اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 08:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صبرى الشريف(Sabri Elshareef)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-30-2007, 10:26 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام (Re: Sabri Elshareef)

    من المصائب العظمى التي نزلت بالمسلمين منذ العصور الأولى للإسلام والى اليوم انتشار أحاديث ضعيفة وموضوعة ، بل وكلمات وعبارات تداولها الناس فيما بينهم وتلقاها البعض بالقبول وقاموا بتدوينها ونشرها على أنها من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذا الدين كما قال تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) آية (9) ، سورة الحجر ، ومن حفظ الله لهذا الدين أن هيئ الله للسنة من يكشف القناع عن حقيقة هذه الأحاديث ويبين للناس أمرها وهؤلاء هم أئمة الحديث الشريف وحاملوا السنة النبوية الذين دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب حامل فقه ليس بفقيه ورب مبلغ أوعى من سامع" .
    فقد قام هؤلاء الأئمة جزاهم الله خيراً ببيان حال الأحاديث من صحة أو ضعف أو وضع واصلوا أصولاً متينة وقعدوا قواعد محكمة وبينوا درجة أي حديث ونصوا عليها وذلك هو علم (مصطلح الحديث) أو ما عرف بعلم الجرح والتعديل وهو المعني لدى المحدثين بـ"علم الرجال" وبذلك قطعوا الطريق على الذين أخذوا يحذفون أو يدرجون أو يحرفوا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويتقولوا عليه ما لم يقل ذلك لما عجزوا عن أن يدخلوا في القرآن ما ليس منه(10) .
    وقد انبرى فريق من علماء السنة إلى جمع الأحاديث الموضوعة في كتب مستقلة وبيان دلائل وضعها ومن هؤلاء:
    1- أبو الفرج ابن الجوزي .
    2- جلال الدين السيوطي.
    3- ابن عراق .
    4- علاء على.
    5- محمد بن علي الشوكاني.
    6- ابن القيم الجوزية.
    7- الشيخ ناصر الدين الألباني سلسلة « الأحاديث الضعيفة » و « ضعيف الجامع الصغير والكبيـــر » .
    8- محمد بن إسماعيل العجلوني « كشف الخفاء » .
    9- « تمييز الطيب من الخبيث للشيباني » ، وغيرهم ممن هيأهم الله لهذا الفن .
    وبعد هذا العرض سنختار أمثلة من هذه الأحاديث على سبيل المثال:
    من سلسلة الأحاديث الضعيفة وأثرها السيئ على الأمة، ومن ضعيف الجامع الصغير للشيخ المرحوم ناصر الدين الألباني ومن كتاب كشف الخفاء للشيخ محمد بن اسماعيل العجلوني وتمييز الطيب من الخبيث، وقبل سرد بعض هذه الأحاديث عن المرأة .
    لاشك كما هو معلوم أن للحديث سندا ومتنا ، وعلماء أصول الحديث ركزوا على السند ، للخروج بحكم على الراوي ، بغض النظر عن المتن مع ان المتن ألفاظ تحمل معان قد تكون صحيحة أو خاطئة .
    و في الطبعة الأولى من هذا الكتيب سردت الأحاديث ولم أراعي هذا الفرق ، وفي هذه الطبعة نستدرك هذا الفرق بالتعليق للتوضيح إن كان المتن يستدعي التعليق ، ذلك أن المتن يتولد عنه المعاني التي تؤكد فهماً وتصورا معينا ، وهذه النصوص الضعيفة أو الموضوعة يستشهد بها أحياناً أحد اثنين يجتمعان في الاعتقاد بأن الإسلام حذر أتباعه من المرأة ووضعها موضع المهانة والازدراء ، لكنهما يفترقان بعد ذلك في أشياء كثيرة أهمها أن أحدهما يرفض الإسلام ويرى تقدم المرأة في تركها للدين ، والثاني ملتزم بالإسلام مؤمن به ، لكنه يعتقد أن بعض نصوصه هي التي وضعت المرأة في منزلة متدنية وحذرت الرجال منها ، فهو يرى أنه بإلتزامه بها قد فهم حكم الإسلام في المرأة وأطاع الله .
    وقد تبين من مراجعة أقوال الفريقين أن أوْلاهما يطعن في الإسلام انطلاقاً من هذه النصوص ، زاعماً أنه لا خلاص للمرأة في هذا الدين ، إنما خلاصها وحريتها ومكانتها في غيره ، مما ولى وجهه إليه من الحضارة الغربية أو غيرها .
    أما الفريق الثاني فيطعن في المرأة ويهبط بمنزلتها هبوطاً شديداً بزعم أن الإسلام ( الذي تنسب إليه هذه النصوص ) هو الذي فعل بها ذلك ، وأن من الدين تطبيق هذه النصوص وطاعتها ، وأن مخالفتها عصيان للدين(11) .
    فالفريقان يتلاقيان في أن الإسلام هو الذي هبط بمنزلة المرأة ، ووضعها مواضع الدونية ، وحذر منها ومن التعامل معها .
    وقد وجدتُ في كلام الفريقين نصوصاً تتردد كثيراً على أنها من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن صميم الدين ومقرراته ، وقد بحثتُ عن مصدر هذه النصوص وكيف انتشرت بين الناس هذا الانتشار ، فتبين لي أنها عاشت أجيالاً متتابعة في ضمير تراث الشعوب الإسلامية على أنها من صحيح الدين ، وتداولتها ألسنة بعض الخطباء في المساجد والمحافل ، وترددت على صفحات آلاف الكتب دون تحقيق ، حتى أصبحت جزءاً هاماً من التراث الشعبي الجمعي الذي يحرك جماهير المسلمين ويقود خطواتهم في النظر إلى المرأة والتصرف معها .. كل هذا دون تحقيق في الأغلب الأعم ، بل تنتقل هذه النصوص جيلاً بعد جيل على أنها جزء من الدين الصحيح ، وتسجل في كتب التراث الشعبي بعد أن ثبتت في ضمير الأمة ! .
    وقد انتقيت كتابين عرض كل منهما لبيان ( الأحاديث النبوية ) التي انتشرت على ألسنة الناس في القرنين العاشر والثاني عشر الهجريين ، وتوارثها بالطبع أبناء القرنين الثالث عشر والرابع عشر حتى وصلت إلينا !
    أما الكتاب الأول فهو ( كتاب الشذرة في الأحاديث المشتهرة ) لمحمد بن طولون الصالحي ، المولود 880 هـ والمتوفى 953هـ ، وقد جمع كتابة قرابة ألف ومائتي حديث كانت مشتهرة بين المسلمين في القرن العاشر الهجري .
    وأما الكتاب الثاني فهو كتاب ( كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس ) للشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي المتوفى عام 1162هـ وقد جمع فيه أكثر من ثلاثة آلاف ومائتي حديث كانت شائعة بين المسلمين في القرن الثاني عشر الهجري .
    وقد استعرضت ما في الكتابين من ( أحاديث ) ، أو بعبارة أدق : ما اشتهر على ألسنة الناس أنها أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فتبين لي أمران :
    الأول : أن قسماً كبيراً منها عن ( المرأة ) مكانتها ، وكيف يتم التعامل معها ، والنظر إليها في المجالات المختلفة .
    والثاني : أن القليل من هذا القسم يمثل حديثاً صحيحاً ، وأن أكثرها لا أصل له في الحديث النبوي الصحيح ، وفي الإسلام بعامة ، بل إنه معارض معارضة جلية لنصوصه الصحيحة ! والعجب بعد هذا من انتشاره بين المسلمين على أنه من الحديث الصحيح ، وتناقله بينهم جيلاً بعد جيل . ولعل الذي يفسر هذا الانتشار والتوارث - إلى جانب جهل كثير من الناس - هو أن هذه النصوص صادفت هوى وقبولاً سريعاً في الشعور واللاشعور الجمعي لنفسية الرجل الشرقي التي تسيء الظن بالمرأة لأسباب كثيرة متوارثة منذ عصور الجاهلية الأولى وربما قبلها ، ومن ثم وجد الاستعداد التلقائي عند عامة الناس وجمهورهم لتلقي هذه النصوص على أنها من صحيح الدين - دون تحقيق علمي أو وقفة موضوعية مع النفس - وهذا من منهج العوام وأشباههم ؟ بل إن الأمر لم يقف - فيما يبدو لي - عند العوام وأشباههم ، بل تعداهم إلى ( بعض أهل العلم ) الذين نجد بعض هذه النصوص فيما سطروه أو أذاعوه ( دون تحقيق علمي ) ، وما ذلك إلا ، لأن عقلهم ووعيهم في مجموعه جزء من الوعي الجمعي العام لعصورهم ومفاهيمه ! .
    ولم يكن من قبيل المصادفة أن ينبه أبو حامد الغزالي (هـ450 - 505 هـ ) في بحثه عن حقائق الأشياء إلى الحذر من النظر إلى كل ما يرثه الأبناء عن الآباء والأجداد على أنه عنوان الحقيقة ومجالها ، فكثير من هذا الموروث أمور باطلة عند التحقيق .
    ولم يكن الغزالي في تنبيهه إلى عدم اعتماد الوراثة عن الآباء والأجداد معياراً لصحة الموروث دون فحص - إلا واحداً من علماء المسلمين الذين أخذوا هذا عن القرآن الكريم الذي عاب على الذين يبررون سلوكياتهم ويحتجون لصحتها بأنهم وجدوا آباءهم عليها وأنهم على آثارهم مقتدون كقوله تعالى : ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ) ( البقرة 170 ) وقوله تعالى : ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون ) (المائدة 104) وقوله تعالى : ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ü وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ) ( لقمان 20 - 21 ) .. والآيات في هذا كثيرة .
    بعض ما اشتهر عن المرأة من أحاديث ضعيفة ومكذوبة :
    وقد آن الأوان لنراجع بعض ما اشتهر عن المرآة في القرون الأخيرة من أحاديث ضعيفة وموضوعة فمن ذلك :
    1 . ( شاوروهن وخالفوهن ) ( رقم ( 512 عند ابن طولون ، 1529، عند العجلــوني ) وروى(12) العجلوني أنه لم يرو مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن عند العسكري عن عمر أنه قال : خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة .
    2 . كذلك ورد بسند ضعيف جداً مع انقطاع عن أنس مرفوعاً : ( لا يفعلن أحدكم أمراً حتى يستشير ، فإن لم يجد من يشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها ، فإن في خلافها البركـــــــة ) .
    3 . وروى العسكري عن معاوية : (عودوا النساء ( لا ) فإنها ضعيفة ، إن أطعتها أهلكتك ) .
    4 . وروى بسند ضعيف عن عائشة مرفوعاً: ( طاعة النساء ندامة ) كما روي عن زيد بن ثابت مرفوعاً ..
    5 . وروي عن أبي بكرة مرفوعاً : ( هلكت الرجال حين أطاعت النساء ..)(13) أما ما ينسب إلى عمر ( رضي الله عنه ) فقد ثبت عنه صحيحاً أنه خالف هذه النصوص كثيراً : فمن ذلك أنه كان " يقدم الشفاء بنت عبدالله في الرأي ويرضاها " ، وأنه استشار النساء في : كم تصبر المرأة على فراق زوجها ؟ وأنه ترك كبار الصحابة واقفين وأخذ يستمع إلى حديث خولة بنت ثعلبة حتى انتهت منه وقال في ذلك ما قال ، ومنه قوله : أصابت امرأة وأخطأ رجل ، والقصص في هذا كثير صحيحة .
    أما ما يروى عن أنس مرفوعاً فقد خالفه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه حين استشار أم سلمة في صلح الحديبية ، وعمل بمشورتها ، ووجد فيها البركة كلها(14) ، والعجب - كل العجب - من تعليق عالم جليل من علماء المسلمين هو إمام الحرمين(15) على هذه القصة حيث قال - فيما يروي عنه العجلوني وابن طولون وغيرهما - " لا نعلم امرأة أشارت برأي فأصابت إلا أم سلمة " وعلقا عليه بقولهما : " لكن اعترض عليه بابنة شعيب في أمر موسى عليهما الصــــلاة والســــــلام "(16) .. وتعليقهما عندي أعجب من قوله ! حيث لم يجد العالمان الفاضلان - ومن نقلا عنه - في التاريخ البشري كله إلا واقعتين أصابت فيهما المرأة ! فما قولهم إذن فيما أشارت به خديجة ( رضي الله عنها على النبي صلى الله عليه وسلم ) - حين جاءه الوحي أول مرة - من الذهاب إلى ورقة بن نوفل ؟ وما قولهم في مشوراتها المتتابعة الصادقة المباركة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفيت ، فاستشعر لفقدها غاية الحزن.
    وما قولهم فيما أشارت به ملكة سبأ على قومها بالإسلام وقادتهم إليه ؟ وما قولهم في مجمل أمرها الذي سجله القرآن الكريم في سورة النمل ؟ .
    أما ما روي عن معاوية في هلاك الرجال بطاعة النساء ، فما نظنه صحيحاً ، فقد كانت أمه ( هند بنت عتبة ) في جاهليتها ثم في إسلامها - في مواقف عديدة - أحزم رأياً وأثبت جناناً من أبيه أبي سفيان سيد قومه وزعيمها في الجاهلية(17) .
    أما ما يروى عن عائشة(18) وزيد بن ثابت وأبي بكرة مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم : فإن أخذ الكلام فيه على عمومه فهو مخالف قطعاً للوقائع الكثيرة الصحيحة التي ( لم تهلك فيها الرجال ) حين أطاعت النساء ! وما كان صلى الله عليه وسلم ليناقض قوله فعله ! بقي احتمال وهو : أكان هذا في خصوص واقعة بعينها لا تتعداها إلى غيرها أساءت المرأة فيها المشورة ( وهذا وارد أحياناً مثل الرجل ) فأطاعها رجال ما فهلكوا ؟ ربما كان الأمر كذلك(19) ، وإن كان ابن الجوزي قد أدخل حديث عائشة هذا ضمن الموضوعات(20) ! .
