من اقوال المقدم يوسف عبد الفتاح

بعدها كلفنا الأخ رئيس مجلس قيادة الثورة الفريق عمر حسن أحمد البشير بالبحث عن ارض تصلح كمدينة رياضية. وهنا يأتي دور احد العاملين بوزارة الشباب والرياضة آنذاك. وهو العامل علي المهل. والرجل كان ملما بأرض المدينة الرياضية التي كانت في فترة حكم مايو. تلكم الأرض جرى فيها تغيير وتغيرت بفعل فاعل الى ملك حُر. وبواسطة على المهل تابعنا قصة ارض المدينة الرياضية حتى وصلنا الى كيفية تغييرها من حكر الى ملك حر. وفي هذا الامر تم تهديد العامل علي المهل بقتل ابنائه اذا هو استمر في نبش ارض المدينة. وبعدها اعددنا مذكرتنا وتم عرض ذلك في مجلس الوزراء. وكان وقتها الدكتور حسين ابو صالح يشغل منصب وزير الاشغال وكانت الاراضي تتبع له. واعترض الدكتور حسين ابو صالح وقال انه لا يمكن ان يوافق على ارض يود بيعها للمغتربين بالدولار ان تكون مدينة رياضية، لذا ابحثوا عن ارض اخرى. وتم تداول الامر في مجلس الوزراء وكان توجيه الاخ الرئيس ان ابحثوا في المدن الثلاث عن ارض للمدينة الرياضية. وبالفعل تم البحث في المدن الثلاث ولم نجد ارضا تسع المدينة غير الارض الحالية. وعندها تم اعداد مذكرة ضافية ذكرنا فيها كل المراحل التي مرت بها الارض. الى ان اختفت كمدينة رياضية. وان هنالك فسادا تم في امر اختفائها. وعندما علم الاخ رئيس مجلس قيادة الثورة بذلك كان قراره بأن تنزع هذه الارض وهي عبارة عن سواقٍ دون تعويض. وبالفعل تم ذلك وتسلمت اوراق المدينة من الاراضي بالتخصيص. وعلى الطبيعة تم استلامها ووثقت بالصوت والصورة من قبل التلفزيون وكانت مساحتها 000.400.1 متر مربع. وحدودها شارع الاسفلت طريق مدني شمالا والسوق المركزي غربا، طريق السك الحديد جنوبا وجامعة افريقيا شرقا. بعدها في بداية عام 1993م تسلمنا خطابا من رئاسة الجمهورية، بأن يتم تكوين لجنة للنظر في بعض أصحاب الحيازات لاجل التعويض خارج ارض المدينة. وكانت اللجنة مكونة من ثلاثة اعضاء يمثلون ثلاث جهات، هي ديوان النائب العام، لجنة تخطيط المدن ووزارة الشباب والرياضة التي كان يمثلها المستشار القانوني للوزارة الاستاذة فايزة حسن بخيت. والتي تشغل الآن مدير التخطيط بوزارة الشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم. والذي يتولى مهامها الاستاذ هاشم هارون.. وهذه اللجنة اكملت اجراءاتها وسلمتها للقصر الجمهوري لدى الاخ اللواء مهندس عبد الرحيم محمد حسين. وظلت بالقصر حتى مايو 1996م، حيث فرَّح بها الاخ الرئيس الرياضيين. والجدير بالذكر انني لم ادع لذلك الاحتفال. اما المكون للمدينة الرياضية كان كالآتي:
اولا: مبلغ الملايين العشرة الذي تبرع به الشهيد المشير الزبير.
ثانياً: كان لدينا مكون اجنبي عبارة عن مائة وخمسين ألف دولار تبرعت بها اللجنة الاولمبية الدولية لاجل مضمار التارتان. وارتفع ذلك المبلغ الى اربعمائة وخمسين ألف دولار. والفضل هنا يعود للأخوين الكريمين عضو مجلس قيادة ثورة مايو زين العابدين محمد احمد عبد القادر عندما كان مندوب اللجنة الاولمبية الدولية بالسودان. والاخ الصديق حسن ع########ي عندما كنا معاً في دورة الالعاب الافريقية بالقاهرة، حيث قابلاني برئيس اللجنة الاولمبية المستر انطونيو سمرانج. وشرحت له أننا بصدد عمل مضمار لالعاب القوى ونحتاج الى دعم اللجنة الاولمبية، فكان ذلك المبلغ الآخر الثلاثمائة الف، حيث اصبح المبلغ اربعمائة وخمسين الف دولار علاوة على المكون المحلي.
وعندها تم اختيارنا لشركة بلسم لاجراء الفحوصات لأرض المضمار في المقر الدائم، بعد ذلك فضلنا ان يكون المبلغ نواة للمدينة الرياضية لمضمارها. وبعدها آلت كل ممتلكات واموال وزارة الشباب والرياضة لوزارة التخطيط الاجتماعي التي كان يقودها الاستاذ علي عثمان، بعد ان اجرينا التسليم والتسلم ومررنا على كل الادارات والاتحادات. وكان آخرها مزرعة وزارة الشباب والرياضة، بعدها انتقلت لوزارة الاتصالات والسياحة.
وانه لمن المؤسف ان يسلب الابن يوسف عبد الفتاح الشهيد المشير الزبير حقه الادبي وقراره وتبرعه في شأن المدينة الرياضية. ولا اظن ان اخي النائب الاول علي عثمان محمد طه يرضى ان تنسب له فكرة هي ليست فكرته، بل هي فكرة المشير الزبير محمد صالح. اما اعمال التنفيذ فليس هنالك من ينكر انها بدأت بعد عام 1996م في ظل وزارة التخطيط الاجتماعي. وهذا بديهي لان وزارة التخطيط الاجتماعي آلت اليها مهام وزارة الشباب والرياضة الملغية.
ابني يوسف.. القاريء الكريم.. الذي نكتبه هو تاريخ الانقاذ. والانقاذ لا تقبل ان يزيف تاريخها، خاصة من عاصروا تلكم الاحداث هم مازالوا على قيد الحياة وبكامل قواهم العقلية والجسدية.
يوسف أعرض عن هذا واستغفر وتب الى الله وخير الخطائين التوابون.. ونحمد الله ان كل اسرة الوزارة التي كانت ملمة بهذا الامر. وهم الآن يتولون امر الوزارة من وزيرها الى خفيرها. وسؤال سألته لأخي الوزير حسن عثمان رزق عندما قدم بيانه بالمجلس الوطني، كم هي مساحة المدينة الرياضية الآن. وكانت اجابته ما يعادل 500 ألف متر مربع وهي موجودة في مضابط المجلس الوطني. وهنا أسأل ابني يوسف اين ذهبت الـ 900 ألف متر مربع الأخرى؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وأعف عنا وأغفر لنا وأرحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين» صدق الله العظيم.
عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني..
ووزير الشباب السابق.. وعضو المجلس الوطني عن الدائرة «194 الدلنج الغربية»..