المثقف والعصاب الأيديولوجي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-17-2024, 07:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-28-2011, 05:08 PM

عزالدين صغيرون

تاريخ التسجيل: 11-20-2009
مجموع المشاركات: 459

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي (Re: عزالدين صغيرون)

    red المثقف وعقدة العصاب الأيديولوجي القهري (9/10)

    (الثورة المؤجلة والكهنوت السياسي!)

    لا يكفي فيما نظن هذا الشكل من "الكهنوت السياسي" .
    فغير كاف وغير مجد ، خاصة في المرحلة التاريخية الراهنة ، وفي ظل معطيات الواقع السياسي والاجتماعي الذي يعيشه العالم والمنطقة اليوم ، أن تُطبخ الثورات وحركات التغيير الجذرية الكبرى في غرف مغلقة على بضعة مثقفين ، أشبه بالكهنة ، يخططون في عزلتهم الباردة تلك ثورة ، أو خارطة طريق للتغيير ، لجموع "الرعاع" ، الذين يهيمون على وجوههم في الطرقات بذهول ، والمهمومون بالركض لاهثين وراء لقمة العيش ، والسكن ، والعلاج ، والتعليم ، لهم ولعيالهم ، أو الباحثون ، بلا أمل ، عن العمل أو الهجرة ، إذا تعثر العثور عليه .
    فنحن نعيش في عالم جديد وظروف تاريخية جديدة ، تمخض عنهما تغير نوعي في ميزان القوى الاجتماعية ، نتيجة تحولات في بنيتها ، وفي تكوينها على النحو الذي تمت صياغتها وفقه ، وبالتالي حدثت تغييرات ، وعمليات إبدال وإحلال ، في قدراتها وفاعلياتها السياسية ، وفي أدوارها ووظائفها التاريخية .
    إلا أن العقل المؤدلج يكشف عن تصلبه الذي يجعله عاجزا عن قراءة الواقع ، وذاهلا عن رصد ما يعتريه من تغييرات وتحولات – وهذا العجز يرجع في أساسه إلى تصلب بنية الأيديولوجية – في طرح الأفندي لإشكالية الثورة السودانية المؤجلة ، وذلك عندما طرح التساؤل المحير فعلا ، " عن سبب غياب السودان عن قائمة الدول العربية التي شهدت وتشهد ثورات شعبية ، خاصة وأن للشعب السوداني أكثر من سبب ليثور . فهو يشكو، مثل تلك الدول التي ثارت شعوبها، من احتكار السلطة في ظل ديمقراطية صورية وانتخابات طرحت أكثر من تساؤل، مع شكاوى متعالية من الفساد وسوء الإدارة. وفوق ذلك فإن السودان تعرض في مطلع هذا العام لأكبر هزة يمكن أن يتعرض لها بلد، ألا وهي خسارة وحدة الشعب والتراب الوطني عبر انفصال الجنوب، وما تزال أزمة دارفور بعيدة عن الحل، كما أنه يواجه أزمة اقتصادية متفاقمة لها علاقة بالانفصال." (21).
    فهو يستبعد الأسباب التي يروج لها المراقبون والمعارضة والنظام ، وهو محق في تحفظاته عليها ، فإذا كان النظام وأنصاره يعزون السبب إلى أنهم في الواقع "مع التيار" الثوري ، لأن الثورات العربية كانت ذات صبغة إسلامية معادية للغرب ، ولذا فان الثورة على نظامهم غير مبررة موضوعيا ، فان الأفندي – والحق معه – يرى بأن هذا الزعم يدحضه واقع أن" نسبة الإسلاميين الغاضبين على الحكومة أكثر بكثير من المؤيدين لها" (22) ، كما انه محق في تحفظه على من يرجعون غياب السودان عن طوفان الثورات الشعبية التي اكتسح مدها الدول العربية الأخرى إلى ضعف المعارضة وتهافت قياداتها ، وهو يقول في ذلك بأن " ضعف المعارضة كان في الواقع هو المحفز على الانتفاضات أكثر من نجاعتها " (23) .
    إذن كيف تقوم الثورات الناجحة ؟.
