مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 05:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-31-2011, 05:42 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي .


    0000.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    هو يجالسنا ومن البعيد تتخفى صورتنا في المرايا البعيدة



    مع البروفيسور صلاح محمد حسن ( الجرِّق): عندما تلثُمك المنافي .



    "شجراً أرى ، وأرى القواربَ فوق ماءِ النهرِ
    والزرّاعُ في الوادي وأعراساً تُقامُ ومأتماً في الحيِّ
    والأطفال في الساحاتِ ، والأرواح في ظلِّ الشُجيرةِ "
    "محمد عبد الحي "


    (1)
    من بعد زمان نلتقي ، منذ ثمانينات القرن الماضي ... ، احتشدت السنوات تعاتبنا على الفراق الطويل
    .. ياه .
    لا أعرف ليلا مضيئاً ، ولا ثمراً أزرقاً في مائدة تاريخٍ طويل ،مثل الذي كان ذاك المساء .
    يوم من أيام مايو الصيفية .جئت وبيّتُ نيتي أن أقرأ لهدم هوة الانتظار بين الحضور إلى اللقاء ،
    فجلستُ على مقعدٍ في مقهى رقيق الحاشية في فندق " بارك روتانا " .
    "لهشام جعيط "وجه آخر في الكتابة ، هذه المرّة عن "الوحي والقرآن والنبوة " في كتيب من القطع المتوسط ،
    هجر فيها الكاتب طريق السرد الروائي والتوثيق التاريخي والنقل مما كتب الأقدمون ، ليكتُب " ما وراء السيرة "
    بعيداً عن رتابة السردية غير النقدية أو تحزبية المذاهب والملل أو عدائية الكتابة الإستشراقية .
    وكان أُنسي في هدوء الليل وقد قاربت الساعة العاشرة والنصف مساء . جاء" صلاح "
    برفقة صديق له من عمان قادماً من ورشة العمل.
    الفراغات والمساحات التي تكبُر عند مدخل الفندق وديكوره الهادئ الذي أسهمت فيه الأبسطة الأرضية
    في امتصاص ضجيج حديثنا ، حين ابتدأناه.
    قال لصديقه العماني :
    هذا صديق لي منذ الطفولة الأولى تركته زماناً وعادت بنا الأيام لنلتقي بعضناً هذا المساء
    (2)
    لا تهب الرياح دوماً بما تشتهي سفننا ، ولا الصدفة وحدها تصنع التاريخ . بفضل الفعل الإنساني ،
    كان للفضاء الذي ندور في أفلاكه اثر أكبر على عوالمنا ،
    فيه تيسر لنا الفعل بقدر جسارة الصندوق الذي نحمله أعلى أكتافنا .
    ليست المرة الأولى الذي نلتقي بمن اشتركنا معه تلك النسمة الرحيبة للفكر الإبداعي الذي
    يتناغم والقدرة على صياغة المادة وخلق خيارات للمادة ، لونها ومساحاتها والأحجام .
    كنا اقرب لصناعة الحلم الخفاق ..، ثم جاءت الدنيا بالكثير من العجائب ،
    وأكثره خروجاً عن هذا الانفلات المحبب . وما عاد ذلك البريق الخاطف يضيء في بؤبؤ العين ،
    وخمدت القدرة المبدعة ، وانحسرت من قبضة الأصابع إلى وهج فلسفي ، وذاب الخاص في العام .
    صرت أنا أعتاش على هاجس أني قريب من عالم الرسم ، وبعيد عن عوالمه المضيئة ،
    حتى عرفت من أتقن العيش في مناخه الملتهب ، دون أن يطرف له جفن . فصلاح اقترب من كيمياء الصناعة الفنية ،
    والعلاقة بين الخلق ، وبين إتقان الصنعة ، رؤية الناقد والمؤرِخ .
    (3)
    قرأت بطاقته التعريفية :
    " بروفيسور ( صلاح محمد حسن )
    جامعة كورنيل - شعبة تاريخ الفن
    الولايات المتحدة الأمريكية
    (4)
    جلست إليه وهو يحزم أغراضه ، ويتخلص مما ثقل وزنه من هدايا ، تقليدية الشكل والمحتوى ،
    وكنت أنا المستودع لكل ما هو عصيٌ عن الرفقة . عرفت أن صلاح يقف مجاوراً للصنعة المبدعة ،
    ينظم مهرجاناتها ، ويعرف تقنية الإفصاح ، ابتعد عن الممارسة ، ولكن عرف قوانينها الباطنة
    وأغراضها الخفية . ولكني في الجانب الآخر من الحكاية التي اشتركنا طفولتها معاً ،
    هجرت فن الرسم إلا من تجارب خجولة تتذكرني عند مقدم كل عقد جديد من الزمان .
    لم أتآلف من الصبر ، وصرت جامعاً للوحدات ، ولا أبدأ من صفر الرسم ، وتلك خصلة العمل الكسول الذي يتخفى .
    تحدثنا عن النقد الفني ، وخلو الصحافة من الكتابة المتأنية عن فنون الرسم والنحت ،
    وهو الملف الذي ابتدرناه مع الدكتور حسن موسى حول ضعف النقد الفني ،
    إذ يهتم أهله بوصف المهرجانات واستلاف آليات النقد الأدبي وإلباسها لباس الفنون التشكيلية .
    قال :
    لم أتعجب فيك التغيير ، ولكن الكتابات ذات المرجعية الصوفية قد نبهتني أن تغيراً قد حدث في بنيتك المعرفية .
    فما عهدت لمثل هذا التحول المريب من تفسير .
    قلت :
    ليس التصوف إلا منهاج المبدعين ، وليس منه فكاك .
    كما أني أجيد التقمُص ، فلن يفلح من يكتب عن الملحمة من خارجها، بخلاف من يكتب تحت ظلالها الوارفة .
    قال :
    أعيش تجربة الطفل الذي يولد وأبيه قد قارب الستين . تجربة غريبة بحق .
    قلت :
    قبلك " بابلو بيكاسو" كان في السبعينات وله زوجة في العشرينات وابن في الخامسة من عمره.
    إنها نزوة شديدة الخطر ، أن تحتل المكانة المرموقة التي تربط الجدّ والابن ،
    فقد قال الطيب صالح في لقاء له عن فن الكتابة ، وكان يتحدث عن" بندر شاه" و