    6 . والعجب من العجلوني بعد هذا حين عقب على الكلام على ( الحديث ) بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تعس عبد الزوجة " - ولم يخرجه - " فمن أطاعها فقد بدل نعمة الله كفراً (21) ) ومن ثم لم تكن هذه الروح تجاه المرأة مقتصرة على العوام ومن في حكمهم ، إنما تجاوزتها إلى العلماء ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
    والذي يقرأ ( قسم النساء ) في الكتب التي ترجمت للصحابيات والتابعيات ، تبين له أن هذه التراجم الصادقة تعطي صورة مختلفة تماماً ( إلى حد التناقض ) عن صورة المرأة التي تصورها هذه الأحاديث )(22) .
    7 . ومن ذلك حديث ( اتقوا شرار النساء ، وكونوا من خيارهن على حذر ) وهو رقم (87 عند العجلوني ) ويقول عنه : " هو من كلام بعضهم ، وهو صحيح المعنى ، ففي الكشاف عن بعض العلماء قال : إني أخاف من النساء أكثر مما أخاف من الشيطان ؛ لأن الله تعالى يقول : ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) وقال في النساء : ( إن كيدكن عظيم )(23) هذا كل ما علق به العجلوني على ( الحديث ) ، ومن الواضح أنه مع قطعه بأنه لا صلة له بالحديث النبوي - فإنه يصدر عن روح العداء للمرأة ، والخوف منها ، والزراية بها ، فهو يقول إن معناه صحيح ، أي متفق مع صحيح الإسلام ، وهذا غير صحيح ؛ لأنه يصدر عن سوء الظن بالمرأة الخيرة وانتظار الفساد منها وتوقعه في كل لحظة ! وهذا يخالف الأمر القرآني ( يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ) (الحجرات 12 ) ، ثم لا يجد دليلاً على ذلك إلا قول ( بعض العلماء ) الذين نظروا للمرأة على أنها أسوأ من الشيطان نفسه وأكثر شراً ودعوة إلى الفساد والإفساد ! واستدلوا على ذلك بأن الله تعالى قال عن كيد الشيطان إنه ضعيف وعن كيد المرأة إنه عظيم . والواقع أن السياقين مختلفان : فالآية الأولى هي قوله تعالى : ( الذين أمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) ( النساء 76 ) أما علة هذا الضعف فترجع إلى أن الله تعالى يكيد(24) لأوليائه : أي يدبر لهم أمورهم ويهيئ لهم خيرها ، ويكيد أعداءه - وأولهم الشيطان - فيبطل كيدهم ومكرهم وعملهم ، كما قال تعالى : ( إنهم يكيدون كيداً ü وأكيدُ كيداً ) ( الطارق 15 - 16 ) وقوله تعالى : ( كذلك كدنا ليوسف ) ( يوسف 76 ) ، فإذا قورن كيد الله تعالى بكيد الشطيان المخذول ( الذي ليس له سلطان على الذين أمنوا ) - ثبت ضعف كيده وهوانه .
    أما الآية الثانية فسياقها - وموضوعها - مختلف ؛ إذ أنها تصور موقف هرب يوسف عليه السلام من فتنة امرأة العزيز ، وهي تطلبه ليرجع ويفعل ما تأمره به ، فإذا بهما أمام زوجها لدى الباب ، فلم ترتبك ولم تتلجلج في هذا الموقف العصيب بل على الفور قلبت الحقيقة وارتدت ثوب المرأة الفاضلة حين تشكو من يحاول إغراءها ! فالكيد العظيم هنا هو سرعة الانتقال النفسي - في لحظة واحدة - من موقف المجرمة المعتدية إلى موقف المظلومة المعتدى عليها وهي العفيفة المتأبية على الفتنة ، وانتقال مشاعر بعض النساء من النقيض إلى النقيض في لحظة واحدة كان مما يستوقف الرجال ويثير عجبهم ، يقول تعالى : ( واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم ü قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قُد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين ü وإن كان قميصه قُد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى قميصه قُد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ) ( يوسف 25 - 28 ) فالموقف مختلف ، وسياق الكلام فيه مختلف ، ونوع الكيد مختلف فلا يصح مقارنة الكيد هنا بالكيد هناك ؛ لأنه إنما يعني هنا براعة انتقال المرأة وسرعتها بين المشاعر المختلفة ، مما قد لا يستطيعه الرجل ، ومن هنا جاءت عظمة الكيد ، أما هناك فهو في مقابل كيد الله تعالى ؛ لأوليائه ولا شيء من فعل المخلوقات إلا وهو ضعيف حقير في جنب الله تعالى لأن كيده تعالى متين كمـا قال ( وأُملي لهم إن كيدي متين )(25) .
