لندن يريد ان يحرقها الاسلامويون الارهابيون ( معظم المساجد يسيطر عليها الاسلام السياسي )

Quote: من له الحق في أن يشتكي؟ احد الكتاب العرب جأر بالشكوى من ان هناك حملة لتشويه سمعة العرب، عقب احداث غلاسغو ولندن الارهابية. وبدل ان يشعر بالأسف ان بيننا من يسيء لنا، صب جام غضبه على الضحية، اي المجتمع المستهدف بالتخريب والقتل واعتبره متحاملا يتعمد الاهانة. وهنا لا بد ان نضع الأمور في نصابها، من الذي يفترض ان يعتذر عن العمليات الخطيرة التي هيأت للانفجار، وكانت ستقتل آلاف الناس؟ انها اوقات عصيبة علينا جميعا، لأن الارهاب، وان كان في معظمه عربي وإسلامي، بالتأكيد يمثل فاعليه وحدهم، لكن كيف يمكن ان تجعل اي مجتمع مستهدف ان يسكت مع ان الفاعل واحد منا، ويأتي مثل كاتبنا يكابر ويلوم الضحية، وكل همه صون سمعته لا حياة الآخرين؟ الارهاب ضرب الاردن والسعودية والمغرب ومصر ولبنان واليمن، هو نفسه الذي استهدف البارحة لندن وغلاسغو. أي اننا لم نعد بصدد التشكيك في حقيقة تورط بعضنا، لان بصمات الدم صريحة، ليس بالضرورة في هذه القضية، بل في عشرات من القضايا الارهابية التي سبقتها، والتي فاخر فاعلوها بها في اشرطتهم التي اذاعت تفاصيل الجرائم. البعض منا مشغول فقط بسمعته، بدل الاعتراف بالأزمة ومحاولة اصلاحها. والقضية يا إخوة باتت مكررة وقديمة ومتشابهة شوهت سمعتنا منذ وقت بعيد. الارهاب ارتبط بنا منذ مطلع السبعينات ولم يتوقف. فجرت عشرات الطائرات، وقتل المئات في مطارات العالم، وخطفت سفن ودمرت قطارات، وزرعت قنابل في مطاعم ونواد. تفجيراتنا مرت بشوارع باريس وميونيخ وروما وفيينا ومالطا، ولحقتها عشرات المدن العربية والآسيوية وغيرها. سأروي لكم قصة معروفة لإيضاح ان السمعة ليست المشكلة، بل الممارسة. المكان، روما. التاريخ 17 ديسمبر عام 1973. خمسة من الارهابيين، يتحدثون العربية، يشهرون اسلحتهم في المطار، ويقتلون على الفور اثنين من الواقفين بالقرب منهمَ، ثم يقتحمون طائرة بان ام المتجهة الى بيروت وطهران ويفجرونها بركابها، وبينهم خمسة مسؤولين مغاربة، و14 موظفا في شركة ارامكو السعودية، ثم يقتادون خمسة ايطاليين نحو طائرة لوفتهانزا الالمانية، وأمام الطيار يقتلون احد الرهائن الايطاليين ويجبرون الطائرة على التوجه الى بيروت، الا ان المسؤولين اللبنانيين اغلقوا المطار. اتجهوا نحو مطار اثينا، وهناك اعلنوا أن مطلبهم اطلاق سراح اثنين من السجناء العرب، وحتى يؤكدون لليونانيين جدية مطلبهم يقتلون راكبا آخر ويرمون جثته على المدرج. لم يستجب أحد، فتقلع الطائرة الى دمشق للتزود بالوقود والطعام، وأخيرا يختتمون رحلة الرعب في مطار الكويت، حيث يطلقون سراح من تبقى من الركاب مقابل السماح لهم بالهرب الى مكان مجهول. حينها بررت للجريمة بعض الاصوات العربية وراجت جرائم الخطف والقتل، وبلغت طائرات عربية وتفجيرات في كل اتجاه. منذ ذلك اليوم وحتى اليوم نحن نشهد نفس دائرة الدم التي قتلت منا، عربا ومسلمين، اكثر مما قتلت من الغير. المبرر نفسه وان اختلف المجرمون. لم تعد هناك حرمات للاماكن ولا هيبة، من مكة المكرمة الى نيويورك، مساجد وكنائس ومدارس ومستشفيات وضحايا بالآلاف. بكل اسف معظمها نفذت باسمنا ونحن منها ابرياء، لكن لا نستطيع ان نهتم بتزيين شكلنا دوليا ومنفذوها من بني جلدتنا. الارهاب حالة فظيعة عقليا وسياسيا وقبيحة شكلا لا تصلحها المراهم والمساحيق المزورة. [email protected]