    عن سر العلاقة الوثيقة بين الولد والجدّ ، بخلاف علاقة الابن بالوالد ، فهي باهتة الأثر ،
    ورباطها هلامي فاتر ، فالجدُ هو التاريخ ، والابن هو المستقبل ،
    أما الأب فهو اللحظة الهاربة من الحاضر الضامر بين هذا وذاك .
    (5)
    إن اللقاء كان أقل مما يتسع الحديث ، لذا كنتُ أحاول تفجير نقاط الخلاف والمواجع القديمة .
    وكنتُ في حاجة لرؤوس أقلام .
    قلت :
    لدينا أزمة معرفة وأنا أعتب على انجاز الحزب الشيوعي ، فلم يستطع أن يصارع التاريخ ،
    وكانت لديه كل الأدوات للفعل .
    قال:
    ربما أسهم بسهم ثقيل في أمر الحداثة والوعي . ربما اكتهل القائمون عليه ،
    لكننا لن ننكر إرث الوعي الذي أسهم فيه في زمن من الأزمان ،
    ومن الحق على جميع الذين أضاء فكرهم من شعلته ،أن ينصفوا تاريخه بكلمة وفاء .
    قلت :
    أصبح هو بلا رؤية . انساق وراء الأحداث ، وكان طبلاً داوياً للسودان الجديد ، ولم تكن له رؤيا تخصه ،
    وأصحاب السودان الجديد أنفسهم اهتموا بأيقونات مثل ( التقسيم العادل للسلطة والثروة )
    ( للأرياف حقها من التنمية مثل المدن ) دون أن يكون هنالك منهاج أو وسيلة أو قاعدة اقتصادية متينة .
    أي اقتصاد يا تُرى يصلح ؟ ، وكيف يتم توزيع بؤر التنمية الاقتصادية ،
    أيتم دون دراسة جدوى !
    (6)
    لم تسعفنا الكاميرا فصالة الفندق بأبو ظبي صاحب الخمسة أنجم باهتة الأضواء ،
    لأن الصالة الرئيسة هي مجمع لمطاعم خفيفة الظل متناثرة و حالمة . لا يسعك إلا الحديث
    الحريري المسروق من غلظة الحياة ، فاليوم الأول الذي التقينا فيه ،
    كان برفقتنا الدكتورة " نعمات عبد الله رجب" ، رفيقتنا في الحياة وفي المصير.
    واليوم الثاني اختطفتُه من الزمان قسراً لنلتقي .
    تعرفنا على إحدى طالباته ، فلسطينية الأصل ، تحضّر رسالة دكتوراه وهو المشرف عليها .
    فتحنا كوة أحاديث شتى عن الفن والعقائد والنقد ، والخروج من سجن العادة .
    ولم تستغرب تلك السيدة تجولنا في عالم المقدسات دون ضابط .
    بقي القليل من الميعاد المضروب للفراق لعلها بضع سنين قادمة قد نلتقي ،
    وربما في رحاب السماء التي يسرت التكنولوجيا سبيلاً لنلتقي أرواحاً
    لها أصوات ولها قدرة على الكتابة والمعاودة .

    عبد الله الشقليني
    30/5/ 2011

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 06-01-2011, 03:40 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 06-01-2011, 05:01 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 06-01-2011, 08:33 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني05-31-11, 05:42 PM
  Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . Nasr05-31-11, 06:02 PM
    Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . Dr Salah Al Bander05-31-11, 08:12 PM
      Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . محاسن زين العابدين05-31-11, 08:47 PM
        Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . د.نجاة محمود06-01-11, 00:25 AM
          Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 11:47 AM
        Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 11:38 AM
      Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 04:52 AM
      Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 05:07 AM
      Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 09:08 AM
    Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 03:44 AM
      Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 04:59 AM
        Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 11:25 AM
          Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 12:17 PM
            Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 12:28 PM
              Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 12:56 PM
        Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . ودقاسم06-01-11, 11:47 AM
          Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 04:28 PM
            Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 08:18 PM
          Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 05:26 PM
            Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-01-11, 08:23 PM
              Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-02-11, 04:14 AM
              Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-02-11, 08:08 AM
                Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-02-11, 10:32 AM
                  Re: مع البروفيسور صلاح محمد حســن ( الجرِّق) : عندما تلثُمك المنافي . عبدالله الشقليني06-27-11, 04:59 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de