    والعجب - كل العجب - من غفلة بعض العلماء عن هذا ! لكنه الشعور الجمعي المتوارث والمستكن أيضاً في اللاشعور يخاف المرأة ، ويحذرها ، وينتظر من صالحاتها فساداً وشراً متوقعين منها في كل لحظة ! .
    وبمناسبة الحديث عن يوسف عليه السلام وصاحبته - فهناك حديث صحيح لا شك فيه سنداً ومتناً ،لكن بعض الجهال يتخذونه مستنداً للطعن في المرأة ، وبعض مدخولي العقيدة يتخذونه سنداً للطعن في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أو بعضهن .
    والحديث برواية البخاري عن عائشة ( رضي الله عنها ) قالت : " لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه ، فحضرت الصلاة فأذن ، فقال : " مروا أبا بكر فليصل بالناس " فقيل له : إن أبا بكر رجل أسيف(26) ، إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس ، وأعاد ( قوله ) فأعادوا له ، فأعاد الثالثة ، فقال : " إنكن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل بالناس " ، فخرج أبو بكر فصلى .. ووجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة ، فخـــرج ... ( صحيح البخاري ، أبواب وجوب صلاة الجماعة ، باب حد المريض أن يشهد الجماعة )(27) .
    ويصور الحديث النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته وقد أمر أزواجه أن يبلغن أبا بكر الصديق ( رضي الله عنه ) أن يصلي بالناس بدلاً منه ، لكن عائشة ( رضي الله عنها ) لم ترد ذلك كيلا يتشاءم الناس به ( إذ يحل محل النبي صلى الله عليه وسلم ) - وقد صرحت بنيتها الباطنة بعد ذلك - لكنها " أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن الصديق ( رضي اللــه عنـــه ) كونه شديد الحزن رقيق القلب ، لا يستطيع أن يقوم مقام النبي صلى الله عليه وسلم (28) في إمامة الناس فأعاد النبي صلى الله عليه وسلم أمره ، فأعادوا عليه قولهم ( ويبدو أن عائشة وجدت من يؤيدها فيما أظهرته ) فلما كانت الثالثة قال صلى الله عليه وسلم لهن : " إنكن صواحب يوسف " وأصر على قوله ، فخرج أبو بكر فصلى بالناس .. وتشبيهه صلى الله عليه وسلم الحاضرات ( أو بعضهن ) اللاتي راجعنه في أمر أبي بكر ، بصواحب يوسف إنما هو في اختلاف الظاهر المعلن عن الباطن الخفي ، أما الظاهر في قصة يوسف فهو حضورهن إجابة لدعوة امرأة العزيز لإكرامهن في بيته ، وأما الباطن الخفي فهو أن ينظرن إلى حسن يوسف وأن يعذرن امرأة العزيز في محبتها له ، فليس في هذا الشبيه ( في مجمله ) إلا وصف المرأة بأنها أحياناً تظهر في موقف ما سبباً معلناً غير السبب الحقيقي الذي تخفيه .. وهذا صدق وحق ، ولعائشة وصاحباتها فيه عذر الخوف على أبي بكر ( رضي الله عنه ) أن يتشاءم الناس منه إن حدث الموت بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وله أن يزجر أزواجه مؤنباً مؤدباً كي يطعنه فيما أمر ، ولم يقل في ذلك إلا حقاً ! لكن هل تنفرد المرأة وحدها بفعل هذا ؟ الرجال أيضاً يفعلونه في مواقف عديدة يظهرون فيها غير ما يبطنون مراعاة منهم لاعتبار ما ، لكن ربما كانت المرأة بطبيعتها أكثر فعلاً له(29) .. مرة بسبب الحياء ، وأخرى مكراً وتدبيراً ودهاء.. وهن بذلك كله متصفات ! فلا شيء في الحديث كله يعيب . ولنقرأ الآيات ( وقال نسوة في المدينة امرأتُ العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حباً إنا لنراها في ضلال مبين ü فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهن متكئاً وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت أخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم ü قالت فذلكن الذي لمتنني فيه .. )(30) .
    ثم لنعد إلى الأحاديث المشتهرة ..
    8 . ( أعدى عدوك زوجتك التي تضاجعك ) وهو رقم 142 عند العجلوني . ويقول عنه " رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه ولم يذكر : أمرفوع هو أم موقوف على أبي مالك لكنه - في كافة الأحوال - لا يمكن أن يؤخذ على إطلاقه ، لأنه مخالف لآيات وأحاديث صحيحه كثيرة : فكيف يمكن أن يمتن الله تعالى على عباده بالزواج ويجعله من آياته ، ويعلله بسكون الزوج إلى زوجته التي هي " أعدى أعدائه " ؟ وما معنى وصية النبي صلى الله عليه وسلم المتكررة بالزوجات وإحسان عشرتهن(31) وهن أعدى الأعداء ؟!
    لكن القرآن الحكيم يعلم الناس أن ( بعض ) أزواجهم وأبنائهم عدو لهم كما قال تعالى :
    ( يا أيها الذين أمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) ( التغابن 14 ) لكن هذا النص يجعل ( كل ) الزوجات أعداء ، بل من أعدى الأعداء ، وبهذا يخالف النصوص الصحيحة فينبغي أن يُرد ، مع ملاحظة أن تعبير (التي تضاجعك ) يشير إلى أعمق حالات السكن التي أمتن الله بها على عباده ! .
    9 . ( ثلاث لا يركن إليها : الدنيا ، والسلطان ، والمرأة ) وهو رقم 318 عند ابن طولون ، ورقم 1033 عند العجلوني ويقول عنه : كلام صحيح لا نطيل فيه بالاستشهاد لوضوح أمــــره .. وليس بحديث (32) . وهو - فيما يتصل بالمرأة - صادر عن الروح الجمعية المتوارثة التي لا تثق فيها - أي المرأة -قيد أنملة ، وتتوقع منها الخيانة والشر في أية لحظة مهما بدا من وفائها وإخلاصها .
    ومثله " ثلاثة إن أكرمتهم أهانوك : أولهم المرأة .. " وهو رقم 1038 عند العجلوني " الذي يقول عنه إنه من كلام الإمام الشافعي(33) فهل يخالف الإمام الشافعي الأحاديث الصحيحة مثل ( خياركم خيركم لنسائه ) الذي رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ، كما رواه ابن ماجة عن ابن عمرو مرفوعاً ، وكذلك عن ابن عباس ، ورواه الطبراني عن معاوية بلفظ: ( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ) كما رواه الطبراني والبيهقي(34) .
    وأين " ثلاثة إن أكرمتهم أهانوك .. " من الأحاديث الصحيحة الأخرى التي أوصى فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء وإكرامهن .
    10 . كذلك فمن ( أحاديث ) المرأة التي يرويها العلجلوني بلفظ : " ما قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( نعم الصهر القبر ) ثم يروى أن بعض العلماء " لم يظفر به بعد التفتيش " وقد صاغه بعض الشعراء في قوله :
    لكل أبي بنت على كل حالـة ثلاثة أصهار إذا ذكر الصهر .
    فزوج يراعيها وخدر يصونها وقبر يواريها ، وخيرهم القبر(35)
    ويبدو أن الروح الجاهلية التي كانت تئد الأنثى مخافة العار - والتي عرضنا لها في( تساوي الذكور والإناث في حق الحياة ) - استمرت ممتدة في الزمن ، مو######## في اللاشعور الجمعي بعد الإسلام بقرون !
    11 . ومن هذه ( الأحاديث ) : ( النساء حبالة الشيطان ) رقم 1530 عند العجلوني و 513 عند ابن طولون .
    12 . ومنها : ( ضاع العلم بين أفخاذ النساء ) وهو رقم 557 عند ابن طولون و 1636 عند العجلوني . وكل منهما يقول عنه إنه ليس بحديث ، بل هو من كلام بشر الحافي الصوفي(36) لكنه شاع بين الناس على أنه حديث ! وعلى القارئ مقارنة هذا النص بالحديث الصحيح ( الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة ) وفي رواية ( الدنيا كلها متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ) رواه مسلم وأحمد والنسائي وابن ماجة وغيرهم عن ابن عمرو مرفوعاً ، وقد فسرت الصالحة في الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم : " التي إذا نظر إليها سرته ، وإذا أمرها أطاعته ، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله "(37) . وقارن ما سبق من هذه الأقوال المو######## بقوله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ( الروم 21 ) .
    13 . ومن هذه الأقوال المشتهرة : ( طاعة النساء ندامة ) وهو رقم 1648 عند العجلوني الذي يروي أن فيه راوياً ضعيفاً ، كما يروى عن الحسن البصري أنه قال : ما أطاع رجل امرأة فيما تهواه إلا أكبه الله في النار " وهو محمول على طاعتها فيما تهواه من المحرمات ، وقيل : فيما تهواه من المباحات ؛ لأنها تجر إلى المنكرات"(38) ! .
    وهل يجوز إطلاق مثل هذا القول الذي استبعد تماماً أن تأمر المرأة ببر أو صلة رحم أو خير أو مشورة حكيمة ؟ كأنها لا تشير ولا تأمر إلا بشر ، فماذا عن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة في الحديبية ؟ وماذا عن طاعة أبي الفتاتين من مدين لابنته في صدق فراستها في موسى عليه السلام وقولها ( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) القصص 26 وماذا عن امرأة فرعون .. وغيرهن كثيرات ! .
    14 . ومن هذه الأقوال المشتهرة : " عقولهن في فروجهن ، يعني النساء " ( وهو الحديث رقم 598) عند ابن طولون ورقم 1740 عند العجلوني ) والحمد لله أن كلا منهما يذكر أنه ليس بحديث - وإن شاع عند الناس هكذا - لكن كلاً منهما أيضاً ( يتحفنا ) بنصوص وآثار عن استيلاء شهوة الجنس على النساء ، بحيث يلزم العاقل أن يتخوف منهن وينتظر الشر والخيانة في كل وقت ، وينهي ( موعظته ) في أمرهن " بقوله :.. وما أحسن قول أبي الخطاب بن دحيه : تحفظوا عباد الله منهن ، وتجنبوا عنهن ، ولا تثقوا بهن ، ولا بوثيق عهدهن ... الخ "(39) ، ولست أدري : هل غفل هؤلاء عن أن كلاً منهم وَلدته ( امرأة ) ؟ وهل هذا ( التقرير ) عنها يتفق مع ما أعلمنا به صلى الله عليه وسلم فيها من قوله ( الزم رجلها فثم الجنة ) (40) هل وصية ابن دحية في النساء تتفق مع وصايا الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالنساء أمهات وبنات وزوجات وأخوات ؟
    15 . ومن عجيب ما وُجِدَ في أحاديث النساء المشتهرة على ألسنة الناس - حديث صدره ثناء على المرأة لكن عجزه يخالف ما أمر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم في النساء !.
    ونصه هكذا : ( النساء مصابيح البيوت ، ولكن لا تعلموهن ) وهو الحديث رقم 2805 عند العجلوني الذي يعلق عليه بأنه يجري على ألسنة الناس ، ولا أصل له(41) . وكيف يتصور أحد أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم تعليم المرأة وقد أنزلت عليه نصوص قرآنية عديدة ترفع شأن العلم والتعلم في الإنسان عامة لا فرق فيها بين رجل وامرأة ؟ ولماذا خصص النبي صلى الله عليه وسلم للنساء يوماً خاصاً لما غلبهن الرجال عليه في المجالس المشتركة ؟ ولماذا أمر الشفاء بنت عبد الله بتعليم حفصه أم المؤمنين ( رضي الله عنها ) رقية النملة(42) ؟
    إن أموراً موغلة في التاريخ البشري - ذات روافد عديدة من بعض الديانات المحرفة وبعض الأساطير الوثنية المتوارثة - ظل لها وجود في الشعور واللاشعور الجمعي لشعوب عديدة ، وقويت هذه الأمور بروافدها بنفس المقدار الذي كانت الأجيال تبتعد به عن الإسلام الصحيح ، وغذتها خرافات عديدة شاعت حول هذا الكائن الذي اختص بالحيض ، والحمل ، والولادة ، والنفاس ، والإرضاع ، وحضانة الصغار ، ومزيد من الحياء الفطري الذي يجعله يشعر بالقهر والزراية والانتقاص فيلجأ إلى الكيد الخفي ، ويتعلم إخفاء مشاعره وأحاسيسه وتغطيتها برداء آخر .. وفي ظل هذا الجو كان لا شعور الجماعة يسارع إلى إلحاق كل نقيصة بالمرأة : فإذا لم تلد الزوجة سارع الناس إلى القول بأنها هي ( العقيم ) ، وإذا ولدت إناثاً حملها الزوج والناس مسئولية عدم(43) ولادة الذكور ، وإذا مات زوجها مبكراً أو نزلت به كارثة قالوا : إنها سبب شؤمه وما حل بــه ... وهكذا ...
    ولم ينج كثير من ( العلماء ) من آثار ذلك كله - وقد رأينا في الصفحات السابقة شيئاً من ذلك - ونضيف إليه أيضاً أنه - باستثناء كتب السنة التي اقتصرت على الصحيح ، أو الصحيح والحسن - فما من كتاب منها إلا وقد تسربت إليه أشياء من ذلك تحتاج إلى تمحيص وبحث ودراسة .
    أما ما اشتهر على ألسنــــــة الناس - فقـــــد رأينــــا نموذجاً منــــه ، وأما حـــــين نطالع كتب ( الموضوعات ) فسوف تقابلنا أحاديث عن النساء عجيبة أيضاً .
    ومن ذلك : " لولا النساء لعبد الله حقاً حقاً " أورده الشوكاني في ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ) في أول كتاب النكاح ، وقال : " رواه ابن عدي عن عمر مرفوعاً وفي إسناده متروكاً ومنكر "(44) .
    كذلك روي عن النساء " لا تسكنوهن الغرف ، ولا تعلموهن الكتابة ، وعلموهن المغزل وسورة النور " " رواه الخطيب عن عائشة مرفوعاً ، وفي إسناده محمد بن إبراهيم الشامي كان يضع الحديث "(45) .
    كذلك روي ( طاعة المرأة ندامة ) رواه ابن عدي عن زيد بن ثابت مرفوعاً ، وفي إسناده عنبسة بن عبد الرحمن ، وليس بشيء ، وعثمان ابن عبد الرحمن الطرائقي لا يحتج به . وقد رواه العقيلي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : طاعة النساء ندامة ، وفي إسناد محمد بن سليمان بن أبي كريمة قال العقيلي : حدث عن هشام ببواطيل لا أصل لها ، منها هذا الحديث "(46) .
    وقد جاءت الأحاديث الصحيحة في الوصية بأبي البنات وتبشيره بالجنة والفلاح إذا أحسن إليهن ، لكن يروى حديث موضوع في سياقه يصدر عن روح منفرة من أبوة البنات ، وقد صيغ في عبارات مخادعة ، بعضها مخالف لمقررات الإسلام الصحيحة ونصه :
    16 . " من كانت عنده ابنة فقد فدح " (47) ، ومن كانت عنده ابتنان فلا حج عليه ، ومن كانت عنده ثلاث فلا صدقة عليه ولا قرى ضيف ، ومن كانت عنده أربع فيا عباد الله : أعينوه ، أعينوه ، أقرضوه ، أقرضوه "(48) . فأين هذا الكذب الصريح بإسقاط الحج والزكاة من الحديث الصحيح ( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ) صحيح مسلم ، كتاب البر ، باب فضل الإحسان إلى البنات .
    17 . كذلك يروى الشوكاني حديث ( أجيعوا النساء جوعاً غير مضر ، وأعروهن عرياً غير مبرح ) وهو لا أصل له . وكذا : أعروا النساء يلزمن الحجال ، لا أصل له ، وكذا : استعينوا (على النساء بالعري )(49
    http://www.wfrt.org/dtls.php?PageID=431

    (عدل بواسطة Sabri Elshareef on 06-30-2007, 10:28 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef06-30-07, 05:53 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef06-30-07, 06:02 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef06-30-07, 08:52 PM
    Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Mohamed Elgadi06-30-07, 09:56 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef06-30-07, 09:56 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef06-30-07, 10:01 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام محمد الامين احمد06-30-07, 10:13 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef06-30-07, 10:26 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef06-30-07, 10:32 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-01-07, 06:06 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-01-07, 06:09 PM
    Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام HOPEFUL07-01-07, 06:38 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-01-07, 10:50 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-02-07, 00:46 AM
    Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام HOPEFUL07-02-07, 06:35 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-02-07, 10:12 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-03-07, 07:51 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-04-07, 03:03 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-06-07, 04:17 AM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-06-07, 04:19 AM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-06-07, 11:51 AM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-06-07, 06:12 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-06-07, 11:54 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-07-07, 11:00 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-07-07, 11:32 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-08-07, 00:29 AM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Omer Abdalla07-08-07, 05:09 AM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-08-07, 02:59 PM
    Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام وليد محمد المبارك07-08-07, 03:03 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-08-07, 03:07 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-08-07, 11:14 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-08-07, 11:15 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-09-07, 05:03 PM
    Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Mohamed Elgadi07-09-07, 08:40 PM
      Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Munir07-09-07, 09:50 PM
        Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Munir07-09-07, 09:58 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-09-07, 11:50 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-11-07, 03:32 AM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-11-07, 04:44 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-20-07, 07:40 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef07-31-07, 11:03 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-02-07, 02:46 PM
    Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Kostawi08-02-07, 03:21 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-02-07, 07:00 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-02-07, 07:06 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-02-07, 07:15 PM
    Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Manal Mohamed Ali08-03-07, 01:10 AM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-03-07, 03:24 AM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-03-07, 03:32 AM
    Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام هبة الحسين08-03-07, 03:11 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-04-07, 12:39 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-04-07, 01:06 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-05-07, 05:55 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-05-07, 10:05 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام معتز تروتسكى08-06-07, 04:27 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-08-07, 04:00 AM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام د.ناهد محمد الحسن08-08-07, 05:50 AM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-18-07, 02:46 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-18-07, 02:57 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-25-07, 02:00 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-26-07, 04:20 AM
    Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef08-26-07, 07:47 AM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef09-01-07, 08:36 PM
    Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sadig Sati09-13-07, 12:15 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef09-14-07, 05:17 PM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef09-15-07, 11:16 PM
    Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sadig Sati09-16-07, 11:55 AM
  Re: اسئلة للاجابة ما هو وضع المراة في الاسلام Sabri Elshareef09-17-07, 06:33 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de