التناول الصحفي اتسم بـ"الاثارة"، ولم يبذل اي جهد استقصائي حول احداث 1945-1958،والاستناد كان دائما على مصادر من جانب واحد وفي الغالب اسرائيلية او من عرب اسرائيل،وذلك على الرغم من آل المهدي موجودون ويمكن الرجوع اليهم، وكان الامل ان ينهض الناس بجهد سوداني في التقصي حول "الاسرائيليات" خاصة انها تمس رمزا من الرموز الوطنية، وتضارب المعلومات قائما،وهذا ما يضعفها، ولكن نهض بمهمة التفنيدالدكتور احمد ابراهيم ابوشوك وطرح السؤال :هل زار السيد عبد الرحمن المهدي اسرائيل؟.. الادعاء والحقيقية! وكان محور مقالته الوافية :ان ما نشر حول الموضوع كان مصدره ومحوره يوميات موشيه شاريت (ت. 1965م)، وتحديداً وقائع زيارة موفود حزب الأمة السوداني إلى إسرائيل عام 1956م، زاعمةً بأن الزيارة كان هدفها الأساس البحث عن تمويل لمشروعات حزب الأمة وإبعاد السودان عن دائرة المحور المصري. ولا جدال أن هذا الادعاء قد روِّجت له الصحافة العربية والإسرائيلية، وحاولت أن تجعل منه محور اتهام للتشكيك في مواقف بعض قيادات حزب الأمة تجاه القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، أو أن توظفه كنقطة انطلاق للتطبيع الناعم مع إسرائيل. وللوقوف على حقيقة هذا الادعاء ينبغي أن نضعه في إطاره التاريخي، ونحلل مفرداته في ضوء الأسئلة المحورية التالية: مَنْ هو موشيه شاريت؟ وما الهدف وراء إعادة نشر يومياته في هذه المرحلة التاريخية بالذات؟ وهل الذين افترضوا جدلاً أن السيِّد عبد الرحمن المهدي (ت. 1959م) قد زار إسرائيل عام 1956م بصفته زعيماً لحزب الأمة كانوا على حق أم على باطل؟ وما الذي دفعهم إلى هذا الافتراض أن لم يكونوا على حق؟ هل هناك شبهة أية علاقة بين حزب الأمة وإسرائيل قادتهم إلى هذا الادعاء؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة