بدر الدين الأمير يصف المسلمات بالتخلف .. د. ناهد م. الحسن : أتراجع عن تنبيه ابنتي لتعديل جلستها

Quote: ملخص الندوة بقلم الاستاذ محمد الربيع استلهمت المتحدثة في حفرياتها في المرجعيات الدينية والاجتماعية للأساطير المؤسسة للثقافة الذكورية ،عنوان كتاب المفكر الفرنسي الأساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية ، مشيرة الى وحدة منطق استغلال وتستر السلطة بالدين والقداسة لادارة صراع لتغيير موازين القوى في غير صالح المرأة.واستعرضت ناهد محمد الحسن وجوه الاكراه والعنف على المرأة التي كرستها هذه الاساطير،في ربطها بالخطيئة ،وخلقها من ضلع أعوج وربطها بالغواية حتي أصبح من الضروري أن تتساءل المرأة عن "جدوى وجودنا فى عالم لا يرى حضورنا فيه أكثر من نافلة" وقالت: "ومن هنا كان على ان اتتبع نشأة المفاهيم البطرياركية وكيفية معالجتها لقضية المرأة ..وكيف تسربت الاساطير الامومية الى الفضاء الابوى وتسربلت بالقداسة الدينية , وحرست بسيوف التكفير, وصار الذى يجترئ على الثقافة الذكورية كمن يجترئ على الرب الإله ..لكننا خرجنا فى سعينا الى الاله الذى نحب ونعبد ولا يريد بنا الا الخير ..إله إذا انكشف لك عدله فلا يسعك الا ان تلفظ خوفك . وقدمت المتحدثة مراجعة للاساطير التى تكرس لدونية المرأة فى مجتمع رعوى بدوى , اراد ان يقضى على ثقافة المجتمع الذى استعمره وبالتالى رموز خصبه واموميته . وبالتالى صادر تراث المنطقة ووظف اساطيرها بعد أن غلفها بالقداسة لصالح ثقافته وسياسته .مثل اسطورة خلق حواء من ضلع أدم , لاجل انسه فى وحدته وسكنا . باحثة في جذورها السومرية والتوراتية واستلهام بعض مفسري القرآن لهذه الأساطير،التي حسب قولها تناقض الاية الصريحة (ولقد خلقنا الانسان فى احسن تقويم ) داعية رجال الدين للتحرر من الجمود الفكرى وبتنقيح كتب التفاسير والاحاديث على ضوء المعارف العلمية الحديثة . وقالت: كما ان الاساطير تمهد لبعضها البعض فيبنى على إعوجاج المرأة أنها اصل البلاء وام الخطايا . فمنذ ان زحف مبدأ الاثنينية الى الوعى الانسانى , حتى سارع الرجال الى حجز الجانب الخير من هذه الثنائية وتركنا مع الحية والشيطان والشهوانية والحمق والعاطفية والحس , تقول كارول بى كريست ( لقد نظم الرجال هذه الثنائيات سلطويا , وربطوا انفسهم بالجوانب الايجابية من هذه الثنائيات الروح , الحرية العقل النفس,بينما هبطوا بالنساء الى الجوانب السلبية من هذه الثنائيات_ الطبيعة , العاطفة,اللاعقل ,الجسد.علاوة على ان الفلاسفة قد فهموا هذه الثنائيات على انها تحمل التعارض بين طرفيها , حيث يهدد باستمرار الطرف الادنى بقهر الطرف الاسمى . وقدمت المتحدثة مراجعة لأسطورة حوّاء الحيّة وأصل الخطيئة فضاعت فى اروقة التاريخ المقدّس دلالة حوّاء كمانحة للحياة . وتبقّى لها الإشتقاق اللغوى من الحيّة, ليسقط عليها بالتالى كل ما اكتسبته الحيّات من تاريخ سالب من المكر والحيلة الى التواطؤ مع الشيطان والغدر . وهكذا ألقى الذهن الذكورى تبعات نزواته وغرائزه على شهوانيّة المرأة وغدرها وغوايتها . وقدمت ناهد محمد الحسن ما وصفته بالظلال الذكوريّة فى التاريخ المقدّس,قصّة الخطيئة الإنسانيّة الأولى التى حمّلت فيها التوراة المرأة كبرها فأبينا ان تحمل الا نصيب مااقترفت, خصوصا وإن تداعيات إرتباط المرأة بالخطيئة والغواية امتد الى عميق لاوعينا الانسانى مكرسا الإحساس بالدونيّة وسوء تقدير الذات. وانكار الطبيعة الفسيولوجية وكراهية واحتقار الجسد. ورصدت ظلال القصّة التوراتيّة فى التراث الإسلامى وتابعت الجذر التوراتى الى سومر, المجتمع الحضارى الخصيب. وأوردت النصوص القرآنية التى تبرّئ حوّاء من تهمة الغواية , وتردّها إلى بشريّتها العاديّة ككائن له أخطاءه وله رب اسمه غفور وتواب. وقالت : وما يعنينى هنا على وجه الخصوص, قصّة آلامنا الشهريّة الفسيولوجية المنشأ التى سرقت الرواية التوراتيّة نبلها وجعلتنا نهبا لآلآم نستحقّها لأنّ فى حمضنا النووى جينات من إمرأة أخطأت وأغوت. مشيرة الى حكاية النساء مع الألم الشهرى وألم الحمل وآلام الوضع , فأن تكونى إمرأة فى عالمنا هذا يعنى أن تفتحى نفسك شارعا لآلام عديدة وأحزان لاتنتهى. واساطير لا تمنح الامنا معنى ولا تباركها . ولخصت المتحدثة رؤيتها للموضوع بقولها:أهدف الى فتح الحوار من زاوية مختلفة لمزيد من الحوار الفكرى والدينى حولها , فليست القضية هى الحدث نفسه بقدر ماهى دلالاته المتجذّرة فى الوعى الذكورى والانثوى على وجه الخصوص . المنابع التى تفجر الاحاسيس الانثوية السالبة بالعدمية والاجدوى .حيث يتعذّر على إمرأة ما أن تجد لذاتها موضوعا آخر بعيدا عن الرجل . فمن الذى صادر حقنا فى الشراكة واعمار الارض بالقسط الى جانب الرجل ..ليجعل منا موضوعة لتسليته ..فمن منا شغل نفسه ذات يوم بحياة مضحك الملك... عالمه الخاص واحزانه ..انه يولد ويعيش ويموت خادما , لا يجد معنى لدعاباته بعيدا عن البلاط .. الدكتور النور حمد وصف في تعقيبه حديث ناهد محمد الحسن بأنه جديد ومثابر ،ويحفز على التأمل في كثير من القضايا التي اعتبرت من المسلمات. وتحدث عن الاسطورة بوصفها مرجعا وينبوعا للمعرفة،وناقش رحلة الانسان وهبوطه من السماء بوصفها رحلة حريته ،والمقام الأصيل للمرأة في رحلتهما المشتركة في العودة الى النبع. وقدم النور حمد استعراضا لبعض رؤى المفكر السوداني الراحل حول المرأة وقصة الخلق والتكوين، وموقع المبحث الديني في فكر ما بعد الحداثة. وقدم بعض الحضور مداخلات حول القضايا التي طرحتها المتحدثة والأسئلة التي أثارتها .