارك بامناء دارفور الثلاثة في الشعبي. واجيزت ورقة الحزب المقدمة من الدكتور بشير آدم رحمة بعد اقتراح الترابي ادخال تعديل على احد مقترحات الحلول التي تحدثت عن تمثيل الاقليم بعضو في رئاسة الجمهورية يختاره حملة السلاح لتعدل بـ «يختاره اهل دارفور».