|
Re: ندوة : هل سنخسر الوحدة والسلام معاً ؟ (ملخص + صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
تحدث بعدها عميد الصحافة السودانية الأستاذ محجوب محمد صالح :-
السلام عليكم نحن الان امام مرحلة الاعلان الرسمى لقيام دولة الجنوب , وهى مرحلة بدات فى الاستفتاء الاخير عندما قام مواطنى الجنوب بالتصويت باغلبية تُشبه الاجماع على الانفصال . ومن الطبيعى ان يتم طرح الاسئلة التالية , كيف سيتم هذا الانفصال ؟ , وكيف سيتم التعامل بين الدولتين ؟ , وهل صحيح ان هذا الانفصال سوف يُحقق السلام ؟ . دكتور الطيب ازاح منى العبء فى الحديث حول بعض التفاصيل . النيران اشتعلت فى اماكن متعددة , والمعارك الان تدور فى (كادوقلى) وهناك حوالى 7 الف نازح , وهناك الكثير من القتلى وصراع مسلح واقتتال , ونحن الان فى طريقنا ليوم 9 يوليو . صلب الاتفاقية انها صُممت من اجل تحقيق السلام , ورفعت سقف السلام الى مستوى الانفصال , بمعنى انها تبنت مفهوم تقرير المصير , وتقرير المصير تم طرحه بصورة حقيقة عام 1965 فى مؤتمر المائدة المستديرة , وهناك وثيقة تاريخية قام بالامضاء عليها 6 احزاب شمالية وتقول ان هذه الاحزاب ترفض الفيدرالية لانها ستقود للانفصال , وحدث التحول الاساسى فى بداية التسعينات , حيث دخل تقرير المصير الاجندة السياسية السودانية بتوسع وتم قبوله من كل القوى السياسية , واعتبرت ان اعطاء حق تقرير المصير سوف يقود لخلق الوحدة الطوعية , دون ان تكون هناك برامج لهذه الوحدة , تم قبول تقرير المصير عبر استفتاء بخيارى الوحدة او الانفصال , والمدهش ان القوى السياسية التى قبلت بهذا الطرح لم تعمل من اجل احد هذين الطرحين خلال الفترة الانتقالية , ولم تضع فى اعتبارها تأثير الانفصال وكيف يتم , وكيف نُحافظ على قدر من العلاقة , وكذلك لم يعملوا من اجل ان تكون الوحدة جاذبة . فى اتفاقية السلام الشامل كانت هناك مؤاشرت , فى برتوكول (مشاكوس) الذى تم توقعيه فى 2002 حيث نجد فى مواده ((شعب السودان له تراث وطموحات مشتركة وعلى ذلك يوافق الطرفان على العمل سوياً من اجل 1/ اقامة نظام ديمقراطى للحكم يأخذ فى الحسبان التنوع الثقافى والعرقى والدينى والجنس واللغة والمساواة بين الجنسين , وايجاد حل شامل يعالج التدهور الاقتصادى والاجتماعى فى السودان , ويستبدل الحرب ليس بمجرد السلام , بل ايضاً بالعدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى تحترم حقوق الانسان والحقوق السياسية الاساسية لجميع شعب السودان )) وهذه هى المعايير العامة التى وضعتها الاتفاقية , وقالت ان تنفيذ الاتفاقية سوف يجعل من الوحدة خيار جاذب وبصفة خاصة لشعب الجنوب , وانه ستكون هناك تحديات ولذلك يلتزم الطرفان بالتصدى للتحديات وتحقيق الاهداف المشتركة , وهذا هو الذى وافقوا عليه وقاموا بالتوقيع عليه ولم يتحقق منه شيء , وكان من الطبيعى ان التحديات التى تمت الاشارة اليه تتصاعد وترتفع وتيرتها . نحن فشلنا فى ان نجعل الوحدة جاذبة , وفشلنا فى ان نتحوط للانفصال بمشروع علاقات حُسن جوار فى المستقبل , ولهذا وصلنا لمرحلة الانفصال وليس لدينا اى قراءة , ولم نسمع باى كلام جاد حول ماذا يعنى الانفصال الا عام 2009 عند صياغة قانون الاستفتاء , وكل بنود الاتفاقية تاخر تنفيذها , وهناك بنود حتى يوم 9 يوليو القادم لن يتم تنفيذها , منها استفتاء (ابيي) , وهناك الحدود التى لم يتم ترسيمها بين الدولتين , والاتفاقية بها اوضاع خاصة لمناطق معينة , (ابيي) , و (النيل الازرق) وهى منطقة بها حساسية وخصوصية خاصة , وكذلك (جنوب كردفان) وتحديداً منطقة (جبال النوبة) وهى منطقة كانت جزء من الحرب ومن البداية كانت فيها مشاكل , وفى التفاوض رفض الشمال التفاوض حولها لانها ليست داخل حدود الجنوب حسب ترسيم حدود 1956 واوشكت المفاوضات ان تنهار , وتم وضع مسار خاص لهذه المناطق خارج (الايقاد) تحت رعاية مباشرة من (ارب موى) وتم وضع برتوكولات خاصة بهم , بحيث ان لديهم اقتسام سلطة وثروة مختلف , ترتيبات امنية مختلفة وتم وضع 6 الف جندى من القوات المشتركة المدمجة , واثناء التنفيذ حدث التعثر بحيث ان سلطات الولاية لم تكن تستطيع الدخول الى المناطق المحررة فى الولاية , وكل طرف كان يقبض على نصيبه . رغم كل هذا , ورغم الحرب الدائرة الان , انا استبعد وقوع حرب شاملة بين الشمال والجنوب من الان وحتى 9 يوليو , بسبب ان الحركة الشعبية بالنسبة لها فان تاريخ 9 يوليو هو تاريخ مقدس لا تُريد اى عائق حتى تستطيع الحصول على الاعتراف الرسمى , ولذلك تعاملت مع احداث (ابيي) بهدواء كامل وقالت انها لن تُحارب من اجلها وهى تُدرك ان الحرب فى (ابيي) تدور على مستوى الحرب القتالية , ومستوى الحرب الدبلوماسية , وهى فضلت ادارة الحرب الدبلوماسية بذكاء لتضمن وقوف المجتمع الدولى الى جانبها وقد نجحت فى ذلك , وهى تُدرك انها لو خاضت حرب كدولة فانها ستكون حرب نظامية وجيشها لم ينتقل من مرحلة حرب العصابات الى مرحلة حرب الجيوش النظامية , وهى لذلك تقوم بالتاجيل , حيث لا يتوفر لها سلاح طيران او منظومة دفاع مُتكاملة . انا استعبد حرب شاملة بسبب (ابيي) , لكننى اتخوف مما يحدث فى (جنوب كردفان) واحتمال انتقاله الى (جنوب النيل الازرق) , لانها مختلفة عن (ابيي) , (ابيي) منطقة مُختلف على تبعيتها بين الشمال والجنوب , لكن هذه مناطق فى شمال السودان , والحرب فيها تُصبح حرب داخلية فى شمال السودان ويعنى هذا ان تتحول الى جنوب جديد للشمال . اعتقد ان التحركات العالمية والاقليمية الدائرة الان تسعى الى ترحيل الصراع من الميدان الداخلى الى اطار الاتفاقية من خلال التفاوض . خوفى الاخر من العلاقة بين الدولتين , حيث اننا لم نطرح رؤية مشتركة حول استراتيجية التعامل بين الدولتين من منطلق حُسن الجوار والاعتماد المتبادل والتعاون المشترك , لدينا منطقة جاهزة للتكامل وهى المنطقة الحدودية التى تمتد لـ 2000 كيلو متر والتى تمتد من حدود (اثيوبيا) الى حدود (افريقيا الوسطى) , وهى منطقة يعيش فيها 13 مليون من سكان الشمال والجنوب , وفيها 47 مليون راس من الماشية , وهذا حزام اساسى من الممكن ان يخلق التكامل بين الشمال والجنوب , وهى منطقة من الممكن ان تكون منزوعة السلاح , وان يحفظ فيها الناس السلام بالعمل المشترك والحدود المرنة والخدمات المشتركة , ونحن نقوم الان بعمل العكس حيث نقوم بتسليح هذا الحزام رغم اهميته وخطورته . وهذا الحزام بنفس قدرته على خلق روح التعاون والسلام , فيه ايضاً كل بؤر الصراع المكتملة , صراع حول الموارد , صراع حول النفط , صراع حول الذهب , صراع حول حركة الناس , وبالتالى فان من المهم هو كيفية وضع الاستراتيجية الحاكمة فى هذا الحزام , والنفط كذلك من الممكن ان يكون مصدر تكامل بواسطة رؤية فيها انصاف للطرفين , او يكون مصدر صراع , وكذلك فى التجارة بين الدولتين حيث ان شمال الجنوب كله يعيش على استيراد الذرة والسكر والبن والشاى من الشمال . الفرق بين ان يتحول هذا الحزام الى بؤر صراع او مناطق تعاون وتبادل هو فى الرؤية والسياسة العامة , ورؤيتى الخاصة ان هذا هو مجال حركة منظمات المجتمع المدنى ويجب عليها ان لا تترك الساحة للحكومتين ولا للعالم الخارجى , ويجب ان يحدث عمل مشترك بين منظمات المجتمع المدنى الجنوبية والشمالية , ويجب العمل للضغط على الطرفين من اجل سلام مستدام وتنمية وتعاون مشترك واعتماد متبادل وان لا نظل حبيسين للطرفين المتشاكسين . *
|
|
|
|
|
|