    الأفندي يقول لك موجزا بشكل قاطع جازم بأن الثورات الناجحة لا بد أن تتوفر لها إحدى " صفتين مميزتين : الأولى وجود قطب معارضة معروف وموحد يلقى دعماً شعبياً قوياً ، والثانية قيام منظمات المجتمع المدني ، وخاصة الجمعيات المهنية والنقابات والاتحادات الطلابية بدور رأس الرمح في العملية . الحالة الأولى تتأتى عادة عند وجود زعيم منتخب أو حزب معارض جامع يوحد غالبية قطاعات الشعب في وجه نظام معزول شعبياً ، وفي الحالة الثانية تقوم المؤسسات المدنية بدور التوحيد والتعبير عن الشارع " (24).
    وطالما كانت هذه هي رؤيته لإشكالية الثورة في السودان ، وهي رؤية تقف عند هذا الحد من الأفق التحليلي المغلق ، فانه لا يجد من طريق للخروج من هذا النفق سوى إطلاق التحذير بأن " الانتفاضة السودانية قادمة لا محالة إذا لم يقدم النظام على إصلاحات حقيقية وعاجلة وحاسمة تنهي احتكار السلطة، وتوحد السودانيين حول نظام سياسي جامع ترتضيه الغالبية " (25)
    فإذا كان شرطي نجاح الثورة يتمثلان حصرا في :
    • قطب معارضة سواء أن كان زعيم منتخب ( ولا أعلم كيف يكون الزعيم منتخبا وقائدا للمعارضة معا!) أو حزب جامع .
    • ومؤسسات مدنية تقود عملية الثورة والتغيير .
    والشرطان ، في الحالة السودانية ، كما رأينا مع الأفندي غير متوفرين ، وإذن فليس أمام هذا الشعب من سبيل سوى أن ينتظر يقظة ضمير هذه العصبة التي ما فتت تماسكها سوى الاقتتال على السلطة ، ليقدموا طائعين على إصلاحات تنهي احتكارهم للسلطة !!.
    أليست هذه هي الوصفة السحرية التي يقدمها لك منطق الأفندي التحليلي في نهاياته القصوى ؟.
    لولا داء العصاب الأيديولوجي الذي يعطب العقل لسأل الأفندي نفسه : كيف إذن نجحت الثورة في تونس وفي مصر ، وهي بصدد النجاح – ولو بعد حين – في اليمن وفي ليبيا وسوريا وفي غيرها من الدول العربية ، رغم عدم توفر أي من عاملي نجاح الثورات التي حددها ؟ . فكل الثورات التي ذكرناها تفتقر إلى القطب المعارض ، سواء أن كان زعيما وقائدا ملهما ، أو حزبا معارضا جامعا ، كما ولم تقودها منظمات مدنية ، من جمعيات مهنية ونقابات واتحادات طلابية ، ولكنها ، ورغم ذلك اتخذت مسارات واعية وكأنما هناك مركز تخطيط وراء تنظيمها ، وبإيقاع منضبط مدروس ودقيق!!.
    لقد (فات) عليه أن ينتبه إلى هذا المتغير الاجتماعي السياسي ..
    مثلما (فات) عليه أن يبحث من قبل ، كما رأينا ، و يعيد النظر ممحصا ومدققا في القوى الاجتماعية التي راهن عليها في إحداث التغيير ، حين أكتفي بثالوثه العتيد : الحزب الحاكم (السلطة) ، وأحزاب المعارضة ، والمثقفين أو النخبة .
    وقد قلنا وقتها إن المنطق الطبيعي والعقلاني والبديهي ، يقتضي ، بل ويفرض عليه ، طالما ثبت له عجز رهانه ، البحث عن قوى اجتماعية أخرى ، إما كـ"بديل" ، وإما كـ"رافعة مساندة" ومساعدة للقوى المعارضة الأخرى ، التي تسعى للتغيير هي أيضا .
    ولكنه لم يفعل ، وإنما راح يطارد ذيله الأيديولوجي ليمسك به ، عبثا ، عله يجد مخرجا .. وهيهات !.
    وما حدث ويحدث الآن في المنطقة ، والتي نحن جزء منها ، هو عملية تغيير جذرية في موازين القوى الاجتماعية ، ونحن أمام عملية إبدال وإحلال ، لقوى اجتماعية للتغيير مكان أخرى .
    وبالتالي فنحن أمام واقع اجتماع سياسي جديد ، يحتاج إلى مرونة فكرية تستوعبه .
