البشير يكرم وزير داخليته «المستقيل» قال إنه سيكون في فترة «استراحة محارب» سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 6/27/2005 4:46 م الخرطوم: إسماعيل آدم اعتبر الرئيس السوداني عمر البشير، أن وزير داخليته المستقيل، اللواء عبد الرحيم محمد حسين، سيكون في فترة «استراحة محارب ليواصل العطاء بعدها أكثر قوة وحماساً»، في اشارة الى احتمال تعيينه في منصب وزاري في الحكومة الجديدة. وقال البشير في احتفال كبير، جرى في الخرطوم لتكريم حسين، إن هذا الأخير لعب دورا رائدا وبارزا في انجاح انقلابه العسكري في 30 يونيو(حزيران) عام 1989. وكشف أن حسين، الذي قبل استقالته الاسبوع الماضي، «كان يقوم بتأمين المنطقة، الممتدة من وادي سيدنا إلى الاذاعة السودانية في مدينة أم درمان (ساعة الانقلاب)». وأضاف «ظل يعمل ليلا ونهارا، وقدم نموذجاً لكل سياسي في الانقاذ، يريد أن يتقدم الصفوف»، ومضى «تحمل حسين سقوط عمارة واحدة، لأسباب فنية من جملة 112 عمارة، قام بإنجازها في حقل الشرطة». وقال إن حسين حافظ على الأمن الداخلي لمدة 16 عاما، مما جعل الشرطة مؤهلة للحفاظ على الأمن، عند رفع حالة الطوارئ في الأيام القادمة.
وكان اللواء حسين تقدم باستقالته من منصبه، قبل اسبوعين بعد صدور تقرير رسمي حول ملابسات سقوط بناية في الخرطوم تتبع لوزارة الداخلية في فبراير (شباط) الماضي، ودان بعض الجهات، وبرأ الوزير من التهم الجنائية بسقوط العمارة. وسبب حسين استقالته بأنه «يتحمل المسؤولية الادبية والسياسية لسقوط العمارة».
من جهة ثانية اودع الرئيس عمر البشير امس منضدة المجلس الوطني (البرلمان) مسودة الدستور الانتقالي للبلاد، وسيحيل نسخة من المسودة الى برلمان الحركة الشعبية لتحرير السودان، توطئة لاجازتها من المؤسستين السودانيتين قبل نهاية يونيو (تموز) الحالي، لتفتح الخطوة الطريق امام تشكيل حكومة سودانية جديدة تحت اسم «حكومة البرنامج الوطني».
وكان البشير قال فى حفل كبير اول من امس تسلم خلاله المسودة النهائية للدستور ان بلاده «تبدأ مرحلة جديدة وتحول ليس كمثله في السابق من انقلابات عسكرية او ثورات شعبية، وإنما تحول طبيعي بقناعات تامة من كل الأطراف».
وقاطعت مجموعة من احزاب المعارضة السودانية اعمال مفوضية الدستور من بينها حزبا الامة بزعامة الصادق المهدى والمؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي واللذان قررا اخيرا البقاء قى خانة معارضة حكومة الرئيس البشير خلال الفترة الانتقالية التي ستبدأ عمليا خلال ايام. واعتبر البشير فى حفل التسليم الذي جرى في القصر الرئاسي ان الاجماع الذي تحقق عند إجازة وثيقة الدستور لم يتحقق لأي وثيقة سابقة، وقال ان اجازة مفوضية الدستور بتشكيلاتها السياسية للوثيقة بالإجماع بأنها رسالة من الشعب السوداني لكافة شعوب العالم ودوله بأنه شعب متسامح يمكنه تجاوز مرارات الماضي رغم قسوتها وجراحاتها العميقة عند جلوسه على طاولة الحوار والتفاكر. وثمن الرئيس السوداني مشاركة التجمع الوطني في مفوضية الدستور، وقال «كنا نتمنى ان تمثل فيها كل القوى السياسية مهما كان حجمها ووزنها»، واضاف «إننا لا نتحدث إلا عن حجم السودان الكبير واستقراره ونمائه».
وقال «اننا استطعنا ان نجتاز بنجاح تام معركتي بناء الثقة بين الفرقاء في الحكومة والحركة والتجمع، ومعركة بناء ثقافة السلام بعد النجاح في معركة المفاوضات».
وفي تصريحات صحافية، اكد البشير احترامه لموقف حزب الامة بقيادة الصادق المهدي باختيار موقف المعارضة في الفترة الانتقالية المقبلة، وقال «كنا نأمل ان تتفهم كل القوى السياسية السودانية الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد وما تستوجبه من ضرورة تضافر الجهود لتحمل تبعات البناء الوطني وارساء دعائم السلام والاستقرار».
وقال البشير ان من الطبيعي ان تكون هناك معارضة تراقب اداء الحكومة وتسدي النصح مؤكدا ضرورة ان تلتزم الاطراف كافة باحترام العملية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والالتزام بالدستور والقانون نصاً وروحاً.
واضاف «نأمل ان يكون هذا ديدن المعارضة ونهجها في الفترة المقبلة حيث ان ذلك هو صمام امان الاستقرار السياسي والتماسك الاجتماعي ومضي العملية التنموية الى غاياتها».
واكد البشير ما تردد عن اتصالات بين الحكومة وحزب الامة لجهة الوصول الى صيغة اتفاق تحقق الاجماع الوطني داخل اجهزة السلطة الانتقالية، وقال ان عدم الوصول الى نتائج ايجابية لا يعني القطيعة الكاملة بين الطرفين، واضاف «انهم وفي ذات الوقت يدرسون البدائل كافة لتأسيس أطر وتدابير تمكن الحكومة من التشاور المستمر مع المعارضة بما يخدم القضايا الوطنية ويحقق الحد الادنى من التفاهم حول المصالح العليا للوطن».
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة