على دعاة الفتنه أن يكفوا: لن تكن جنوب كردفان ومناطق أهلنا وقود للحرب

Quote: دعنى أقول لك أن السياسة عموماً فى جنوب كردفان لا تسير على نهج القطر السودانى عامة؛ جنوب كردفان بها تمايزات أثنية وعرقية حادة فى ظل أمية غالبة وأنتشار للسلاح ووجود أجنبى متداعى لطرف دون أخر والولاية برمتها خارجة لتوها من حروب طويلة مزقت النسيج الأجتماعى وقضت على كل الأعراف التقليدية بين القبائل التى تعتبر مرتكزات لحلول قضايا القبائل وسكان المنطقة فى المراعى والأرض والمياه ومن يغفل هذه الكم الهائل والمتشابك من القضايا الملحة والمصيرية كمسألة الأمن والبقاء المادى يكون بعيد كل البعد عن كيف يفكر الناس هناك فى حل قضاياهم ومصير وجودهم. وقد ذكر الأخ محمود الدقم هذه النقطة بوضوح تام بأنه فى ظل الظرف الراهن هناك مسألة تشبث بالبقاء على نقيض التمسك بالأيديولوجية السياسية وأظنك توافقنى أن فوز الوالى هارون جاء نتيجة لأستغلال تلك التناقضات ومخاوف سكان المنطقة من المجهول الذى سوف تأتى به الحركة الشعبية التى كانت تقتلهم بالأمس واليوم ومقابر أبناء المسيرية منذ تطبيق الأتفاقية شاهد على تواصل مسلسل القتل حتى فى ظل عدم وجود حرب معلنة. وتجدنى أقول أن مخاوفك من تصفية وجود الحركة الشعبية فى مناطق التماس حتى لا تشكل بؤر ضغط بالنسبة للنظام، نحن ننظروا عليها من الطرف الأخر للمعادلة، أن تصفية وجود الحركة الشعبية فى جبال النوبة والنيل الأزرق فيه دعم كبير لأستقرار هذه المناطق وتجدنا نقفوا موقف صلب ومعلن لدفع الجيش لإستلام سلاح هذه الجيوش أو طردها خارج هذه المناطق حتى لو بالقوة، فوجود تلك الجيوش غير المصرح به هو أختزال للأمن والقانون وهو يعبر عن حالة حرب غير معلنة تنتظر صافرة البداية. والمثل يقول البلاء ولا رجيانه. ثم إننا لم نسمعوا قط أن تم سقوط النظام فى السودان على مر تأريخه من خلال الأطراف، سقوط النظام يتم فى الخرطوم، والرئيس البشير حينما خطط ودبر لقلب الحكومة كان موجود معنا فى مناطق البقارة فى غرب النوير ولكن لم يقم بحروبه من هذه المنطقة بل ذهب إلى الخرطوم وأسقط النظام الشرعى القائم هناك. ثم أن القوة السياسية التى حاربت النظام أكثر من عقدين من الزمان، ثم وضعت أوزار الحرب معه أخيراً، سواء بإرادتها أو دونها، هل ترتجى منا نحن البقارة أن نقوموا لهم بالدور أنابه عنها فى أسقاط النظام فى ظل متغيرات أقليمية ودولية تهدد بقاءنا؟ ثم متى وقف معنا المجتمع الدولى؟ هناك مقابر نحن شاهدى عصر عليها لأبناء البقارة لم تقف فيها حتى اليوم أىّ منظمة سواء محلية أو أجنبية. سقوط الحركة الشعبية فى أنتخابات جنوب كردفان وسقوط أبيى هى بوادر أنفراج أزمة أمنية خانقة فى مناطق التماس، ومهما يتراجع النظام فإن الوضع الراهن الذى أفرزه دخول الجيش لأبيى لن يعود إلى ما كان إليه من قبل، فقد ظهرت ديناميكية جديدة وواقع جديد يتطلب معاملة جديدة ونحن أبناء القبائل العربية مرحبين بأى حل سلمى فى المنطقة.بريمة