    أسباب تأخر قيام الثورة السودانية عديدة ، وبعضها ما تفضل الدكتور بذكره متحفظا عليه ، مثل ضعف أحزاب المعارضة في السودان وتهافت قياداتها ، وقد تحدثنا عن الأسباب البنيوية لضعف هذه الأحزاب دون إسهاب فيما سبق .
    والواقع إن هذه الأحزاب ، كلها وبلا استثناء ، وطيلة تاريخها ، كانت جزء من متلازمة إجهاض الهبات والانتفاضات الشعبية في السودان ، وبالتالي فإنها جزء من الأزمة السياسية المستدامة التي ظلت تقف حجر عثرة أمام بناء "الدولة " السودانية ، هذه الدولة التي ظلت " الى الآن دولة افتراضية" .. والى حين إشعار آخر! .
    ولا يحتاج الأمر – أمر تأكيد هذا – إلى كثير عناء أو ذكاء . فقد ظل يتكرر في السودان ، ومنذ استقلاله ، سيناريو سياسي واحد ، أحزاب تأتي للحكم عبر ديمقراطية "ويست منستر" البرلمانية ، فتفشل في إدارة البلاد ، وأخطر من ذلك ، تفشل في إرساء أسس "دولة/ قومية" حقيقية ،وتتدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية بالوطن ، فتهب مجموعة من المؤسسة العسكرية لإنقاذ الأوضاع عبر الانقلاب وتفرض نظام حكم عسكري متسلط ، يضيق به الشعب ذرعا ، فيثور مطالبا بحريته عبر منظمات المجتمع المدني من نقابات واتحادات طلابية ، والتي تشكل قوى المجتمع الحديثة المنتجة ، وقواه المهمشة معا ، ليطيح الشعب بالنظام ، وتأتي الأحزاب عبر هتافات الثورة المنتصرة لتستلم الحكم بانتخابات برلمانية ، وتعود لتمارس نفس اللعبة ، وكأنها لم تتعلم من تجربتها السابقة ، وتعود الكرة من جديد ، ليقفز إلى كرسي الحكم عسكري آخر يذيع بيانه لإنقاذ البلاد من العبث الحزبي الذي كاد أن يوردها موارد الهلاك ، ويتكرر السيناريو مرة أخرى ..وهكذا دواليك !.
    حدث هذا في عام (1958م) ، أي بعد عامين فقط من إعلان الاستقلال في عام (1956) ، ثم تكرر في عام (1967م) ، أي بعد ثلاثة أعوام من قيام ثورة أكتوبر (1964م) ، ثم تكرر في عام (1989م) أي بعد أربعة أعوام من انتصار الشعب في ثورة أبريل/مايو (1985م) .


    هوامش
    (21) عبد الوهاب الأفندي ، أين هي الثورة السودانية
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=8462
    تأريخ الطباعة 10 April 2011 at 4:29pm
    (22) : السابق.
    (23) ، (24) ، (25) : نفسه .
                  

العنوان الكاتب Date
المثقف والعصاب الأيديولوجي عزالدين صغيرون05-27-11, 06:30 PM
  Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي عزالدين صغيرون05-27-11, 06:52 PM
    Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي عزالدين صغيرون05-28-11, 05:07 PM
    Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي عزالدين صغيرون05-28-11, 05:08 PM
    Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي عزالدين صغيرون05-28-11, 05:09 PM
      Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي صلاح شعيب05-28-11, 05:16 PM
        Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي عزالدين صغيرون05-28-11, 05:26 PM
        Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي عزالدين صغيرون05-28-11, 05:27 PM
          Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي عزالدين صغيرون05-29-11, 10:11 PM
            Re: المثقف والعصاب الأيديولوجي عزالدين صغيرون05-31-11, 09:13 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de